الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إلى جنة سام - رواية قصيرة - بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2008-11-01
إلى جنة سام - رواية قصيرة - بقلم:نزار ب. الزين
إلى جنة سام
رواية قصيرة
نزار ب. الزين *

تحركت الطائرة ببطء شديد ...
أفراد طاقم الخدمة الأرضية شيئا فشيئا يتضاءلون ، و كذلك الحافلات التي أقلت إمام و الركاب الثلاثمائة الآخرين .
ثلاثمائة ؟!
ثلاثمائة هم عدد سكان قريته الصغيرة جوار الفيوم
و أخذ يتخيل – من ثم - أهله و أقاربه و الجيران و حتى العمدة محشورين جميعا بعلبة السردين العملاقة هذه ، و ابتسم عندما تخيل أطفال القرية يلعبون ( كرة الشراب )، هنا بين المقاعد و كأنهم في بيدر القرية ، و توسعت ابتسامته عندما تذكر أنه يتخيل و حسب ، فلطالما ضحك – في سره – ساخرا من شطحاته و أحلام يقظته ، لقد بلغ الثانية و العشرين ، و حصل على البكالوريوس ، و مع ذلك لا زال يحلم و هو يقظ ، و يشطح بخياله بعيدا و هو متسمر في مكانه .
كانت الطائرة قد بلغت آخر الممر و ضجيج محركاتها أخذ يتضاعف ثم انطلقت مسرعة ، ثم لتسرع أكثر فأكثر قأكثر ، ثم لترتفع و تستمر مرتفعة تشق كبد السماء .
أحس إمام بداية بدغدغة عصبية شبيهة بدغدغة أرجوحة المولد ، و برعشة خوف زالت حالما أطفئت شارات التحذير فاختفت عبارة لا تدخن .و عبارة حزِّم خصرك ؛ فإسترخت أعصابه و إنتظمت أنفاسه ثم إستسلم لخياله من جديد .
*****
كانت المضيفة الشابة قد بدأت نشاطها فأخذت توزع كؤوس العصير راسمة على وجهها إبتسامتها المهنية ، و إذ بلغت سليم و لمحت عينيه الحمراوين مغرورقتين و قد فاضتا لتوهما بدمعتين إنزلقتا ببطء فوق أخدودين متناظرين حفرتهما سنونه الأربعون ، سألته هامسة ، مظهرة بعض لهفة : " هل تشكو من شيء يا سيدي ؟ "و لما لم يجبها و لم يقبل كوب العصير ، أعطت الكوب لجاره و مضت غير مكترثة .
كان سليم – لحظتئذ – يتذكر صغيرته لمياء عندما أخذت تبكي خلال ثواني الوداع الأخيرة ، كانت عادية في كل تصرفاتها ، بكت أمها كثيرا أما هي فقد سألت كثيرا ، و فجأة تفجر نشيجها !
" و لكن لا بأس ياصغيرتي المرهفة ، يا شرارة الطموح و نغم المستبقل ، كل هذا الإضطراب إن هو إلا لأجلك و أجل أخويك ، لا بأس عليك يا حلوتي فالفراق لن يطول " تذكر كل ذلك بينما تسربت دموعه الساخنة من جديد ، فأسرع – خجلا - إلى منديله يجففها بينما استرقت إحدى عينيه النظر إلى جاره توجسا من افتضاح لحظة ضعفه ، إلا أن الجار كان لاهيا بمطالعة صحيفته .
*****
عندما بلغت المضيفة نهاية القسم المناط بها خدمته ، لفت إنتباهها صوت تجشؤ مصحوب بأنين ، فالتفتت جزعة نحو مصدره لتلمح وائل و قد وضع يدا على بطنه و أخرى فوق فمه ، بينما هربت الدماء من وجهه فبدا باهتا ، وضعت الصينية فوق العربة ثم دفعت بيديها الإثنتين ‘لى جيب في ظهر مقعده المقابل فأخرجت كيسا مبطنا ثم ألصقته في فمه متفادية بحركتها المتقنة هذه كارثة تلوث محققة ، ثم أمرته بانكليزيتها الأمريكية أن يحكم أطراف الكيس حول شفتيه ، و إذ تنبهت إلى فظاظتها النسبية ركبت ابتسامتها المصطنعة ثم قالت له بلطف " لا تنزعج فهذا دوار الجو و هو تماما كدوار البحر " ثم أتمت قائلة : " سأحضر لك مهدئا ، تناوله بعد أن تفرغ "
منذ أن نال وائل تأشيرة الدخول إلى بلاد العم سام ، بعد تحقيق طويل و شاق و مستندات و ضمانات ، منذئذ و هو يصارع القلق الذي إنعكس على جهازه الهضمي ، فهو مقدم على تغيير نسيج مستقبله تغييرا كاملا ، إنها نقلة نحو المجهول فالحجة تحصيل إجازة علمية عالية ، أما الهدف فهو الإقامة إلى الأبد بعد أن تنكرت له جنسية يعرب .
أما المضيفة ، فما أن فرغت من العناية بوائل حتى إسترخت على أقرب مقعد خال تغالب إشمئزازها و همست في سِرِّها : " خدعونا فأسمونا مضيفات خداعهم لخادمات القصور اللواتي أسموهنّ وصيفات .
*****
نحن الآن فوق جزيرة قبرص !
قالها صوت ناعم عن طريق مجسمات الصوت ، فإلتفتت الأعناق المجاورة للنوافذ ، و إشرأبت أعناق جيرانهم و أضطر الأبعدون إلى نصف وقفة ليلقوا نظرة على الجزيرة المشهورة .
همس إمام الذي التصق وجهه بالنافذة ، في سره : " إنها صغيرة و لكنها أكبر من الخارطة على أي حال !!! " و أخذ يضحك – في سره أيضا- على ما ظنه نكتة ، ثم تساءل : " هل من المعقول أن هذه الرقعة الصغيرة التي يكاد البحر يبتلعها تحتضن مدنا و قرى و يعيش فوقها شعبان يتصارعان ؟؟! " و سرعانما أجاب: " لم الدهشة و الإستغراب يا عبيط ؟ لقد تقاتل شبان قريتي على حصصهم من مياه الترعة ، فقط في العام الماضي ! " ثم أضاف مبتسما : " ليس الإنسان حيوانا ناطقا كما كانوا يقولون ، و ليس حيوانا ضاحكا كما كانوا يزعمون ، بل هو حيوان مقاتل و عدواني ، إذا لم يجد ما يصارعه فإنه يصارع نفسه . " ثم أضاف : " إنظر إلى جارك في المقعد يا سِ إمام ، إنه لم يكف لحظة عن قضم أظافلره و أكل رؤوس أنامله !" و استمر إمام يحدث نفسه: " قبرص هذه كأنها رأس حربة مغروسة في جسد حوت أزرق عملاق و ذاك الحوت ينزف دما أبيضا ، لِمَ يدهشك هذا التشبيه يا إمام بيه ؟ ألم يركَّبوا في اليابان دما أبيضا ؟ يا له من جبار هذا الحيوان المقاتل المدعو إنسان ، و لكن يا له من هش أيضا ، سقطت قطعة من طوبة على رأس عويس إبن أخت العمدة فقتلته في الحال وهو الذي كان يتصرف و كأنه العمدة بذاته . "

*****
الفصل الثاني

في محطة الإنتظار ، جلس إمام محييا بالعربية ، فرد عليه سليم بالعربية.
علق إمام : - " الحمد لله "
- علامَ ؟
- أني تلقيت الإجابة بالعربية ، و إلا كنت اضطررت لتشغيل الكمبيوتر .
- كمبيوتر ؟ تساءل سليم مندهشا .
- أقصد هذا ، و أشار إلى رأسه ؛ هو الآن في إجازة و لا أرغب في إفسادها !
فابتسم سليم و هو يسأله بخبث :
- كلّه ؟!
فضحك إمام متقبلا الغمزة ، ثم سأله :
- حضرتك رافضي ؟
- رافضي ؟؟! ماذا تقصد يا أخ ؟
- أقصد من جبهة الرفض .
فضحك سليم ، ثم علق قائلا :
- ما أظرفكم معشر المصريين ، النكتة مجبولة بدمائكم .
- و أنتم ، كذلك النِكدة مجبولة بدمائكم .
فانفجر سليم ضاحكا للمرة الثانية ، و لم يمنعه من الإسترسال فيها غير نظرات الحضور ، فلملم نفسه ثم تنحنح ثم همس نادما :
- لقد أزعجنا الآخرين .
- ماما كانت تقول لي : إضحك تضحك لنا الدنيا ..
- ماما ؟! و بابا ؟
- أبويَ الله يرحمه ، كان يميل إلى النكدة .
و على غير المتوقع فإن إمام لم يضحك هذه المرة بل على العكس إنتابته موجة حزن سرعانما إنعكست على وجهه فسأله سليم :
- يبدو أن وفاته قريبة
- أقل من سنة ... وإلى أن إقتنعت أننا كلها إليها عانيت الكثير .
- إنها صدمة الموت يا عزيزي ، تنطفئ جزوة الميت لتشتعل نار الأسى في من حوله ؛ ثم استدرك :
- من الواضح أنك كنت متعلقا به .
- أبدا ، علاقة عادية بين أب عادي و ابن عادي ، إنما المحنة التي رافقت ملابسات الوفاة جعلت الموقف كله مأساة ، فقد ظل مفقودا ثلاثين يوما بلياليها ؛ ثلاثون يوما و أعصابنا مشدودة و أقدامنا تتنقل من مكان إلى مكان يساعدنا في بحثنا جيش من المتطوعين . فسأله سليم :
- فقد ذاكرة ؟ إختطاف ؟ إعتقال ؟
- لا هذا و لا ذاك ، كنا في إحدى دول الخليج ، حيث كان يعمل و قبيل إجازته السنوية ، أمرنا أن نسافر قبله بالطائرة أما هو فسيلحق بنا بالسيارة ، و لكنه لم يلحق بنا أبدا . أصابته نوبة من نوبات السكري ، هذا الداء اللعين الذي كان يسبب له الدوار و الوهن ، و بينما كان يقود سيارته انحرف عن الطريق و انقلبت به السيارة .
و بعد أن فقد ، تتبع أصدقاؤه خط سيره و هم يسألون عنه في كل مكان ، و في أحد المراكز ، الذي راجعوه مرارا من قبل ، فتح مسؤول المركز درجه – باستهتار – و ألقى جوازه على الطاولة سائلا : " هل هذا هو صاحبكم ؟ " و عندما تأكدوا أنه هو بذاته ، قال لهم بغير إهتمام : " جثته في مستشفى المدينة المجاورة ، و أغراضه في مخفرها ! "
أجابه سليم مواسيا :
- الحقيقة المطلقة ، أن لا قيمة للإنسان في بلادنا .
إسمع قصتي : فأنا مهندس متخصص بالكيمياء الصناعية ، إشتغلت في إحدى مصافي النفط ، و كنت أعمل بإخلاص و تفان إعترف بهما رؤسائي ، و بمهارة أثنى عليها الخبراء الأجانب الذين زاملوني . و ذات يوم تعطلت إحدى وحدات المصفاة ، فاتصل المراقب السياسي بمدير المصنع الذي كان يتمتع بإجازته في العاصمة ، و يبدو أن سعادته أزعجه النبأ و أفسد إجازته فأمره بإبلاغ الأمن العام .
وجدت نفسي معتقلا و بيدي القيد ؛ اتهموني بالتخريب ، و تركوني ليلة كاملة بين السكارى و اللصوص ، و لم يسمحوا لي حتى بإبلاغ عائلتي .
و عند حضور المحقق بادرني بسؤاله :
- أنت المخرب ؟
- أنا لست مخربا – أجبته – و هذا الذي أبلغكم نصف أمي ، على الأقل في مجالنا ، كان عليكم أن تكلفوا لجنة من الخبراء لتتعرفوا على أسباب المشكلة قبل أن تلقوني بين اللصوص .
فصاح في وجهي غاضبا :
- تريد أن تعلمنا شغلنا ؟ و نجرؤ على تحقير العمال الشرفاء ؟
- أنا لا أحقر أحدا ، أنا أطالب بحقوقي ، أنتم تتهمونني و أنا أطالب بلجنة خبراء ، هل في ذلك إساءة لأحد ؟
- إلى أي تنظيم سري أنت منتسب ؟
أجبته مؤكدا :
- يا أخي الكريم ، أنا لست مرتبطا بأحد ، أنا لا أحب السياسة و لا السياسيين .
أجابني صائحا :
- أنت كاذب ، إعترف و إلا .....
- و إلا ماذا ؟ ليس لك الحق بأن تهددني .
و كان الرد هذه المرة صفعة أدارت رأسي و ضج طنينها في أذني .
فصحت به :
- أنا لا أقبل بهذا الأسلوب ، إطلبوا لي محاميا .
فأجابني ساخرا :
- سأطلب لك محاميا و لكن بعد أن أكسر بضع خيزرانات على قدميك .
خلال تلك اللحظات المهينة ، كان رجال المخابرات قد إقتحموا بيتي و عاثوا فسادا بمحتوياته و أرعبوا زوجتي و أطفالي ، بحثا عن أدلة يدينونني بها .
و منذ الصباح التالي ، اتفقت زوجتي مع محام ليبحث مشكلتي الذي تمكن بعد لأي من الإتصال بي بعد أن كادت آدميتي تذروها الرياح .
و قد استطاع المحامي إقناع النائب العام بأن يطالب مدير المصنع بلجنة تحقيق فنية ، و كانت النتيجة مباغتة له و لهيئة المراقبين السياسيين في المصنع ، فالعطل كان فنيا و ليس تخريبا ، و من ثم أطلقوا سراحي ..
- هل عوضوك أو إعتذروا لك ؟
- لم أفكر بهذا الأمر ، كان تفكيري منحصرا في كيفية هروبي من هذا الظلم كله ، و فعلا تسللت عبر الحدود بمساعدة أحد المحترفين و ها أنت تراني إلى جوارك على بعد آلاف الكيلومترات عن بلدي و أسرتي و أهلي .

*****
أما وائل فقد جلس إلى جوار سيدة أمريكية ، التي بادرته بالسؤال:
- إلى أي ولاية أنت ذاهب ؟
- كاليفورنيا / ساندييغو
- طالب ؟
- أجل ! ثم سألها بإنكليزية ضعيفة :
- و حضرتك ، سائحة ؟
- لا أبدا ، أنا مدرسة ، في المدرسة الأمريكية ، و عائدة في إجازة لرؤية أمي . ثم أردفت سائلة :
- إذا واتتك فرصة هل تبقى في الولايات المتحدة ؟
- أتمنى ذلك و أسعى إليه .
- ما بالكم يا شبان العرب تزحفون إلى أمريكا ، أليست لديكم جامعات ، أليست لديكم فرص عمل ؟ ألا تحتاجكم بلدكم للمساهة في بنائها ؟
- سيدتي ، كنتِ في بلادنا و من المؤكد أنك لاحظت ظروفها التعيسة ، ألم تلاحظي ذلك ؟
- أنا شخصيا لا أهتم إلا بعملي ، و لا ألتفت إلى أي أمر آخر و لكن لفتت نظري هذه الأعداد الكبيرة من الشبان المتوجهين إلى أمريكا ، و لسوف يصدمون .
- أنت تقولين ذلك ؟
- الظاهر أن بلدنا بلد الحرية و الدمقراطية ، أما الباطن فهي بلاد المافيا و لصوص المنازل و جماعات التعصب العنصري و مجانين الإختطاف و الإغتصاب .
- أنت تقولين ذلك ؟ يبدو أنك متشائمة يا سيدتي !
- نادني ويلما ، و أنت ما اسمك ؟
- وائل
- اسم لطيف لشخص لطيف .
*****
الفصل الثالث
بعد خمس سنوات
شوهد إمام في إحدى ضواحي سان فرانسسكو مع زوجته البورتوريكية يدخلان مكتبهما في محطة للوقود .
و شوهد سليم في ديترويت يحاول بناء نفسه من جيدد بعد أن ابتزته إحدى تاجرات الزواج و امتصت مدخراته كتعويض طلاق و سكوت ، و قد فرغ لتوه من مهاتفة زوجته التي بشرها باقتراب الفرج فقد حلف يمين المواطنة الأمريكية و سيقوم منذ الغد بإجراءات لمّ الشمل .
و شوهد وائل في ساندييغو مع المدرسة الأمريكية ويلما التي تعرف إليها في الطائرة و التي تكبره بعشر سنوات على الأقل ، يتناولان العَشاء في أحد المطاعم الفخمة إحتفالا بعيد زواجهما الخامس!
------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف