الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية عباس الحقيقية وخريطة نتنياهو المزورة

تاريخ النشر : 2023-09-26
رواية عباس الحقيقية وخريطة نتنياهو المزورة

د. أماني القرم

رواية عباس الحقيقية وخريطة نتنياهو المزورة

بقلم: د. أماني القرم

بخريطة مزورة في لحظة فارقة كشف نتنياهو عن الشيء الوحيد الصادق الذي يسعى إليه: إزالة الفلسطينيين ومحوهم.. لم يعد بعد ذلك لخطابه أهمية.. فالصورة تحدثت بوضوح عن السياسة والاستراتيجية والعقيدة الصهيونية.. ولتوضيح الأمر لمن لم يشاهد كلمة نتنياهو في الأمم المتحدة على التلفزيون، فإنه رفع أثناء خطابه المخادع خريطتين للشرق الأوسط خاليتين من الوجود الفلسطيني كلّية: الأولى لعام 1948 حيث أشار فيها إلى فلسطين التاريخية على أنها "اسرائيل" مظلّلا إيّاها كاملة باللون الازرق، والثانية نفس الخريطة للشرق الأوسط الجديد المقبل مع تغير لون الدول العربية المحيطة بفلسطين إلى اللون الاخضر. وذلك لإظهار /حسب إدعائه/ كيف كانت اسرائيل وحيدة في عالم عربي عام 1948، وكيف أصبحت اليوم محاطة بالأصدقاء بعد مسار التطبيع. 

هذا التزوير للتاريخ والتغييب القسري للشعب الفلسطيني حدث على منبر الأمم المتحدة المسئولة الأولى قانونيا وتاريخيا عن الشرعية الدولية وعن القرارات التي يرتكز عليها الفلسطينيون في المطالبة بحقوقهم. لكن غير مهم.. القاعة كانت شبه فارغة وكأنه يتحدث لنفسه ومجموعة المهرجين الذين يصفقون له. كيف يمكن للعالم أن يستمع لخطاب يدعي كذبا سلام في الشرق الأوسط ويرفع خريطة للتطهير العرقي في نفس اللحظة؟

عموماً يحسب لنتنياهو دوماً إجادة التمثيل بدراماتيكية على مسرح الأمم المتحدة ملوّحا بأقلام حمراء.. أما في هذه الدورة فكان هو بحق ودون تمثيل..

كان الرئيس عباس قد استبق عرض نتنياهو المسرحي بخطاب واثق وهادئ، موجز وواضح، رصين وسلس.. بدأه بجملة قوية واضحه أقرب ما تكون لرسالة تحذيرية مستقبلية قائلاً: "واهم من يعتقد أن هناك سلام.. دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة". ردّت هذه الجملة استباقيا على خطاب وخارطة نتنياهو المزورة أو ربما استفزته بالشكل الذي جعلته يظهر قناعاته الحقيقية.

خطاب الرئيس عباس كان شاملا ومقنعا لأنه ببساطة يستند على رواية حقيقية هي حكاية الشعب الذي يناضل من أجل انهاء الاحتلال رغم التغيرات حوله والتغافل المتعمد عن معاناته المستمرة ومحاولات تجاوزه.. شجاعة تكرار المطالب الفلسطينية دون كلل أو ملل من المجتمع الدولي تحسب للرئيس عباس .. لأننا/ للأسف/ نواجه تحدي ابقاء القضية الفلسطينية حية على سلم أولويات المجتمع الدولي وكأنه لا يكفينا فحسب محاربة الاحتلال!

ولعل من أهم ما جاء في كلمة الرئيس ابو مازن هو مطالبته المستمرة بأحقية حصول فلسطين على العضوية الكاملة للامم المتحدة والاعتراف بالدولة الفلسطينية لمن لم يفعل بعد. وأعتقد أنه مطلب يجب الإلحاح في تكراره والسعي الدءوب من أجل حدوثه لأنه يدحض نظرية "البديل" الصهيونية التي تتمحور حول "أرض بلا شعب" والتي عرضها نتنياهو لاحقا بوقاحة في خارطته المزورة .

 أيضاً تحدّى عباس المجتمع الدولي بالمطالبة بعقد مؤتمر للسلام. وهو أمر أعتقد أنه مرهون بمصالح الفاعلين الدوليين ومدى استعدادهم للمشاركة وقدرتهم على بناء مواقف سياسية فاعلة .. لكن في نفس الوقت مع التحولات المتسارعة التي يمر بها النظام العالمي اليوم نحو التعددية القطبية، وصعود لقوى الوسط والجدّية في توسيع تكتلات جيوسياسية واقتصادية مثل "البريكس" ومجموعة 77زائد الصين، من شأنها اعادة تشكيل الاقتصاد العالمي والمنظومة السياسية العالمية، ولذا فإنّ النظرة لعقد المؤتمر الدولي يجب أن تتغير.. وليس بالضرورة حضور جميع الفاعلين الغربيين!!


 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف