الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن
تاريخ النشر : 2023-07-30
نظرة
نظرة

بقلم: أمل عبد الله

كانت دائما تذهب إلى والدتها تنتظرها في مكتبها إلى أن ينتهى يومها الدراسي الذي كان غالبا ما يتأخر، وتذهبا بعد ذلك سويا إلى المنزل، وكانت عادةً تجلس على كرسى فى مواجهة مكتب والدتها، و يوجد فى ظهر الكرسى نافذة تطل على الحديقة التى كان الجنايني يحرص دائمًا على زراعتها بنباتات من البصليات تُثمر زهور بيضاء ذات رائحة جميلة ، تجعل المكان كله يعم برائحة زكيه تُعطر الجو وتزيد النفس إنشراحاً، وفى الجانب الآخر من المكتب كانت هناك نافذة تُطل على ممشى فى الحديقة يُوصل من بوابة المعهد إلى مبنى الادارة الذى كان أول مكتب فيه هو مكتب العميدة والدتها.

وكانت دائما تجلس وهى لاتهتم بمن يدخل المكتب أو من يخرج منه، إذ دائمًا تكون مشغولة بالمجلات والجرائد التى تشتريها لها والدتها حسب كل يوم من أيام الأسبوع، وهى تنشغل بقراءتها غائبة تماماً عما يحدث حولها، و كان هذا هو يوم الخميس ، التى تحرص والدتها على شراء مجلة المعرفة لها، وكانت تسرح معها ومع صورها الموضحه للموضوع وكأنها فى عالم آخر
ولكن فى هذا اليوم كان ذهنها مشغول على غير العادة عن المجله التى كانت تقرأها … كانت هناك مشكلة عويصة بالنسبة لها ولسنها الصغير حيث كانت فى الثانويه العامه، و سنها يصغر رفيقاتها فى الصف ، بسبب التحاقها بالسنوات الدراسية الأولى فى سن أصغر من رفيقاتها، ومع ذلك دائما ماكانت تُنتخب رائدة ثقافيه للفصل ، وكانت الرائده الثقافية دائما هى رائدة الفصل
وكانت هذه المشكلة هى طلب مسز إيزيس مدرسة الإنجليزي والرائدة المسئولة عن الفصل من طاقم التدريس، أن تقوم هى بصفتها رائدة الفصل من الطالبات … بتحديد أسماء خمسة طالبات متفوقات من الفصل ، لكى يدخلوا مسابقة أوائل الطلبة التى ستعقدها المدرسة بين كل فصول المدرسة من العلمى والأدب
لم تستطع أن تنفذ هذا الطلب بسرعة كما تعودت ، وذلك لأنها سمعت عن كل فصول العلمى والأدب أنها إشتعلت بالخلافات بين الطالبات بعضهن ببعض وبين رائدات الفصول من الطالبات ، ووصل الأمر إلى مديرة المدرسة ، ووصل الأمر أيضا إلى تدخل أولياء الأمور لفرض بناتهن لكى يدخلن أوائل الطلبة ، وأدى ذلك إلى وقوع المشاكل بين أولياء الامور وهيئة التدريس ، والمشكلة تفاقمت وأصبحت حديث المدرسة اليومى.

وكان فصلها هو الفصل الوحيد الذى لم يدخل فى هذه المشاكل، لأنه الفصل الذى لم يحدد أسماء الطالبات اللاتي ستدخلن المسابقة بسبب تقاعسها عن إختيارهن، وكل يوم تسألها مسز إيزيس، واستاذ العربى وأستاذ الفلسفة، وهى تُؤجل الموضوع
وفى هذا اليوم بالذات جاءت بعض الطالبات ينقلن لها مايدور فى الفصول الأخرى ، والخلافات المشتعلة بين البنات التى وصلت إلى حد التشاجر بالألفاظ والأيدى، وإتهام رائدة فصل علمى التى تنافسها فى الترتيب على المدرسة ، بمحاباة بعض البنات على الأُخريات ، كما وصلها أن قائمة الأسماء التى وضعتها رائدات الفصول تغيرت أكثر من مرة
ظلت تفكر ماذا تفعل لكى تختار الأسماء دون أن يشتعل الفصل بالخلافات مثل الفصول الأخرى ، وكانت تأمل أن تجد فكرة توحد بها الفصل كله خلف هذه الأسماء دون غيرة أو حسد أو إحساس بالظلم.

المهم انتهى اليوم الدراسى وذهبت هى ووالدتها إلى المنزل، وفى المنزل قصت على والدتها ماحدث وطلبت منها ان تساعدها فى الحل ، ولكن والدتها نظرت إليها نظره تعودت عليها من والدتها، نظرة حنان كلها ثقة وحب وتشجيع ، وقالت لها … إنتى قدها ……… ، ثم إلتفتت لها وقالت رب العزه بيقول ( وشاورهم فى الأمر ) … وتركتها ولم تفهم منها شيئا.

وفى الصباح ذهبت إلى المدرسة وهى تحاول أن تهرب من هذه المسئوليه وأن تعتذر عنها، ولكن مسز إيزيس جاءت إلى الفصل مخصوص فى غير حصتها لكى تسألها عن الأسماء، قالت لها أنها لم تحددهم بعد، وكانت تنتظر توبيخاً من مسز إيزيس بعد ذلك تعتذر عن هذه المهمة، ولكنها تفاجأت بها وهى تنظر لها نفس النظره التى نظرتها لها والدتها بالأمس، و تقول لها أنها تثق فيها وفى ذكائها وفى إختياراتها وأنها يجب أن تواجه مسئوليتها وألا تهرب منها.

هذه الثقه التى وضعتها فيها حفزتها وجعلتها تُفكر ماهو الحل؟
وبعد إنتهاء الفسحة كانت هناك حصة فاضية ، فقامت وجمعت كل بنات الفصل وقالت لهن أنهن يدرسن ستة مواد ، وأنها ستطلب من كل مدرس لكل مادة أن يختار أمام الفصل كله ستة طالبات متفوقات فى مادته، ويتم كتابه هذه الأسماء أمام الفصل كله
والطالبة التى سيتكرر إسمها ستة مرات فى كل مادة ستكون الأولى فى القائمة، والتى ستتكرر خمس مرات ستكون الثانيه ، وهكذا إلى أن يتم إختيار سته من الأسماء ، ويكون هذا ترشيح من المدرسين بناء على تفوق البنات فى مادتهم ، وأمام كل الفصل
وبعد أن وضع كل مدرس أسماء قائمة البنات المتفوقات فى مادته …
أخذت القوائم الستة ودعت كل بنات الفصل لكى يتم تحديد أسماء البنات على السبورة من هذه القوائم
وفعلا إشترك الفصل كله فى إختيار أسماء المرشحات بناءً على إختيار الأساتذة ، وبذلك اصبح الفصل كله مشارك فى إختيار المتسابقات وهو الذى حدد الأسماء بيده
وأصبح الفصل كله ملتفاً حول البنات المشاركات فى المسابقة دون أن تحدث أى خلافات ، وذهبت البنات إلى كل الفصول تحكى عن تجربة فصلهن ، وأن رائدة الفصل هى من رشحها الأساتذة كلهم كأول ترشيح فى كل المواد ، وإختاروها البنات فالتفوا حولها دون أى خلافات أو مشاجرات ، بالعكس من لم تدخل المسابقه أصبحت حريصة على نجاح طالبات فصلها أكثر من المتسابقات أنفسهن ، لأنها أحست أن لها دور فى الإختيار ، وأن الإختيار تم بالعدل وعدم الظلم والبعد عن المحاباة
وإنعقدت المسابقة فى مدرج المدرسة الكبير وكانت الإذاعة تنقل المسابقة ، والفصل كله يهتف للمتسابقات بكل الحماس على عكس الفصول الأخرى.

ولاحظت مسز إيزيس أن المتسابقات إلتففن حول رائدتهن يمسكن بيدها ويقرأن القرآن لكى تطمئنن بذكر الله ، وهن بعيدات تماماً عن أى أحاديث جانبية أو إستعراض
ومع أن مسز إيزيس مسيحية إلا أنها كانت تشجعهن معجبةً بهن وبإلتزامهن وتدينهن ووقفتهن وقفة واحدة مع بعض
وبدأت المسابقة وتوالت الأسئلة ، وكان هناك سؤال فى الإنجليزي طويل جدا ، وكانت الطالبات فى العلمي والأدبى تخاف منه لصعوبته ولطوله ولكونه يسرد احداثاً كثيرة فى القصة ، ولان من تقوله يجب أن تُلقيه بلغة إنجليزية صحيحة من حيث النطق والقواعد ، وهنا أشارت مسز إيزيس إليها لكى تقف وتقوله ، ولكنها ترددت فى أن تتحمل هذه المسؤلية ، ولكنها نظرت إلى مسز إيزيس فوجدتها تنظر إليها نفس النظره التى وجدتها من والدتها ومن مسز ايزيس فى السابق ، نظرة مُشجعة كلها ثقة فى أنها تستطيع أن تجاوب هذا السؤال دون أن تُخطئ أو تهتز ، هذه النظرة جعلتها تقبل التحدى وتتصدى للسؤال الذى حسم المعركة لصالح فصلها على كل فصول أدبى وعلمت ، وإهتز المدرج بالتصفيق والتهنئة للفريق الفائز.

وانتهت المسابقة وخرجت هى وزميلاتها ومعها الفصل كله يشكرها ويُسلم عليها ويُقبلها، وذهبوا يهرولون فى فناء المدرسة وكل المدرسين يهنئونهن ويمدحون تجربة فصلهن إعجاباً وإحتراماً، وعلى صوتهن بالغناء، وحياة قلبى وأفراحه وهناه بمساه وصباحه، مالقيش فرحان فى الدنيا زى الفرحان بنجاحه
وأخذت رائدة الفصل المتسابقات إلى مسجد المدرسه ليصلين ركعتين شكر لله.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف