الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تهويد إسرائيلي ممنهج للمقدسات والغفران هو العنوان

تاريخ النشر : 2023-09-26
تهويد إسرائيلي ممنهج للمقدسات والغفران هو العنوان

خالد صادق

تهويد إسرائيلي ممنهج للمقدسات والغفران هو العنوان

بقلم: خالد صادق
 
كل الأعياد التي يحتفي بها اليهود «مسيسة» وهي مناسبات مفتعلة لتمرير مخططات عدوانية صهيونية في الأراضي الفلسطينية, الاحتلال الصهيوني يرى أن الأماكن المقدسة تمثل حالة تجذر له على الأراضي الفلسطينية المحتلة, فسيطر على الحرم الإبراهيمي وسعى لتهويده بالكامل, وحرم المسلمين من الصلاة فيه إلا في أقل القليل, وهو يضع يده على قبر يوسف في نابلس, وحوله إلى مزار للإسرائيليين, ويدخله تحت حماية الجيش الصهيوني الذي يقتل ويسفك الدماء لأجل تمكين الصهاينة المجرمين من ممارسة طقوسهم التلمودية فيه, كما يعتبر الاحتلال الصهيوني «قبة راحيل» ببيت لحم جزءاً من تراثه الديني, وإنها تتبع له, ويمارس أيضا طقوسه التلمودية داخل القبة, وقد زارها السفير الأمريكي «المتصهين» لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، وأدى صلوات تلمودية فيها ليعزز ادعاء الصهاينة أنها تتبع لهم, وقد دخلها فريدمان المتصهين, بحماية كبيرة من جيش الاحتلال الصهيوني، برفقة شخصيات سياسية إسرائيلية وعدد من الحاخامات الصهاينة, «إسرائيل» تعلم جيدا أن هذه الأماكن «الدينية» لا تتبعها, وليس لها أي أثر تراثي فيها, لكنها تسعى من وراء ذلك لإيصال رسائل للعالم منها, أن «إسرائيل» لها جذور تاريخية في هذه الأرض, وأنها تنتمي اليها, ومن حقها ان تتواجد فيها وتضمها الى كيانها, كما تريد «إسرائيل» من وراء ذلك تحقيق الهدف الأكبر, وهو ضم الضفة الغربية «يهودا والسامرة» على اعتبار انها جزء من أرض «إسرائيل» وهذه الأماكن التي تسيطر عليها هي الذريعة التي تستند اليها «إسرائيل» بالتمسك بعدم الانسحاب من الضفة الغربية, التي لها تراث ديني وتاريخ طويل فيها, ولا يمكن أن تتخلى عنها, وهي في نفس الوقت تنفي أي أثر للفلسطينيين في هذه المقدسات, وأنهم غرباء عنها, وبذلك تقدم مبررات للعالم أنها تعيش فوق ارض تتبعها, ووجودها ليس احتلالا لها, انما هو حق اصيل «لإسرائيل», لذلك تتمسك بهذه الأماكن التي تعتبرها مقدسة وتتبع لها, حتى تبرر بقاءها في الضفة الغربية المحتلة, وتبقي الصراع محتدما حولها.

أعياد الغفران التي يحتفي بها اليهود الآن، هي مناسبة «تلمودية سياسية» سخرت لتعزيز أطماع «إسرائيل» في الأماكن المقدسة، وتحديدا في القدس والمسجد الأقصى المبارك، عمليات اقتحام يومية تتم للمسجد للأقصى, واخلاء المصلين الفلسطينيين منه بالقوة, ويمنع أهلنا في الأرضي المحتلة عام 1948م من الوصول اليه, وتغلق القدس امامهم, وتتحول إلى ثكنة عسكرية بكل ما في الكلمة من معنى, تخيل أن القدس هي اكثر مدينة في العالم فيها كاميرات رصد ومراقبة, ويتواجد بها اكبر قوات امن من الشرطة وحرس الحدود الصهيوني, وجيش الاحتلال النازي, لانهم يعلمون ان القدس دائما هي عنوان الصراع بينهم وبين الفلسطينيين, وان تخليصها منهم يعنى زوالهم ليس عن فلسطين فحسب, انما عن وجه الأرض, ويريدونها أي «القدس» ان تبقى عاصمتهم الموحدة لا يشاركهم بها احد, ولأجل ذلك يتغولون على الفلسطينيين, ويحرمونهم من ابسط مناحي الحياة, ويضيقون الخناق عليهم لإجبارهم على الهجرة من القدس, وان يتم تهويدها بشكل كامل, حتى ان «إسرائيل» تحللت من الاتفاقيات الموقعة مع السلطة لأنها كانت تقسم القدس الى شرقية وغربية, وتعتبر ان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين, والقدس الغربية تتبع «لإسرائيل», وللالتفاف على قرارات الأمم المتحدة الجائرة بحق الشعب الفلسطيني, أعلنت «إسرائيل» عما يسمى باتفاقية «ابراهام» التي وضعتها وصاغتها هي والإدارة الامريكية, وفرضها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بالقوة على الفلسطينيين والعرب والمسلمين, وهى تحرم الفلسطينيين من اي حق لهم في القدس, وتعتبرها عاصمة موحدة «لإسرائيل», وقد نقلت أمريكا سفارتها اليها, كإقرار منها على حق «إسرائيل» في القدس بأكملها, كما تبعتها عدة دول أخرى ونقلت سفارتها من تل ابيب اليها, ما اعتبره نتنياهو اكبر انجاز «لإسرائيل» بعد ان نجحت في تنحية «القدس» تماما من طاولة المفاوضات مع السلطة والعرب, وانها رغم هذا القرار التاريخي بالنسبة لها تلهث دول عربية وإسلامية للتطبيع معها.

اليهود يمارسون طقوسهم الدينية في باحاته, ويتحدثون بشكل علني عن نواياهم تجاهه, ولا يخشون ردات الفعل العربية والإسلامية, والعالم ينفض يديه تماما من القضية الفلسطينية ويتآمر عليها, لأن العالم بات مدركا أن «إسرائيل» لا تقبل بحلول وسط للقضية الفلسطينية, ولا تقبل بالتفاوض حولها, وأمام انسداد هذا الأفق, وانصياع العالم كله بما فيه دول عربية وإسلامية لهذه الرغبة الإسرائيلية, تزايدت أطماع «إسرائيل» في المنطقة برمتها, وباتت تتحدث عن شرق أوسط جديد, وإقامة حلف إسرائيلي عربي شرق أوسطي لمواجهة ما اسماه بالخطر الإيراني, وهناك من استجاب لإسرائيل لأنه يعتبر أن وجوده على سدة الحكم مرتبط بوجود «إسرائيل» وأن مصيرهما واحد, وبات يدرك زعماء «الديكتاتورية» أن انتصار فلسطين هو انكسار لهم, وزوال لسلطانهم, لذلك كان وسيكون مستقبلا كل هذا الانحياز العربي والإسلامي الرسمي «لإسرائيل», و»إسرائيل» تعتمد على هذا الخذلان العربي والإسلامي لتمرير مخططاتها لتهويد الأماكن الدينية والمقدسة في الأراضي الفلسطينية, وايام «الغفران» مناسبة لإسرائيل للإفصاح عن نواياها في تهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى دون خوف او وجل, لكن المقاومة تبقى دائما شوكة في خاصرة «إسرائيل» ورغم كل هذا الخذلان والتخلي العربي والإسلامي عن دعم المقاومة, وتعزيز صمود شعبنا, الا ان المقاومة الفلسطينية لا زالت تقف على قدميها وتواجه إسرائيل بقوة, ولن تتخلى عن واجبها في الدفاع عن الأقصى والمقدسات مهما كلف ذلك من ثمن, فالمقاومة خيار شعبنا الفلسطيني, والاقصى دونه الروح والمال والنفس, فالأقصى خط أحمر قولا وفعلا وليس مجرد شعار.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف