الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شعرها طويل حتى الفجر بقلم: تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2005-05-13
شعرها طويل حتى الفجر

قصة بقلم: تيسير نظمي

تختبئ من الشتاء القارس تحت حرام ، و من الضوء تختبئ و من الأهل حولها و من أحاسيس الدلال ، و كل ما بين حرام الشتاء و الجدار سلك هاتف لا تلحظه عين. تهمس بما لا تكاد تسمعه أذن و لا يهفو به لسان. تدرك أنه على السماعة الأخرى أعزل ووحيد. رقيق و حديد. يائس و عنيد. يستمع لها و يتخيل. يسألها عن المكان و هو غارق بالموسيقى أحيانا بحيث لا تصله تنهداتها. لاهث بقوة الصعود و صاعد بخيلاء النشوة المتفتقة المرتخية العضلات ، المنداحة في جسد الطراوة ، اللدنة بالمشتهى ، المتهدل الشعر، الملولو الخصلات ، المبعثر ما بين الآه و اللثمة و اليد الممسدة لنفور نهد و آه ، فانشداد أخف لعضة تشتد بصرخة حتى الإندياح الحارق العذب المعسل ، الارتياح المباح ، الجاذب آخر اللذة فالمهدودل المترنح فالقبلة اللاقطة الشفاه ، المتدلاة بنعاس الرضى و الطمأنينة ، ناعسة العينين بحلم يطوف بهما السحاب و شعرها لما يزل مسترخيا ينام على مخدة أطرى من ساعده الملتف حول خصر نحيف لفظ ارتعاشاته و استكان. قالت له: ( أنت كالبحر حنون في هدأته مجنون في غضبته ، موجك عال يرفعني لغيم و يبعثر ني في سماء الوهم ، أضيع..... من أنا؟ ) و هو الآن هادئ مسترخ يدخن سيجارته وحيدا كالصقيع ، أليف و سميع ، يخفف من الذكرى و يختصر الرحلة الطائفة في عينيه. يريدها أن تمنحه صعودا ما من نزول بعده و ما من وراء فوقه و ما من هبوط. شعرها الغجري يسد الفضاء حوله و من تحته كريش النعام يدثره و يؤاخيه تتحدث في أذنه هامسة كي لا يتطاير الشذا من عطر الكلام و ياسمين السلام. لهذا أو بعض هذا تختبئ . و رغم المسافات هو منصت كما لم ينصت من قبل و مدرك كما لم يدرك من قبل أنه سيودع الدنيا مغمورا بمشهد غجري لغريب مدفون بشعر امرأة من غذب أو لهب. شعر ترسله مع صوتها الخافت على الهاتف بدفء أنفاسها الحرى. دفء. ألفة. حلم. لمسة. همسة. رغبة. خيال كل ما تمنحه خيال. تساعده نهدة كي يكون. نبضة كي يحيا. لمسة من تحت الحرام ليكاد يكون قريبا فيقبل خفيفا أذنها اليسرى عند الرقبة الشفافة، ( والآن خذي يدي، يداي) فيلامس يدين من عاج و مرمر. ( لي ما تمنحه شفتاك و التدلي) فقد شاهد من قبل و ما قطف عناقيد العنب و الدوالي و عناقيد العنب و الليالي تتدلى عليه دون أن تتملكه الرغبة أن يذوب نضوج العنب و التين و الرمان في شفتيه.( شفتك السفلى حبة تين ناضجة مدلاة بالعسل طرية متهدلة بما أريد و ما لا أريد. خيال أنت كما الحلم، و أشتهي مصمصة التين وقتا من الحرمان يطول ) تنهيدة أخرى و يرتوي من ندى تكثف فوق فاكهة ناضجة حد التشقق. ( لولا احتباس الدبابير في خيالي و نأي النحل عن بستانك الطري لما استطعت تخيل شفتك السفلى كامتلاك واحد أحد بالرغبة. رغبة تخصني لأول مرة . و ساقان يعنياني لأول مرة. و عينان ملحهما حزن ظليل، يهب عليّ من شذا شعرك الغامض و من فوقهما لأغيّر بك الدنيا ، وأنا و أنت ، بعيدان متحدان، غريبان يمنحان الأمكنة جدواها و معناها. (كيف أنت الآن ؟ دافئة و طرية و مشتهاة ! )..( و أنت ؟ )..( خارج الدنيا والدولة و المجتمع في غرفة وحيدة .. البرد يكاد يفتك بي لولا صوتك الدافئ لي خافتا بالمأمول و المرتجى و يعيد إلى جسمي ما افتقده في العقود الماضية من حرارة و ألق . طمأنينة أنت أريد أن يدفنني شعرك الطويل تحت لهيب نهديك و نبع شفتيك كيما أعود إلى البدء ليس من أم أو وطن، بل مما اعشق وما أرضع و مما أريد و مما المس و مما أعض من الدنيا بخفة أسناني فوق ينابيع اللذة من حلمة الدنيا مانحة الضوء والعسل..)..( كمان، كمان، و أنا كمان..) ..( قمري صدرك المانح المعطي المتفجر المشع الدافئ الطري الصلب المتهدل المتكون ما بين القرصة والعضة العصي الناهض المتجدد الصاخب لا وقت لشفتي تنفصلان عني باتجاه صرة الكون و البطن الممشوقة الملتفة بانشداد عذري لم تمسسه يدان.. خذي يداي الآن .. بدء التكوين أنت أنا أيادينا تصنعان لنا مما نلمس و مما لا نلمس من أحلامنا ) تنهيدة أخرى و همود. أما هو فمشتعل لا يرتضي انسحابا دون قمة الجبل و لا يرتضي همودا يكسره فيقدم ممسكا بخصرها ناثرا شعرها عليه في الليل الطويل الطويل عليه كي تحمل به و تلد الفجر.لأن هذه الدنيا خرقاء كان لا بد لي أن ابحث عن سماء و كان لي أن ابحث عن أسماء. ماذا أقول الآن و ذاكرة العطش مقفرة والعمر حبات رمل في صحراء يا قطرة من ندى و غيمة من ماء ضاع العمر دونك هباء . ثم تقول له :(سأهبك في كل ليلة من جدائل شعري حكاية، في كل لية سر و في كل سر حكاية يا.. يا.. يا.. و ينهمر الجنون علينا من سماء لن تراها فلست جيم الجنون أنا و إنما هو الله يعطيك ما حرمك منه و يعيد هدمك كي يحييك بي. سأمنحك ارتفاعا بلا سقف تراه و أنا صمتك و أنا قمرك الترنو إليه و أنا مساحتك إلى الدنيا و أنا أخفقك الباقي و أنت البلد و أنا ما يهفهف حولك من نسيم و بساتين و رياحين فأضئني كي اجبل من عذاباتك الماضية صبية أو صبي له ما ضاع من عينيك و سماؤه ترنو و تحن إليك صاعدا بي للذائذ روحي متعتي أنت احتراقي، فلا تعش ابد الدهر حزينا كعراقي . مثل بابل. تحتشد فيك و لا يجفف دمع عينيها سوى ما يقطر من الدنيا عليها) عليها اقبل فأحرث ما تيبس من أرضها الطرية لتهبك العشب و الثمر و عليها لترى الله فيك مرخية لعينيك ذراعيها و ناهضة إليك بنهديها .. أأنا الدنيا أم صرة الكون تحدق في السهو بها عيناك و أنت العمر الحائر ما بين الهنا و الهناك فاستقر بوتدك و أحرث لعل الكائنات الصغيرة من ملايين الأحياء ينتقي الله واحدا واحدة منها ترنو إليك ترنو إليها في بدء التكون من جديد ، فلا حديد يقيد ساعديك الآن عن خصرها و لا مطرقة تنهال على أفكارك الحرة أو لديها فأن يكفيك ما ضاع من العمر لن يكفيك أو يوفيك حق الحياة على الموت أن ينهيك من جديد إلى لوعة اللذة البعيدة تأتيك بحرقة ما تراكم فيك و ما توالد. أعضك باشتهاء الينابيع المطمورة، و باشتهاء المدفون من الرغبات في ما لا تستطيع الكلام أو الصراخ بكلمة الإنسان الأول في الغابة يا ندائي الأول يا بحار. أنا التموج لا تتوقف أشرعتك دون امتطاء الموجة تلو الموجة فادخل بعيدا عميقا لأقل انك انتهيت و أصبحنا واحدا كائنا ملتحما بالصرخات العذبات المؤلفات المتناديات الرطبات الغائرات الناسيات الذاهبات الرائحات كي نرتمي في سفوح التعب، دونما أقنعة و دونما ذهب، دونما ممالك دونما مهالك دونما جفاف دونما وتب....لكننا من عرق مالح في الفم و من اله واحد في القبل و من سماء صافية في العينين و من أصابع اليدين و حليب النهدين و ارتخاء العضلات من القبل تتلوها قبل. لا بعد لا وراء لا بطن لا ظهر لا باطن لا خارج لا ، لا، خذني مرة أخري الموت لا يكفي في اثنتين ، خذني بين النهدين بالساعدين يا الهي كم حياتي غرقى. و عمري يابس، فحررني من وعودي ودين كي يرتاح ، مما نذرته و ما أوفى غيرك بالدين . لي أنت ما أريد من وحوش الغابة و لي أنت ما يأكل الجائع من ثمر ، كل الآن من ملكوت الغابة أما أنا فسوف آكلك بعدما أبذرك في سفوحي و أنهيك باشتهاء تماما و دونما ملل سأواصل اللمسة والنجوى و الحب والسلوى و الأصابع واللون ، الأصابع، لترتعش كل شعرة في جسدي هاتفة باسمك، يا الله يا الله ، نطير عن الأرض قليلا دون كلام تارة نصحو و تارة ننام و تارة ريش شعري يهفهف بالكلام و تارة وجهك في الغمام ن والسلام لا نقله، نحسه هابطا علينا في الوئام و بياض اللون في الحمام هديل ما بيننا يا ابن الغمزة في العين الكلام. دعني على ذراعيك أنام و لا تفقني و لا تفق ، نم أنام لتغمرنا الموسيقى . وعدوك بالجنة ، تخاطفوها ، سارح في الجبال الجرداء ، لئام ، و عدوك وغدروك أخذوك رموك و أبوك يبصر ما لأبنه من دروب تتوه عنها المسرات ، دون بيت ، ينهكها العذاب ، إذ تغادرها تمضي إليك ، بلا باب لنعاسك يفتح، ولا غياب في وداعك ينبح و لا طير على كتفك يصدح . يا عصفوري المقتول علام الصمت و إذ تقول تغرق العين بالدمع النبيل إذ يحد السيف على عنق القتيل و يجلخ الصيف الهديل فلا أنت قاتل و لا أنت قتيل ما همني مما يقال ما همني مما يقيل في هذه الأرض ما همني ثغاء و لا عويل ما همني إلا ماأثقلك الله بأعبائه و ما ناء به الجمل العليل أثقلك الله بالدنيا و ما عليها و بما لا تملك الا القليل ما همني ان امضي اليك ان اعود دونك تاركتك لما تكره و لا تنزح ما همني أن النهى عنك منكر وان المنكر فيك خليل ما همني الدنيا دونك إلا صلاة ما همني همني همني سيل من الجبال عابر أخاديدي سيل سلسبيل لما جف من ودياني أنت من الله انهداني بعد جفاف عقوق ودياني عاقر في الزمن العقيم ، فكنتك فيما لا يتفجر في دمك بركاني و كنت فيما يتفجر من نبع في صخور ودياني بالعين و اليدين تمنحان ما ليس كائنا في كياني فأقمني فوقك صرحا أو غيمة أو سماء . لك ما تمنح من أسماء . لك ما تشاء أو لا تشاء . لو لم تكن ما كنت ما كنا . لو لم نكن ما كانت الدنيا . يا ..يا .. نا مات.

شمس على الدنيا

وأنت .

www.nazmi.org
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف