الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القتل الرحيم و الرحمة القاتلة - ق ق ج بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-07-18
القتل الرحيم و الرحمة القاتلة - ق ق ج بقلم:نزار ب. الزين
القتل الرحيم و الرحمة القاتلة
ق ق ج
نزار ب. الزين
-1-
كانت ولادته عسرة ، و عندما تمت ولادته كان قد أصيب بالإختناق الولادي ، و أصبح نصيبه من الدنيا الإعاقة الدائمة .
الجسد ينمو ...و المخ متوقف عن النمو ..
و لكن جسد سامر ظل ينمو و ينمو ، إلا أنه لا يستطيع خدمة نفسه ، هو طريح الفراش ليل نهار ، بحاجة لمن يطعمه ، و لمن يغير له حفاظته .. لا يتحرك منه إلا فمه ، فإذا جاع يموء كقطة ، و إذا قدمت له الرضاعة يلتهم ما فيها بثوانٍ ...
كبرت الأسرة و أصبح لسامر شقيقتان حلوتان صحيحتا الجسم و العقل ... و لكن سامر لا زال ينمو بلا عقل ، مسببا الكآبة المستمرة لوالديه...
بلغ الآن السابعة من عمره ، ازداد وزنه ، و ازداد مع وزنه عبؤه ...
انتسبت شقيقتاه إلى الروضة ، و لكن سامر لا زال منتسبا إلى فراشه ، لم يحرز اي تقدم رغم جميع المحاولات و التكاليف الباهظة بإشراف طبيب متخصص ..
و خلال موجة اكتئاب ، و في لحظة يأس ، قررت أم سامر امرا .....
*****
بعد حوالي أسبوعين ، أستدعي طبيبه على عجل ، فقد كان سامر في النزع الأخير ....
قال الطبيب : " لقد تأخرتم ؟ تأخرتم كثيرا .. فقد فارق سامر الحياة ربما قبل دقائق من وصولي !"
ثم ...
أضاف مستغربا : " يبدو و كأنه مات جوعا ! "
ثم ....
و بعد تردد و بعد أن تناول أجره مضاعفا ، كتب شهادة الوفاة ،
ثم ......
ختمها بعبارة : "موت طبيعي" .
*****
-2-
كان فواز قرة عيني والديه ، فقد أقبل إلى الدنيا بعد أربع بنات ،
كان محل عناية والديه و شقيقاته ،
كان بالغ النشاط ..بالغ الذكاء .. بالغ اللطف ،
في المدرسة كان من المتفوقين ،
هو الآن في الصف الثاني الإعدادي و لا زال مستمرا بتفوقه و محل إعجاب أساتذته و حب زملائه ..
عاد ذات يوم إلى بيته و قد اشتعل رأسه بالحمى ..
"أشتبه بالتهاب السحايا ، يجب نقله إلى المستشفى في الحال .." قال الطبيب لوالديه .
صاعقة نزلت على رأسيهما ..
كارثة حلت بشقيقاته ...
زلزال هز البيت ..
و في المستشفى ، عندما تمكنوا من تخفيض حرارته بعد أيام عصيبة ، كانت معظم خلايا مخه قد تلفت ..
"نجا من الموت و لكنه لم ينجُ من الإعاقة..." ، قال لهما الطبيب متأسفا ..
*****
ثم ...
تزوجت شقياقته الواحدة إثر الأخرى
ثم ....
التفتت كل منهن إلى شؤون أسرتها ..
و لكن جسد فواز ظل مشلولا ، طريح الفراش ليل نهار ، بحاجة لمن يطعمه ، و لمن يغير له حفاظته .. لا يتحرك منه إلا فمه ، فإذا جاع يموء كقطة ، و إذا قدم له الطعام ازدرده بصعوبة.
ثم ...
تتالت الأيام ... و تقدم الوالدان بالعمر .. و لكنهما ظلا حريصين على خدمة فواز ,, بلا كلل أو ملل أو لحظة تذمر ..
ثم ....
توفيت أم فواز ...
و لكن أبا فواز ظل قائما على خدمة ابنه بلا كلل أو ملل أو لحظة تذمر ..
و حتى اليوم ... و قد تجاوز أبو فواز الثمانين حولا و أنهكته أمراض الشيخوخة ....لا زال قائما على خدمة ابنه ..
تتناوب بناته على مساعدته من حين لآخر .
=============
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف