الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لو حورية من الجنة بقلم: نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2009-03-07
لو حورية من الجنة بقلم: نزار ب. الزين
لو حورية من الجنة
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*

بينما كانت العائلة متوجهة لزيارة الأهل في بلد مجاور ، تعرضت لحادث سيارة كانت ضحيته الوحيدة أم العيال .
كانت أم سالم - رحمها الله - لا تحب التقيد بحزام المقعد ، بينما التزم به زوجها و أطفالها ، فنجوا .
عادوا من حيث أتوا ثكالى محزونين .
واساهم الأهل و الجيران ، إلا جارتهم العانس سعاد ، فقد أبت إلا أن تغمرهم بعطفها متطوعة لخدمتهم ، فما أن يغادر أبو سالم الدار إلى عمله ، حتى تهرع إليهم ، تجهز لهم طعام الإفطار و تعاونهم في ارتداء ملابس المدرسة ، ثم تودعهم لتلتفت إلى شؤون المنزل و كأنه منزل أبويها ..
أحبوها ، و تعلقوا بها ، و أكثروا من ذكرها أمام والدهم ..
بعد الذكرى السنوية الأولى لوفاة المرحومة أم سالم ، استشار أبو سالم و لديه الكبيرين بشرى و سالم في أمر زواجه من سعاد ، فهللا فرحا لنيته الحسنة هذه .
دخلت سعاد الدار سيدة لها ، و قد غمرتها و غمرت الجميع البهجة و السعادة و السرور..
في الأسبوع الأول استمرت كعادتها في رعاية الأطفال و خدمتهم ...
بعد شهر واحد من تربعها على عرش البيت ، تمكنت سعاد من الهيمنة على قلب رب البيت ، حتى أنسته فاجعته بأم العيال !..
بعد ثلاثة أشهر من استيلائها على قلب رب البيت ، أخذت تتذمر و تشكو له تعبها و إرهاقها ، فمسؤولية تربية أربعة أطفال ليست بالهينة ..
بعد خمسة أشهر من السيطرة التامة على شؤون المنزل و الهيمنة على قلب سيده ، أقنعت سعاد أبو العيال بأن تتوقف ابنته بشرى عن الذهاب إلى المدرسة و إستمرار تعليمها ، رغم تفوقها على أقرانها في الصف الثاني الثانوي ..
بعد ستة أشهر ، شوهدت بشرى على شرفة دارها تنشر غسيل إخوتها و هي ترتعش بردا ، بينما وقف سامر ذو التاسعة بجوارالمجلى يغسل الصحون و شقيقته ذات السابعة إلى جانبه تجففها !..
بعد سبعة أشهر ، سكب أصغر الأطفال ذو الخامسة ، الحساء فوق طاولة الطعام عن غير قصد ، فبادرت سعاد إلى عقابه عقابا بدنيا شديدا ، جعله يصرخ مستغيثا بإخوته ..و إذ علا صراخه أكثر ، جرته إلى الشرفة التي غمرها صقيع الشتاء ..و أقفلت بابها دونه ..
هبت بشرى لإغاثته فنالت نصيبها من الضرب و الأذى ..
و لكن بشرى دافعت عن نفسها ببسالة ، و بينما كانت مشتبكة مع زوجة أبيها ، تسلل سامر ففتح باب الشرفة لأخيه الصغير الذي كان يرتعش من البرد و الألم و الخوف ..و قد تجمدت دموعه على وجنتيه ...!
و ما أن هدأت المعركة قليلا حتى هزجوا جميعا بصوت واحد وراء بشرى : " ( مرت الأب ) ما تنحب ,, لو حورية من الجنة "
جن جنون سعاد و بدأت تستخدم كل طاقتها العضلية و سلاطة لسانها .. في تأديب أطفال زوجها المتمردين ، عندما دخل الوالد !
و بعد أن سمع منهم و منها ، سحب حزامه من بنطاله ..
ثم
رفعه عاليا ..
جمد الخوف الأطفال ...
بال الصغير على نفسه من شدة رعبه ...
بينما استمرت سعاد تحرضه عليهم ..
ثم ....
و أمام ذهولهم ..و شماتتهم
انهال الحزام على سعاد !
صرخت .. ولولت ..استغاثت بكل الأنبياء و أولياء الله الصالحين ..
ثم ....
اتجهت نحو باب الدار هاربة ..
و إن هي تهم بالخروج ..
صرخ أبو سامر بأعلى صوته : " أنت طالق .. طالق ... طالق "
-----------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف