الأخبار
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المتصهينة تراجي مصطفى بقلم:د. علاء أمين

تاريخ النشر : 2006-12-02
المتصهينة تراجي مصطفى

بقلم: د. علاء أمين

يصعب أن يصدق المرء حالة الابتذال التي يمارسها بعض من يدعون أنهم ناشطون إنسانيون في عالمنا العربي ؛ وخاصة عندما يكون هذا النشاط الإنساني خارجاً من تحت العباءة الصهيونية ، حيث صار الإجرام الصهيوني في فلسطين في نظر عملائها أشباه المثقفين من نوع الديمقراطية الإنسانية ، وأن الفلسطينيين هم المعتدون على إسرائيل؛ بسبب أنهم يمارسون العنف ضد هذا الكيان الصهيوني الغاصب!!

كان آخر مماعيط أخمام الكيان الصهيوني (تراجي مصطفى) التي تدعي أنها ناشطة إنسانية سودانية ، وهي تحمل الجنسية الكندية التي ربما حصلت عليها بسبب انخراطها في الموساد الإسرائيلي مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ، وطبعاً سيكون نشاطها في الظاهر أنها مؤسسة لجمعية باسم " جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية" ، وهي بذلك تفتخر أنها أول ناشطة تبدأ التطبيع من وسط الجماهير العربية ، وأنها بذلك تتخطى التطبيع الرسمي العربي الذي لم ينجح جماهيريا في تصورها؛ وأنها تتوهم بإمكانية أن تحقق صداقة حقيقية بين السودانيين و الكيان الصهيوني تحت بند العلاقة بالشعب الإسرائيلي الإنساني ... كل هذا على أية حال غير مهم في نظرنا!!

المهم أن حملتها هذه حاقدة إلى حد ما على الشعب الفلسطيني وعلى المثقفين الفلسطينيين والإعلام الفلسطيني ، وأنها من هذه الناحية وبكل تأكيد تعبر عن وجهة النظر الصهيونية ، ولأنني لم أطلع على أفكار هذه الناشطة الناشزة إن لم تكن داعرة سياسياً وثقافيا، فسأكتفي بالإشارة إلى أفكارها الصهيونية القذرة التي تعمل في سياق أن حربها ستكون مع الفلسطينيين بالدرجة الأولى خدمة للكيان الصهيوني ، وأن هذه الجمعية التي تؤسسها هي من أجل التحريض على الفلسطينيين في وسط الجالية السودانية ، وأنها تهدف إلى تحسين صورة الصهاينة ، الذين بدوا في كلامها في صور الشعب الإنساني الذي يتظاهر من أجل اجتياح الأمريكان للعراق ‘ومن أجل اجتياح دار فور ، وأن هؤلاء الصهاينة داخل إسرائيل استقبلوا اللاجئين السودانيين بعد اجتياح العراق ، وقدموا لهم المساعدة الإنسانية ،بعد أن رفضهم السوريون والأردنيون...وقتلهم المصريون ... وهذا كله على ما يبدو غير مهما أيضا!!

الأكثر أهمية في تصوري هو أن بعض الصفات التي وصفت بها الفلسطينيين ، لا يمكن أن تدخل عقل جاهل ، ومنها أنهم أكثر المطبعين مع الإسرائيليين ، وأنهم يكذبون ويزورون في الإعلام ليخدعوا العرب والعالم ،وأنهم تنكروا للسودانيين الذين خدموهم ومن ذلك تنكرهم للنميري بعد ما عمله معهم في أيلول الأسود ، بل إنهم يمارسون العنف ضد الإسرائيليين ، ولا يسعون إلى الحل السلمي مع إسرائيل !! والأدهى من ذلك كله أنها تصف الفلسطينيين بأنهم عنصريون ومضطهدون ، يضطهدون السودانيين بسبب ألوانهم ، وتشير هذه الناشطة الداعرة سياسيا إن لم تكن عاهرة سياسياً مع احترامي لمشاعر القراء ، إلى اضطهاد الأردنيين والفلسطينيين لسكان الغور بسبب لونهم الأسود ، وهذه أول مره أسمع فيها شخصياً أن لدينا اضطهاداً من هذا النوع... من المؤكد أن شر البلية ما يضحك !!

من أين جاءت هذه المخلوقة ممعوطة الذنب؛لتنظر علينا أفكارها الصهيونية المسمومة التي أملاها عليها أسيادها الصهاينة ، وأنها من هذه الناحية لا يمكن إلا أن تكون جزءاً من شبكة الموساد الصهيونية!!

والغريب في الأمر أنها تهاجم السودان ، وتتهم السودان العربي بأنه ليس عربيا ، وأن وجوده في الجامعة العربية لا يعني أنه عربي ، بل تهاجم السودان لأن السودان يمنع في جواز السفر السوداني السفر إلى إسرائيل ، وتريد أن تحارب من أجل أن يسافر السودانيون إلى إسرائيل ، وأن تفتح مقراً لجمعيتها الساقطة في إسرائيل ، ومن هذه الناحية تذكرنا هذه المخلوقة بالحكمة الشعبية القائلة :" عدي رجالك عدي من الأقرع للمصدي "!!

تتوقع هذه المسكينة التي تبحث عن الشهرة ولو على خازوق، أن تنفتح إسرائيل على دار فور والسودان، وأن تقيم علاقات إنسانية لخدمة قضية دار فور ضد الدولة السودانية التي تتوقع أن تزول في أقرب فرصة !!

كذلك تتهم الفلسطينيين بأنهم يسيطرون على الإعلام العربي ، وأن هذا الإعلام انشغل بأطفال بيت حانون ، ولم تسمها مجزرة ، ولم ينتبه إلى أطفال دارفور !!

هكذا لم يبق أمام هذه المتصهينة إلا أن تلبس طاقية شارون الذي لم يعد بإمكانه أن يلبسها ؛ ولكن ينبغي عليها أن تفهم أن الصهاينة أنفسهم لن يثقوا بعملائهم إلى درجة أن يحفظوا كرامة هؤلاء العملاء ، ولها مثال على ذلك اللحديون والجواسيس الذين تلفظهم الصهيونية ، وترميهم كالكلاب ، بعد أن تمتطي ظهورهم لتأخذ منهم مصلحتها ، إذ عندما يعجز هؤلاء العملاء عن خدمة أسيادهم الصهاينة، تنتهي صلاحيتهم ، ومن ثم ستصبح وسيلة الانتحار هي الأسهل لمثل هؤلاء الضالين الذين خانوا أوطانهم وشعوبهم ..!!

يبدو أن السيدة غير الموقرة تراجي مصطفى تستحق اللعنة ؛ لأنها باعت شرفها لأعدائنا ، وصارت تنظر لخرافات إنسانية وصداقات بذيئة تجدها وحدها في هؤلاء الأعداء ، وأنها من هذه الناحية ستكون متصهينة كأي قرد أو خنزير على شاكلتها، ومن ثمّ لا يمكن الوثوق بكلامها وعقليتها ، وكان ينبغي ألا أكتب عن هذه التفاهة التي تطمح إلى أن تزور فلسطين المغتصبة بصفتها دولة إسرائيل ...لا حللت أهلاً .. ولا سهلاً ..والله لا يعطيك العافية ، ويكسر ظهرك إن واصلت التطبيع مع الصهاينة ، ولم تؤوبي إلى رشدك ، وتؤمني بأن فلسطين كلها للفلسطينيين ، وأن الصهاينة مغتصبون ... والمجد والخلود للعرب إذا كنت ممن يعتزون بأنهم ليسوا عرباً!!
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف