الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دبلوماسية الجنازات بقلم: محمود توفيق زكارنة

تاريخ النشر : 2005-04-16
دبلوماسية الجنازات بقلم: محمود توفيق زكارنة
دبلوماسية الجنازات

بقلم: محمود توفيق زكارنة

لم تكن الدبلوماسية علما جامداً مقتصراً على مفاهيم ومصطلحات دائمة وثابتة، لا يدخل إليها روح التحديث والتغيير، حتى تواكب متغيرات العصر ومفرزات المجتمع الدولي، فالدبلوماسية علم مرن قادر على التكيف ومواجهة المستجدات ومواكبة مستحدثات العصر، ولهذا عرفت الدبلوماسية في تاريخها أدوات ووسائل كثيرة، لتخفيف التوتر وترطيب الأجواء وتحقيق المصالح بين الدول والشعوب، كان أخرها ما بتنا نشاهده ونعرفه جميعا بدبلوماسية الجنازات (المناسبات)، التي أخذت مشاهدها تتكرر بصورة متعاقبة برحيل العظام من الزعماء وأصحاب المكانة المرموقة في المجتمع الدولي.

كانت مراسم تشييع جنازة البابا يوحنا بوليس الثاني نموذجا حيا لدبلوماسية المآتم التي عاشتها روما في الأيام القليلة الماضية، لحظة وداع البابا، من خلال جنازة جليلة ومهيبة في الحضور الدولي الرسمي الذي تدفق على روماللمشاركة في التشييع، ومشاعر الناس العادية الذين وفدوا إلى روما من كل حدب وصوب لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان البابا.

فما حدث على هامش جنازة البابا، في مصافحة الرئيس الإسرائيلي موشيه قصاب للرئيس السوري بشار الأسد، وتجاذب الحديث مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي بالفارسية، ليس بالأمر الجديد على دبلوماسية الجنازات والرؤساء الإسرائيليين، فالعاصمة الأردنية - عمان ومشهد جنازة الملك الراحل حسين بن طلال، وساحة قصر رغدان، التي اقتضت بالحشد الدولي الكبير من معظم زعماء العالم قبل ست سنوات، وفي مقدمتهم رؤساء أمريكا الأربعة وزعماء إسرائيل، شاهداً عصريًا ليس بالبعيد من الذاكرة، فعناق الرئيس الإسرائيلي عزرا فيتسمان لنايف حواتمة كان على هامش جنازة الحسين وغيرها من المصافحات العربية.

فان أخذت هذه المصافحات طابعا دبلوماسيا مختلفًا عن المألوف في الدبلوماسية الحديثة المعروفة بالبعثات الدائمة والخاصة ولقاءات القمة إلى مصافحة عابرة في بهو مراسم التشييع أو خلف موكب الجنازة، إنها لا تخرج عن الغاية الدبلوماسية بمختلف فروعها. فمعادلة العناق والمصافحة بين فيتسمان- حواتمه في 1999 وقصاب - الأسد مع خاتمي في 2005، الصور هي نفسها تتكرر في جنازة البابا بوجوه جديدة وأهداف واحدة مع اختلاف في المكان والتاريخ.

تحدث كل هذه اللقاءات والمصافحات تحت مظلة الدبلوماسية، بانتهاز الفرص والتفتيش عنها وسط فوضى المصائب، للهروب إلى الأمام خطوة إذا أمكن أو تسجيل موقف، وذلك لا يتصل بالعواطف والأحزان وإنما يتصل بالمصالح، واستغلال جلال الموت ووحشة القبور لتحقيق مكاسب سياسية وتسجيل مواقف أمام الإعلام والرأي العام العربي والعالمي على الرؤساء المعنيين.

بعيدا عن تأكيدات تل أبيب ونفي دمشق لإعلان المصافحة، السياسة العربية منذ بداية التسعينات حتى الآن واضحة، والخطاب السياسي العربي بائن بينونة كبرى، في الدعوة إلى السلام والحوار مع إسرائيل، وتجسد ذلك في اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والأردن، والمفاوضات المتعثرة مع سوريا، ومبادرات السلام المنطلقة من تحت قباب القمم العربية في بيروت والجزائر، وإسرائيل طرشا لا تسمع لأنها تريد استسلام عربي وسلام على مقاسها.

الزعماء العرب بحت أصواتهم من كثرة مناداتهم بالسلام واليد التي مدت لمصافحة قصاب في جنازة البابا منذ اشهر وهي ممدودة لحكومة وشعب إسرائيل، دون أن تجد من يصافحها، فإذا كان الرؤساء الاسرئيليين محبون للسلام لدرجة مصافحة من يعتبروا العدو اللدود في التصنيفات الإسرائيلية، يكفي منهم دعوة حكومتهم إلى اتخاذ قرار يقضي ببداية مفاوضات جدية مع السوريين، ووقف حملة التحريض الشرسة ضد الدولة الفارسية، وطي صفحة العداء بالسلام؟؟؟؟ إذا كان اللقاء والمصافحة دون هدف سياسي وهذا مؤكدا في دولة يكون منصب الرئيس رمزي وشرفي!! لماذا كل هذه الضجة الإعلامية الإسرائيلية وإسراع قصاب بالإعلان عن مصافحته للأسد؟؟ هذا فن من سياسة اليهود للعب في ساحة المواطن العربي وإحراج الزعماء العرب، من يمتلك القرار في إسرائيل يحملون العصا، والرؤساء الفخريين يحملون شكلاً لجزرة الدبلوماسية والسلام.

فالبحث عن الحقيقة بشان هذه الإحداث أن لا نبادر بالحكم وإنما نسعى للفهم: فالحقيقة لها وجوه متعددة في المفاهيم السياسية والعلاقات الدولية، والأعلام والواقع الدولي جزء من الحقيقة، وما يحدث خلف الكواليس وخلف أروقة قاعات الاجتماع صور أكثر سوءاً من الحقيقة نفسها.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف