الأخبار
إعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقها
2024/4/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ترنيمة الفاتح لما أُغلَق حول مؤامرة أنا بوليس بقلم: محمد النجار

تاريخ النشر : 2010-04-01
ترنيمة الفاتح لما أُغلَق حول مؤامرة أنا بوليس بقلم: محمد النجار
ذهبت تيجان العرب، بترنيمة الفاتح لما أغلق. تحسب أن ذهابَها ذهابٌ لما في الصدور من إثمٍ ولُغوب، ومسحٌ لآثار ستة حروب، دارت رحاها، واشتد لظاها، وساء مبدؤها ومنتهاها. فإذا بذهابهم مبتدأ لما خبره المزيد من الكروب، وضرامٌ لسلسةٍ عنيفة من المحن والخطوب ومصدرٌ لهلكةِ المزيدِ من المسلمين، الذين ما خرجوا من جرح إلا إلى ذبح، وأصبحت علامتُهم الحزنَ، وفارقهم الفرح.

الذين يظاهرون على الفلسطينيين ويسعون في إخراجهم مما تبقى لهم من أرضهم، ويوالون من حرَّم الله موالاتهم، ويصافحون يدا ما امتدت إلا لأذى المسلمين وقتلِهم. بـُـعدا لهم، ثم بـُـعدا لهم، ثم بـُـعدا لهم. ماهم بحاملين معهم من شىء، وخائب مسعاهم وما لهم من نصرٍ ولا فَىء.

ولما اجتمعت على الصحنِ الجماعة، وحان وقت السمع لمولاهم و الطاعة، وتحجرت عيونٌ لا فيها رفقٌ ولا وداعة، والكل يقوم قياماً، أويجلس جلوساً، ويركع ركوعاً أو يسجد سجوداً؛ خرج الكاهن في غموض بالغ، تنتهك عيناه الماكرتان سوآتهم، يحدق في رؤوسٍ متطأطئةٍ، وتـُـيوسٍ متكأكِئَةٍ، وكؤسٍ متلألِئة. يقطعُ الصمتَ حديثـُه ذو الصوت الأجش، يرغي ويزبد، يسكُبُ السـُّـقمَ في كأسِ التـِّرياق، وينفـُث سماٌ وتتسعُ الأحداق. وتعج قاعة المعبد، مابين بائع للقضية، وطالب للهدية، ومريض قد فقد السوية، أو مكبل بالصمت من إملاق، أو خبيث النفس أو كاذب أفاق.

لم يسمع أحدٌ منهم قبل ذهابه، قرقرةَ بطونِ الأطفالِ الجوعى في زمن الأوحال، وحديثُ الجوع له قاموسٌ يجهله من أفرط في الأكل سحتاً وتكرَّش، من حاش الأموال وعرَّش، من سفك دماء العزلِ ثم تبطر و توحش.ومريضاً قد مات لحصد الداء، ومريضاً مات لنقص دواء، وقتيلاً يقتله الأعداء، كل صباح، كل مساء. رائحةُ الموتى في غزة تتوالد كل الآفات، لكن طعام المعبد مطبوخ في كل النكهات. يسأل أحد السدنة قلقاً، هل كان الذبح يا قوم حلالاً؟ فيقول الكاهن أجل، فلقد بارك أهل الذمات، وسمَّى العرب عليه، باسم العزَّى وباسم اللات.

تذبح غزة قرباناً، للعجل النفطي الأسود، للعجل خوارٌ يسمعه عبدُ الدولار، والعُربُ تنام، حيث يدب حريش النار. وينادي صوت يا عرب، يا شعباً قد عشق الطرب، هل يأتي من ينسفه نسفاً، في اليم ليهلك أم ترضون، أن تُذبح غزةُ قرباناً، يا أكثر من ربع البليون. من يقبل هذا من يعقل؟ إلا مخبولٌ أو مجنون. إن تُذبح غزةُ أين العزة، وهم عن العرض يذودون. أخشى غضب الرب عليكم، في التيه يا عُربُ تهيمون.

ويعود الجمع كما ذهبوا، ويقول المذياع الكاذب، بشرى فالعرب يفوزون. قد خاضوا الحرب بل انتصروا، وبخمس المجد يعودون. والباقي مكافأة الصُّهيون، كم غصبوا الأرض وهتكوا العرض، كم هدموا من دُور وعيون. هل نهتف فرحاً ونزغرد؟ أنشود الكفار نردد،أُعلُ هُبل.. أعلُ صُهيون؟ هل هذا يا قواد العصر، أم أكثر من هذا تبغون؟

للمجد رجال يا زمني، للموت بفرح يستبقون، ويسير العرس يواكبهم، للجنة أقصى ما يبغون، للمجد خيولٌ نعرفها، لا تغلب علمَ الحق ظنونٌ. بيعوا فالبيعة خسرانة، للبائع والمبتاع مَنون، حين يوقَّعُ عقد البيع، وحيث يكون. لا يملك أحدٌ حقَّ البيع، والمبتاع هو المغبون. في الأرض ستشتعل النيران، وستحرق أذناب القطعان، وستلظى بالنار وتهوي، يا حامل تاج الصهيون. نحن الأرض ونحن العرض، في غزة مصباح الأرض، سيضيء للعمي يرون. من خان ستسحقه الأنوار، لن ينفع تدبيرُكَ هامان، لن يكفي مالُكَ يا قارون، حين يهتف طفلٌ من غزة: يسقط فرعون،أو يهتف: يسقط صهيون.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف