الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ظاهرة اللجوء إلى الغيبيات والتنجيم.. ألا تستدعي التوقف عندها؟ بقلم: دريد نوايا

تاريخ النشر : 2010-03-14
لفتتني ظاهرتان في العقود الثلاثة الأخيرة:
1. لجوء الكثير من الناس إلى الغيبيات، وقد تمثل لي ذلك خلال عملي الطويل في صناعة الكتاب، تأليفاً وترجمة ونشراً وتوزيعاً، وذلك في تصوير وطباعة كتاب "الدعاء المستجاب"، والكتب المشابهة، على نطاق واسع.
2. انتشار ظاهرة التنجيم وقراءة الطالع، خصوصاً في إذاعات الـ"FM" التي انتشرت في السنوات الأخيرة على امتداد الوطن، وكثرة "المتعيشين على هذا النوع من الاحتيال.
في البداية أود القول بأنني لست ضد استشراف الآتي، بالتحليل والحساب، وبالدعاء أيضاً. لكنني أستغرب أن يقتنع مؤمن بأن الله لا يستجيب إلا إذا كان الدعاء من تلك الأدعية المكتوبة، مع أن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ولم يشترط أن يكون الدعاء منمقاً أو مسجعاً أو مرصعاً، كما لا يحتاج، جلت قدرته، للتذكير بما وعد، وبقدرته على فعل ما يريد! وحسب علمي المتواضع، لا يعلم الغيبَ أيُّ مخلوق على هذا الكوكب، ولا يمكن بلوغ ما يتمنى المرء إلا بالسعي الحثيث، وتهيئة الأسباب.
أما ظاهرة التنجيم، وقد استفحلت بشكل لم يعد مقبولاً، فقد أصبحت بحاجة لتدخل السلطات لمنعها، خاصة بعد أن غدا لكل دجال رقم هاتف خلوي، وبرنامج إذاعي وتلفزيوني، وعدد هائل من محدودي التفكير، يقنعون أنفسهم بصدق تنبؤاته، ويتناسون ما لم يتحقق، في خديعة للنفس، لا تحتاج إلا إلى لحظة صدق وتفكير، وشجاعة في مواجهة الحياة.
ما يخيفني فعلاً إقبال الشباب، ذكوراً وإناثاً، على قبول هذا النوع من الدجل، وما أستمع إليه منهم، حين يسألون الدجال، ذكراً كان أم أنثى، عما ينتظرهم من مستقبل، في العمل والحب والزواج وغير ذلك مما يقلقهم.
أنا أعزو ذلك إلى عزوف الشباب عن القراءة، ربما من خلال تجربتي الحياتية الخاصة، ومن مراقبتي لابني وهو يقرأ لي نصائح "جاكسون براون" لابنه، ويتعلم منها (اقرأ أهمها في هذا الموقع بعنوان "مختارات من نصائح جاكسون براون الـ1560 لابنه").
هل يحتاج ابني رامي (22 عاماً/ خريج) لمشورة دجال يتنبأ له بمستقبله؟ الجواب: مليون لا.. لأنه يفكر جيداً، يعرف إمكاناته جيداً ويطورها بالمزيد من القراءة والاطلاع، لذلك لم أجده يهتم بأي من هؤلاء الدجالين المتنبئين، في يوم من الأيام، بالرغم من أنه قارئ من الطراز الممتاز، وفي شتى العلوم، وباللغتين العربية والإنكليزية.
منذ فترة قريبة، في بداية هذا العام، استضافت لنا عزيزتنا زينة فياض اثنين من هؤلاء، أحدهما سيدة ادعت بأنها "ملهمة"، ورثت هذا الإلهام عن والدها الرجل الصالح، ورفضت أن تطلق عليها صفة "منجّمة" بل "ملهمة"، كما رفضت أن تتوقع شيئاً لفخامة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، لأنها "تريد أن تبوح له شخصياً بما فضلها به الله عز وجل على العالمين"، وهي لا تستطيع أن تتنبأ إلا إذا شاهدت الشخص، وهذا مفهوم بالطبع، وكانت الإعلامية المحبوبة توحي لجمهورها بأنها تصدق هذه "النبيّة". بعد ذلك استضافت منجماً آخر أراد أن تناديه بلقب "الشيخ"، ومن توقعاته التي جزم بها، أن سيادة الرئيس بشار الأسد سيزور بيروت في موعد أقصاه 22 شباط، وحين سألته السيدة زينة أن يحدد الوقت أكثر، اعتذر "لأسباب أمنية". ومر الثاني والعشرون من شباط ولم يزر سيادته لبنان، ولم يزر البطرك صفير. وحين طلبت العزيزة زينة منه أن يخبرها، ويخبرنا نحن محبيها بالطبع، عما يتحقق من نبوءاته أجابها بثقة: مئة بالمئة. فوعدتنا، وهي صادقة، أن تحاسبه مع زميلها الإعلامي ملحم الرياشي، على ما لم، ولن، يتحقق، وأنا أذكر ذلك من باب التذكير ليس إلا.
في أحد الأيام منذ عامين غيّب الموت صديقاً عزيزاً لي، يزورني خمس مرات في الأسبوع على الأقل، ويهاتفني بضع مرات في اليوم، ولدى زيارتي لمعرض للكتاب يقيمه أحد الأصدقاء، خطر لي أن أقرأ "حظي" في يوم وفاته، وذلك في أشهر كتاب تنجيم لشخصية أحترمها ويعرفها الجميع، فكانت النجوم تخبرني أنني سأستمع إلى "نبأ سار" في ذلك اليوم، وكنت قد استيقظت في ذلك الصباح على بكاء زوجتي وابنتي، اللتين علمتا بـ"النبأ السار" قبلي.
التنجيم يلزمه اثنان: واحد محتال يستخدم إمكاناته في الاحتيال لاصطياد البسطاء والمغفلين من الناس، وآخر ضعيف الشخصية، قليل الخبرة، مسلوب الإرادة، فاقد للعزيمة، عديم التفكير. يعيش الأول على حساب الآخر بشكل طفيلي، لأن هذا الآخر هو سر نجاح الأول. والتنجيم مهنة من لا مهنة له، ونوع سيئ من البطالة المقنعة، على السلطات وضعه في إصلاحية، وتعليمه مهنة شريفة مفيدة.
ما أروع غوستاف يونغ حين يقول ما معناه: لا تسمحوا بالسخرية من العقل البشري.
قاعدة ذهبية علّمتها لابنتي وابني، وربما كانت أحد أسباب نجاحهما!!
(لا تنس أن تقرأ مختارات من نصائح جاكسون براون في مقال منفصل أرسله إلى "دنيا الرأي" في نفس الوقت، وأنقله، للأمانة، عن ابني، الذي نقله عن كاتب لا أعرفه، اسمه فهد الأحمدي، له تحياتي).
الأحد 14 آذار (مارس) 2010 دريد نوايا
www.duraidnaway.com
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف