الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية بين " الورطة " والحياد ج1 إعداد : ميشان إبراهيم أعلاتي

تاريخ النشر : 2010-01-20
الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية بين " الورطة " والحياد ج1 إعداد : ميشان إبراهيم أعلاتي
الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية

بين " الورطة " والحياد ـ الجزء الأول ـ

إعداد : ميشان إبراهيم أعلاتي

………………………….

هذه قراءة موجزة للموقف الموريتاني من القضية الصحراوية ، وهي محاولة لفهم مختلف الأبعاد والخلفيات الكامنة وراء إثارة هذا الموضوع في الأسابيع الماضية .

المقال عبارة عن بحث في 3 أجزاء يتناول الموقف من مختلف الجوانب التاريخية و الثقافية و الجغرافية والسياسية .

………………………….

مقدمة :

لم يشهد الموقف الموريتاني من قضية الصحراء الغربية جدلا و نقاش مثلما شهده في الأسابيع الماضية ، بل أن هذا الموقف أسال الكثير من الحبر و أثار الكثير من الأقاويل ، لأن مجمل التطورات و الأحداث التي برزت على السطح وعلى مستوى فعاليات الساحتين الموريتانية و المغربية كانت حقا مثيرة إلى حد التقزز ، ولم تمر هذه الأحداث والتطورات دون أن يكون لها تأثير وتداعيات وبشكل خاص على مستوى الساحة الداخلية الموريتانية حيث تمددت هذه المواقف أفقيا وعموديا لتصبح على شكل حرب بيانات وندوات صحافية نارية ، خاصة وأن هذه الساحة كانت وإلى وقت قريب مستقرة نسبيا ، بعد أن خرجت من مخلفات الإنقلابات العسكرية وهي متوجة بلقب النموذج الريادي في" الديمقراطية العربية " والذي ما فتئ ـ أي اللقب ـ أن أضمحل تحت مسالك الدبابات وفوهات البنادق .

لذا سنحاول أن نثير في هذا المقام مجموعة من التساؤلات المباحة على ضوء التطورات التي تحدثنا عنها سلفا .ومن تلك الأسئلة :

ما هي الخلفيات والدوافع وراء تبني مواقف سياسية مناقضة للعرف الدبلوماسي ؟ كيف ساهم مسلسل التحول الديمقراطي داخل المجتمع الموريتاني ونخبه السياسية في بلورة الموقف الرسمي الموريتاني ؟ هل لحركة وحراك المجتمع المدني في موريتانيا أي إنعكاس على هذا الموقف " الحيادي "و" الإستراتيجي " ؟ وأخيرا كيف أثرت التطورات المتلاحقة والآنية على العلاقات الصحراوية الموريتانية ؟

العلاقات الصحراوية الموريتانية .. ماضي له جذور ...

تعود العلاقات الصحراوية الموريتانية إلى ما قبل القرن 15 تقريبا ، وهذا ما يؤكده بعض الباحثين في الشأن التاريخي ، حيث يرى هؤلاء أن العرب في نسختهم الحسانية امتزجوا بأحفاد المرابطين، من صنهاجة وغيرهم في شمال إفريقيا ، أين خلق هذا التزاوج و التشابه في الترحال ، وصحبة النوق والرضي ببساطة العيش ورفض الذل، مجتمع بدوي عرف في ما بعد بإسم البيظان ، لذا فإن هذين الشعبين تربطهم علاقات متميزة لها إمتدادها التاريخي والثقافي و الحضاري والجغرافي ، ونتيجة لهذا الإمتداد خاصة في حيزه الجغرافي كان هذين الكيانيين عرضت للإستعمار الأروبي إبان القرون المتتالية ، والذي إشتاح القارة الإفريقية وقسمها على شكل مستعمرات وفق مخطط إستراتيجي يقوم على فكرة النهب وإستغلال الثروات الطبيعية والباطنية ، ولكن وبالرغم من سيطرة القوى الأروبية خاصة الفرنسية والإسبانية ، إلا أن المقاومة الشعبية في كلا الدولتين ورغم شح الإمكانيات وقلتها فإنهم إستطاعوا تحرير أراضيهم من قبضت الأوروبيين ، ومباشرة بعد هذا التحرير وجد أبناء الشعب الصحراوي أنفسهم عرضت لجشع وطمع الجيران وأقصد الجارين المغربي والموريتاني الذين عملا في السر على توقيع إتفاقية مدريد الثلاثية والتي تنص في بنودها على تقسيم إقليم الساقية والوادي بين الطرفين الموريتاني و المغربي ، و يطرح بعض الدارسين للتاريخ وعلاقات الترابط البشري في شقها الإنساني عدة أسئلة تتمحور أساسا حول الخلفيات وراء هذا الموقف الموريتاني المبهم والغير مبرر بحكم الترابط التاريخي و القيمي الذي تحدثنا عنه ؟ ، ويجيب البعض الأخر ومن باب التكهنات بأن دخول موريتانيا إلى هذه المعمعة كان من باب التكتيك السياسي من أجل درء الأطماع المغربية عن أراضيها خاصة بعد أن أكد بعض ممثلي حزب الإستقلال أحقيتهم المزعومة في الصحراء الغربية و الجزائر وموريتانيا نفسها ، غير أن هذه الفلسفة الميكيافلية التي تبناها النظام الموريتاني انذاك قامت وللأسف الشديد على أنقاض حق الشعب الصحراوي الذي لم يستطيع أن ينعم بطعم الحرية والإستقلال ولو للحظات .

‏وخلق هذا التحالف الذي جاء على خلفية إتفاقية مدريد كثير من التذمر لدى الشعب الصحراوي خاصة وأنه لم يستطيع أن يهضم خيانة الأشقاء الموريتانيين والمغاربة على حد سوى، ومن هذا المنطلق حشدت جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي كامل قواها المتواضعة آنذاك من أجل الدفاع عن سيادتها وحقها المشروع في بسط نفوذها على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أي الساقية والوادي ،.وقد إستطاعت الجبهة وبفضل همهم أبنائها وشجاعتهم أن تضع حد لتلك المغامرة الخسيسة ، حيث أجبرت القوات الموريتانية على الإنسحاب من الأراضي الصحراوية بالكامل ، بل وأرغمتها على توقيع إتفاقية سلام في غشت 1979 بالجزائر العاصمة ومن خلال هذه الإتفاقية أعلنت موريتانيا رسميا إعترافها بالجمهورية الصحراوية .

بلد شنقيط من الموقف السلبي إلى الحياد الإيجابي ..

لقد تميز موقف بلد شنقيط في بداية السبعينات بالسلبية نتيجة توريطها من طرف قوى غربية كفرنسا وقوى إقليمية مثل المغرب في حرب الصحراء الطاحنة والتي كبدتها وبإعتراف الموريتانين أنفسهم خسائر مادية ومعنوية لم تكن في الحسبان ،ونتيجة لهذا الإنسياق تأثرت موريتانيا أيما تأثير بأزمة الصحراء الغربية ووجدت نفسها منحازة لقطب إقليمي هو المغرب على حساب قطب آخر وهو الصحراء الغربية وهي مرغمة دون سابق استعداد على خوض نزاع مسلح شرس إلتهم موارد الدولة المتواضعة وأضر بمكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي وقد أودى هذا النزاع المسلح بنظام موريتانيا المدني عام 1978 وفتح الباب على مصراعيه أمام انقلابات متلاحقة كثيرا ما علق قادتها بشباك القطبية الإقليمية.

وبدأت موريتانيا تترنح وتتقاذفها التوازنات والتجاذبات الإقليمية والخارجية جراء إنتهاجها لسياسات خاطئة التوجه والهدف ، لكن منذ أن إستطاعت هذه الدولة أن تنأ بنفسها عن الإستمرار في دوامة النزاعات الإقليمية الغير مجدية من وجهة النظرة الواقعية بتوقيعها لإتفاقية " الإستسلام " عفوا السلام ، بدأ يتبلور الموقف الموريتاني من قضية الصحراء الغربية ومن خلاله ملامح السياسة الخارجية الموريتانية حيث ركزت وفي ظل هذه الحمى الإقليمية وفي ظل هذا الجو المتكهرب على تحقيق هدفين أساسين وهما :

1 ـ إخراج موريتانيا من نزاع الصحراء الغربية بأقل الأضرار والتكاليف المادية والمعنوية

2 ـ السعي إلى جلب المساعدات للسكان المنكوبين المتأثرين بالجفاف لاسيما في ظل محدودية الإمكانيات الرسمية آنذاك

وبالرغم من كل التراكمات و الاكراهات استطاعت موريتانيا الخروج من نفق حرب الصحراء المظلم و تجاوزت محنة الجفاف، وبدأت تتلمس ملامح طريقها الدولي مستخلصة العبر والدروس من مغبة الانحياز الإقليمي، ومن هنا إرتأت ومن باب تغليب المصلحة الشخصية والمادية البحتة أن تلتزم موقف الحياد الإيجابي حيال قضية الصحراء الغربية وهو ما سمح لها بأن تعود وبقوة إلى موقعها الإقليمي المتوازن وبدأت رحلة انسجام جديدة مع مجمل الدول الإقليمية والدولية بما فيها الدولة الصحراوية .

ومنذ ذلك الحين والخطابات الدبلوماسية والودية هي السمة الغالبة على العلاقات الثنائية بين الطرفين ، حيث عبر كل منهما وفي أكثر من مناسبة عن المستوى الراقي والروابط الأخوية العميقة والتعاون المشترك القائم على أساس الاحترام المتبادل لسيادة البلدين ..

وقد كانت موريتانيا حاضرة دائما وفي مراحل المخطط السلمي بإعتبارها طرف مراقب معني بالنزاع بحكم إرتباطها الوثيق بالقضية الصحراوية و بحكم التاريخ والعمق الحضاري المشترك الذي تحدثنا عنه سلفا ، وكذلك بحكم علاقات الجوار والتلاحم الجغرافي ، لذا كانت موريتانيا موجودة إلى جانب الجزائر في ساحة المفاوضات الثنائية بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ انطلاقتها تحت رعاية بيريز ديكويلار، الأمين العام للأمم المتحدة في نهاية الثمانينات، و بعد ذلك وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر، بصفته مبعوث الأمين العام للمنطقة : 1997 إلى 2004 في لشبونة و برلين و لندن و هيوستن، و بيتر فان فالسيوم في مانهاست 2007 و بعده كريستوفر روس 2008 / 2009 بمنهاتن ، وفي إطار المساعي التي تبذلها الدولة الموريتانية من أجل حل القضية الصحراوية فإنها كانت دائما تدعو ومن خلال منابرها السياسية والإعلامية كلا الطرفين البوليساريو و المملكة المغربية إلى إقامة حوار بناء للبحث عن حل سلمي يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الإستقلال .

وقد عبر كثير من المسؤولين السياسين عن الموقف الموريتاني من خلال تصريحات وبيانات رسمية ومن ذلك ما أشار إليه الرئيس الموريتاني في لقاء خص به مجلة "جون افريك عدد 23 يوليو 2006" في معرض إجابته على سؤال يتعلق بموقف بلاده من نزاع الصحراء الغربية بالقول " يتلخص موقفنا في التشبث باحترام الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة، ونحن تواقون الى حل عادل لنزاع طال امده يؤثر علينا وعلى ا لمنطقة برمتها "

في المقابل فإن المسئولين الصحراوين بادلوا الدولة الموريتانية بالمثل ولعلى الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الصحراوي محملا برسالة نصية من الرئيس محمد عبد العزيز لأصدق دليل ، وقبلها الزيارات الروتينية التي قادها وزير المناطق المحتلة والجاليات بشكل مستمر ودائم

وتتبنى موريتانيا موقف الحياد هذا إنطلاقا من قناعتها بأن الحياد الإيجابي هو السبيل الأوحد إلى ضمان مصالح البلد وبقائه خارج تجاذبات قد يكون في غنى عنهان مما يضمن لها ولو مرحليا تحقيق توازن إقليمي مؤقت يسمح بتدعيم الإستقرار المنشود على المستوى الداخلي بعد ان تميزة هذه الساحة وعلى مدار سنوات بالإنقلابات العسكرية و الإنقلابات المضادة .


ترقبوا في الجزء الثاني :

1 ـ الزيارة المشبوهة .. القطرة التي أفاضت الكاس ..

2 ـ المجتمع المدني الموريتاني ... مواقف تاريخية و ردود أفعال رجولية ...
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف