الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إيران وما أدراك ما إيران! بقلم:أحمد أبوعلي

تاريخ النشر : 2009-05-10
إيران وما أدراك ما إيران!



قبل أيَّام قليلة وجَّهت رسالة مفتوحة لسماحة الشيخ حسن نصر الله، سيِّد المقاومة الإسلاميَّة اللبنانيَّة وقائدها، مبديًا فيها بعض عتبٍ على مواقف ضبابيَّة وغير مقبولة على الصعيدين الوطني والقومي من خلال علاقة حزب الله بإيران، وموقف الحزب من أحداث العراق منذ الاحتلال حتَّى يومنا هذا. المحزن المبكي في آنٍ، بعض ردود من معلِّقين نالوا منِّي شخصيًّا متِّهمينني بالعمالة للسعوديَّة وتيَّار المستقبل! الغريب في الأمر أنَّ بعض هؤلاء يعرفونني شخصيًّ، وموقفي من عملاء أمريكا في الوطن العربي من سعوديِّين وصنائعهم في لبنان، كتيَّار المستقبل وغيره من سلفيِّين بهاليل كالشهَّال على سبيل المثال لا الحصر، الملتف بغطاء أبيض وذي لحية بيضاء تخاله خارجًا من القبر لتوِّه!

مساكين أبناء أمَّة العرب، ينتظرون الخلاص من غيرهم دائمًا. فحسين بن على صاحب "الثورة العربيَّة الكبرى" (ولا أعلم لماذا هي كبرى؟)، انتظر الخلاص من بريطانيا العظمى. وبدلاً من أن ينصروه على الاحتلال التركي باسم الإسلام (العثماني)، زرعوا الكيان الغاصب، وفتَّتوا الوطن العربي إلى دويلات ووُطَينات متناحرة، بيما كانت القوى اليساريَّة العربيَّة، والشيوعيَّة تحديدًا تحلم بدخول الجيس الأحمر عمَّان وبيروت لتحرير ذلك الوُطَيْن (الدولة القُطْرِيَّة) من "الرجعيَّة" العميلة ودحر الكيان الصهيوني! كان كلُّ من عاتب الاتِّحاد السوفياتي يُرمى بتهمة الارتزاق والارتهان للإمبرياليَّة العالميَّة والرجعيَّة العربيَّة (لا أشير هنا إلى مَن كان حقًّا عميلاً مُرتهنًا لهاتين الآفتين.) مرَّة أخرى، ظهرت معزوفة الارتهان مرَّة أخرى، ولكن للإنجليزي المتجدِّد –(الأمريكان). أصبحت أمريكا إذ ذاك تمسك بـ 99% من أوراق الحل للقضايا العربيَّة، وكان ما كان من سادات وعرفات وأشباههما، واتِّفاقاتهما مع الكيان الغاصب، ليتمخَّض الجبل عن فأرين معوِّقان عقليًّا وجسديًّا. البكرُ، أمريكيُّ المولد، وسمَّي "كامب ديفيد"، وأخوه من أمِّه، والله أعلم بالآباء! فقد وُلدَ مسخًا ومشوَّهًا، فاقد الحسِّ والحواس، وسمُّوه "أوسلو". (هناك فأر غير شرعيٍّ آخر، كنَّوه "وادي عربة".( وغدا كلُّ مَن يعيب على هذين الفأرين موسومًا من "العلمانيِّين" بالثورجي والحالم والمتهوِّر الذي لا يعي مصلحة نفسه ولا مصلحة السلام!

ماذا كانت النتيجة؟ اجتياح بيروت وقانا 1 و 2 و "عناقيد الغضب" ومذابح عديدة كثيرة كـ "صبرا وشاتيلا" وغيرها بحبلٍ على الجرَّار، كان آخرها مذبحة غزَّة. مع كلِّ ذلك، يبقى الفأران الأوَّلاان سيِّديَّ الموقف!

أخيرًا خرجت علينا إيران "بـ "ثوريَّتها" العظيمة، واندفاعها الجامح نحو "تحرير" القدس وتدمير إسرائيل! نعم. تدمير إسرائيل من النهر إلى البحر. لذا يجب السكوت على العرب، وغضُّ النظر عن تواطوء إيران في تدمير العراق وجعله دويلة شعوبيَّة لا هويَّة له ولا ما يحزنون!

مقابل "تحرير القدس" الكلامي، علينا نحن العرب قبول الاحتلال الإيراني للأهواز- عربستان (مسمَّاة خوزستان بالفارسي)، والنظر إلى مكان آخر عندما تقوم إيرن بتفريس هذا الجزء الغالي من الوطن العربي، مقابل صياح وعويل أحمدي نجاد وعنتريَّاته اللامتناهية في "تحرير" بلاد العرب! (أما طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى والأهواز، فهي أجزاء من الوطن العربي غير محتلَّة من أحد! لأنَّ إيران تحتلَّها.) علينا إذن القبول بما تفعله إيران، وموافقتها على تفريس خليج العرب، والعبث بواقع التاريخ والجغرافيا والسياسة والعروبة، وتحويلها إلى مفردات في كتب الجيو- بولوتيكيا السياسيَّة الفكريَّة الخمينيَّة مقابل الاستخفاف بعقول البشر بخدعة مقولة "الأمَّة الإسلاميَّة" بديلاً متناقضًا من واقع ثقافي حضاري "أنثربولوجي" قومي للعرب وغير العرب.

نعم، مقابل كلِّ "هدايا إيران الثمينة السخيَّة" للأمَّة العربيَّة علينا أن نكون كالقردة الثلاثة: لا نسمع، لا نرى ولا نتكلَّم. وإلاَّ فنحن عملاء للسعوديَّة وتيَّار المستقبل، ومن ورائهم إسرائيل (طبعًا، رجعنا مرَّة أخرى للشيوعيِّين العرب في خمسينيَّات وستينيَّات القرن الماضي). والعبارات معلَّبة جاهزة لحرق كلِّ قوميٍّ شريف وشيطنته، يريد أن تحتفظ الأمَّة العربيَّة بكينونيتها المميَّزة مقابل إيران.

أصحاب إيران، من مهوسين ومفتونين أذنابًا لفكرة "ولاية الفقيه" من بعض الشيعة العرب، لا يقبلوا من إيِّ عربي شريف أقلَّ من الولاء الأعمى والُمسلِّم به لإيران "المقدَّسة"، وإلاَّ فسوف يذهب إلى الجحيم. وهذا ما حصل معي مع قريب لي عندما طلب مني عدم أرسال أيَّ مقال "يهاجم إيران الثورة العظمى". نعم، لقد وصل الفتون في إيران لدرجة يصعب على المرء تصوُّرها. نَسَوا العراق والأهواز. نسوا تاريخهم وهويَّتهم ومرجعيَّتهم الفكريَّة والثقافيَّة والحضاريَّة. نسوا حقيقة إيران الخميني ومدى خطورته على الأمَّة العربيَّة في تحضيره لـ "دولة المهدي" من خلال دولة ولاية الفقيه. وماذا يعني كلُّ ذلك لهؤلاء العرب؟ نسوا كذلك أنَّ الأساس في الطرح الثقافي والفكري- الأيديولوجي الإيراني هو طرح بالأساس فارسٌّ القوميَّة وشيعيُّ المذهب بما يحمله من معانٍ وتفرقة وتخلُّف. بل نسوا أنَّ كلَّ الساسة الإيرانيِّين أبناء الخميني وتلامذته، العدوِّ الأوَّل للعروبة وتاريخها الحضاري. نسوا أنَّ إيران المنافس الأوَّل لأسرائيل في الهيمنة على الوطن العربي، والعكس صحيح! فليس غريبًا أن تتظاهر إيران بعداء إسرائيل، ودعم كلِّ من يتواطأ معها فكريًّا ونهجًا ونسقًا بكلِّ المال والسلاح. فحماس والجهاد الإسلامي و "حزب الله" وبعض المطبِّلين الصغار، أمثقال أحمد جبريل الوحيدون حصريًّا الذين ينالون حصَّة الأسد من المال المسروق من آبار بترول الأهواز العربيَّة المحتلَّة ليحاربوا إسرائيل به. بل هم مستعدُّون لتأدية "الواجب" ما دامت إيران بحاجة لهم في إثبات وجودها في دائرة الصراع، ولتركها وشأنها لإتمام مشروعها النووي.

أنا لست من ممقتي إيران ولست من مستعدييها بقدر ابتعادها عن "أجندتها" الجامحة في تطبيق أيديولوجيَّتها وفكرها "الإسلاميولي" التوسُّعي على أرضنا. كذلك أنا لست بصدد فتح معركة مع إيران الجعفريَّة بأمتياز، أذا هي ابتعدت وتركت العراق ولبنان وقضايا السلم الديني- الطائفي وشأنه في الوطن العربي من العراق إلى المغرب مرورًا بجزيرة العرب واليمن السعيد (مسكين اليمن لا أعرف لماذا يسمُّونه "السعيد"!)

لتترك إيران أراضينا المحتلَّة، وتتخلَّى عن سياسية تصدير الفكر والأيديولوجيا إلينا، وتكون المعين والناصر لوحدتنا وقضايانا، عندئذ أكون حقًّا مارقًا وجاهلاً وعميلاً إذا انتقدت ايرن مجدداً. لا جدالَ بأنَّ التمنِّيات والأحلام شئ، والواقع والسيَّاسة والأيديولوحيا شئ آخر. بالنسبة إليَّ، إيران واقع وجار، ولا مفرَّ من العيش معه. أمَّا إسرائيل، فسرطان وكيان غاصب، ولا مفرَّ من تدميرها. فأمَّا إيران، نكون أو لا نكون معها. فهل يفهم المفتونون والمبهورون وأصحاب ولاية الفقيه أنَّ العروبة باقية وأنَّ أهلها موجودون باقون لم ولن يبيعوها حتَّى يوم الدين.

أحمد أبوعلي-قومي عربي (من نابلس)

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف