الأخبار
كم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفح
2024/5/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أصحاب الدماء الزرقاء بقلم:هايل علي المذابي

تاريخ النشر : 2009-04-01
أصحاب الدماء الزرقاء...................!!!؟



هايل علي المذابي – اليمن



>> يُعيد التاريخ إنتاج نفسه تماماً كما يُعيد زعماء وملوك العالم الثالث إنتاج ذواتهم بأنماط وأشكال سياسية مختلفة ، لكن الثابت في التاريخ والذي لا يتغير رغم التحولات والتغيرات هو الصراع ومن أشكال ذلك الصراع «العنصرية»، قد تختلف أشكالها وصورها من شعب إلى شعب ومن زمن إلى زمن تبعا للمتغيرات الثقافية والبيئية للإنسان إلا أنها ثابتة ومن تلك الصور للعنصرية التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة مصطلح «الدماء الزرقاء».


يعود استخدام مصطلح الدماء الزرقاء إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر فقد كانت السلالات النبيلة في بريطانيا توصف به.. وكان أن تم استعارته من الاسبانية فقد كانت توصف به العائلة المالكة الاسبانية لدلالة نقاء دمها من أي دماء لليهود أو المسلمين من بني الأحمر، وقد تطور هذا المفهوم ليكون سائدا بين أسر النبلاء استنادا إلى أن شرايين أيديهم تميل إلى الزرقة حيث يختلفون عن غمار العامة الذين يقضون وقتاً طويلا في العمل الشاق الدؤوب والمتواصل ما يؤدي إلى أن تبهت سحنتهم بينما لا يقوم أولئك النبلاء بعمل يذكر، ويؤكد المؤرخون أن المصطلح قد جاء من النبلاء الأسبان منذ القرن التاسع واستمروا على مدى 500 سنة في حروبهم رافعين سيوفهم ساعة ظفرهم بالنصر إبّان انتهاء المعارك لإظهار شرايينهم الزرقاء لإثبات أنهم من ذوي الأصول النبيلة.


بيد أن العلم يخالف تلك النظرة ويعارض ذلك المفهوم فالدم الأزرق ليس إلا دما فاسدا يعاني ذويه من أعراض الأنيميا المنجلية التي ينجم عن الإصابة بها تراجع نخاع العظم في إنتاجه لكريات الدم الحمراء التي تحمل الغذاء والأوكسجين إلى الجسم ما يؤدي إلى سحنة زرقاء بسبب انخفاض نسبة الأكسجين في الدم وهذا يفسر قوله تعالى «وحشر المجرمين يومئذ زرقا» ولأن الحال كذلك وهو كذلك فإنه لا يمكن أن توجد طبقة دماء زرقاء في العالم عموما - حتى وإن زعم ذلك بني اسرائيل - وفي مجتمعاتنا العربية تحديدا ، حتى لو حاولت تلك الطبقة أن تفرز نفسها ، فإن بنية وتركيبة المجتمع النفطي الذي نعيش فيه سيجعلها محاولة فاشلة.

" وانطلاقا من أن الدم الأزرق هو دم فاسد بالأساس وحيث أن التمايز الطبقي والعرقي والفئوي هو حقيقة اجتماعية فإن تخفيف حدة تداعيات تلك المفاهيم لا يحدث من خلال ترديد الشعارات البراقة بالوطنية والولاء والانتماء أو إطلاق الشعارات المضادة لها بل بتعزيز المؤسسية والعدالة والمساواة في المجتمع وإلا فإن الجميع هم من ذوي الدم الأزرق، الفاسد للأسف وتتحول تلك الشعارات إلى وقود لإشعال نيران الفرقة والشقاق وربما التكسب السياسي ولا يستثنى من ذلك أحد."

ما أعلمه عن يقين وأؤمن به هو أن الدماء التي سالت وتسال الآن في غزة وفي فلسطين دفاعا عنها وصمودا بها أمام جحافل الغزاة والمغتصبين هي دماء حمراء قانية طاهرة لم تكن ولن تكون زرقاء ولا بيضاء ولا خضراء ولا حتى بنفسجية.


[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف