الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بيت برناردا إلزا / في الصعود إلى ضريح تروتسكي بقلم: تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2009-03-11
بيت برناردا إلزا / في الصعود إلى ضريح تروتسكي
تيسير نظمي

في البدء ، كان يغمرني من كل الاتجاهات ، الحزن الذي اعتدت أن أغوص فيه أو أقفز إليه من رفاسات واقع طبقي موغل في القبح والبشاعة. فيه يكون ثمة ما يقيك وأنت تغوص وتغوص لولا قلة الأكسجين وعدم تخلق الخياشيم السمكية التي تجعلك في قاع المحيطات آمنا لا غبار عليك. في البدء كان الحزن قبل الموسيقى وقبل النواح المتصل. لكنني وهنت من ناحية وكبرت معه الرفيق. أصبح لدي دربة وخبرة كيف لو ارتفعت أسعاره أجده متوفرا في المرتبانات بعد أن أكون عجنته وقسمته على الأسابيع والشهور والسنين. وهل أستطيع اليوم أن أعيش دونه الحزن المعتق الجميل البهي الطالع توا من الثواني والصمت الربيعي والعيون؟ الحزن في بيتي لا يفسد كما بقية الأشياء في المطبخ والثلاجة ، الهجران لا ينال منه فهو معد وفق خبراتي يقيه الملح من كل سوء ومن الرطوبة أحاذر عليه أن يتلف فأحكم إغلاق كل مرتبان على حدى كي لا يختلط الحزن الوطني بالأيدولوجي بالإجتماعي بالمبّهر بالسخرية السوداء بالحزن الضاحك فاتح اللون بذياك البنفسجي أو الكستنائي.كل الأنواع لدي منه كالمعلب والمجفف والمعجون بكميات وافرة أو ذلك من نوع يلزم في الأفراح والمناسبات الاحتفالية والذي يبدو للناظر إليه أشبه بالحلوى المجففة أو الثمر الفاكهي المربى بسكر الأيام دون تحديد جهة الصنع والمنشأ. لا لم أفكر بفتح قبو بصل له أو المتاجرة به فكثرة العرض تجعله رخيصا لا إقبال عليه ولذلك لم أعرض أية كمية منه للبيع. لكن ما أثار حفيظتي أن الصديق السويسري ماركوز وصديقته البارعة ...... أتقنوا صنع شبيه له بما لدي من المخفي منه في خريفية هاملت .. يا هاملت العربي كم مرة قتلت أخيك الفلسطيني عن طريق الخطأ ؟ يا هاملت الفلسطيني اليهودي ، أخوك ، فلماذا تحتكر السؤال وحدك وأوفيليا تغني تارة أو تبكي أبيها في معمان دورة البوليس في شوارع الزرقاء عام 1994 ؟ أوفيليا ،، يا إلزا إنهضي من حزنك الآن لم يمت أبيك في الفحيص تماما ولا كانت محافظة الزرقاء لأمك وستالين ختاما. يا ابنتي مالذي يحزنك الآن في قبضة أخيك راضع أحقاد أمك وشهوة إمرأة الجيران ؟ لا لم تنقض الفأس الصغيرة على جمجمة أبيك في المكسيك بعد لأنه ويا لبؤس غباء أمك يعيش دون جواز سفر. لقد أصبحت الفأس الصغيرة طي الكتمان والتاريخ كما الملح تجمد من الرطوبة في مرتبان مكسور وملئ بشظايا النسيان. أفيقي يا ابنتي من هذه الأدوية التي تبتاعها لك المسجلة لدى الدائرة أنها تكون أمك وتكون أبيك وتكون مهدك وتكون للحدك غطاء من المرض المصدر من حولي للزرقاء الجديدة ؟ هل تناولت الدواء من يد قاتلة بعد ؟ إن لم تفعلي ذلك فاكرهيني كما يكرهون اليهودي كي تعيشي بفضل قليل من النسيان. أما غسان فاغفري له أن لم يستيقظ بعد على أي كأس ليشربه عوضا عن أمه أو عن أبيه. ها هاملت ستجعلكما في الضحك سواسية، وفي البيت سواسية وفي اشتباك الملامح أيضا بينك وبين ديمة لم تمطر بعد سوى اللؤم الوراثي وإدعاء تحرير غزة من العابر والمعابر حتى البحر. لا تمضي للبحر وحدك يا ابنتي فالبحر غادر. ولا تأتي فارعة الكبرياء إلى الأرز فلبنان ضاقت بها المقابر. لا تشربي في المرة القادمة من هذا الماء ولا تطمئني تماما لتشابه الأسماء. وامهليني يا ابنتي كي لا يتجرع تروتسكي مرارة ابنته وابنه الأكبر والأصغر دونما ذنب اقترفه سوى أنه فكر وتدبر. هذا زمان المدبرين يا ابنتي إلى مخافر البوليس في الدول الشقيقة والصديقة ونكران الحقيقة. فامهليني يا إلزا ترولييه فبك على شفتي بعض قصيدة لم يكتبها أراغون بعد ولا خطرت ببال الرفيقة. ها ماركوز جاء بالدواء وأخلد في إطرائي للصمت والمعنى. ثمة بقايا فضول لديه عن بيت برناردا ألبا برناردا إلزا برناردا لوركا وعرس الدم. لا تصدقي أن أعراسنا أبقت بعد اليوم قطرة واحدة من دم. من مرتبان الرصيع في المطبخ الوضيع حتى آخر قطرة من ندم ومن الكويت حتى العدم.وأخيرا اغفري لي أن من نوع حزنك لم أستطع له شبيها.

26/4/ 2008 عمان

في الصعود إلى ضريح تروتسكي

في الصعود إلى ضريح تروتسكي لم يكن بصحبتي غير سيزيف ، وهو أيضا لن يراهن عليه ، فقد خرجت الآلهة من توابيتها القديمة كي تنتقم منه، وسوف تكون بانتظاره عند أول منعطف، عندها لن يبق في الطريق إليه غيري.
والطريق طويل وقد وهن العظم مني.لكن لا وراء ، إلى الأمام وليس غير الأمام أمامي. كنا أنا وسيزيف قد شاهدنا في طريقنا ستالين جالسا مثل أرملة بانتظار الوعود. وشاهدناه أيضا يتخفى من رفاق مغدورين.سيزيف أراد أن يتهور ويلقي عليه بصخرته الضخمة. قلت له..لا ..لا تفعلها يا سيزيف. أولا تعلم أنه حليف الآلهة الجدد. قلت له: أولا تعلم أننا في الطريق سنحاول ما أمكننا تعزية بروميثيوس وأن شعلته هي التي تضيء لنا الطريق. أحجم سيزيف وفكر مليا. في الصعود إلى ضريح تروتسكي مررنا بمشاجرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين المستوطنين.قلت لسيزيف فلتجعل من نفسك اليوم أعمى. دعنا إلى ما نحن إليه ماضون ودعهم وشأنهم المستوطنون.قال لا وكاد أن يتهور ويلقي عليهم بصخرته الضخمة. ومضينا تارة أدفع بها للأعلى كي أريحه قليلا وتارة يدفع بها هو دون كلل. في الطريق إلى ضريحك ، قابلتنا دورية أردنية وطلبت منا التصاريح وبطاقة الأحوال والرقم الوطني. وبالنتيجة تم اعتقال سيزيف لعدم تحديد الهوية. أما أنا فقد كان يشاع بينهم أنني يهودي، لذلك تركت وشأني كي أكمل الطريق وحدي، ومازلت منذاك أغذ الخطى للأعالي حيث الرفيق الأعلى والسماء الأعلى وتناقص الأوكسجين. ولما مررت ببعض السحب إليك يا إلهي تهت أربعين عاما قبل أن أكتشف نفسي في مستشفى للأمراض العقلية. تأخرت كثيرا ، نعم ، ولم أذهب للتعزية بالحكيم في يوم ثلجي ، نعم ، ولم أحاول تكفيل سيزيف أو انتداب محام له ، نعم . فقد لم يتبق من العمر الكثير ويتوجب عليّ المسير. تماما كما لو كنت آخر من تبقى من الجيش الأحمر. وأقول والقلب يلهث بالصعود : الله أكبر .. الله أكبر ، والدمع بعيني أغذ الخطى، لعلي على ضريحك أكتب مرثية، يا باني الجيش الأحمر.
8/7/2008
عمان ومكسيكو سيتي
www.nazmi.org
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف