الأخبار
اطلع على قائمة رؤساء الولايات المتحدةواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بنحو 6.5 مليار دولار وتراجعها مع غالانت سطراً بسطرمسؤول أمريكي كبير يطالب بإغلاق الرصيف البحري قبالة شاطئ غزةليبرمان: نحن نخسر الحرب بغزة والردع الإسرائيلي تراجع ونتنياهو يتحمل المسؤوليةجيش الاحتلال يشن عملية عسكرية مباغتة في حي الشجاعية ونزوح آلاف المواطنينمقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 16 جندياً باستهدافهم بعبوة ناسفة في جنينأفضل وسطاء الفوركس لتعزيز تجربتك في تداول الذهبأولمرت يشن هجوماً على نتنياهو ويتهمه بالتخلي عن الأسرى الإسرائيليين وإطالة أمد الحربالبيت الأبيض: ندعم إسرائيل بالسلاح ونقدم مساعدات إنسانية لغزة.. ولا نرغب بحرب في لبنانالمتطرف بن غفير: سياستي حصول الأسرى الفلسطينيين على الحد الأدنى من الطعامتقرير: تكتيك حماس العسكري يحرم إسرائيل من النصرأردوغان: نتنياهو يسعى لشن حرب في لبنانأونروا: انهيار شبه كامل للقانون والنظام في غزةأردوغان يعلن دعمه لبنان ويستنكر الدعم الأوروبي لإسرائيلمؤسس موقع ويكيليكس "حر" بعد اتفاق مع القضاء الأميركي
2024/6/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القراصنة الصوماليون وأرجوحة التدويل في البحر الأحمر بقلم:عباس المساوى

تاريخ النشر : 2008-11-27
القراصنة الصوماليون وأرجوحة التدويل في البحر الأحمر بقلم:عباس المساوى
القراصنة الصوماليون وأرجوحة التدويل في البحر الأحمر

تطابقت كل التحليلات والأخبار التي تتحدث عن خطر القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن وما لذلك من تأثير قد يصيب حركة الملاحة في هذه المنطقة الحيوية بالشلل, إضافة إلى ما يمكن أن يُلحقه القراصنة من سمعة سيئة على الملاحة وحركة التجارة العالمية ، في منطقة تعتبر الممر البحري الأهم والوحيد في العالم الذي تسيطر عليه الدول العربية، ويجب أن يبقى كذلك.

ولتكوين صورة - بنو رامية - لحقيقة ما يجري الان في البحر الأحمر يجب علينا أن نبدأ بالآتي.
أولاً - لم تكن القرصنة في هذه البقعة من العالم حديثة عهد أو صدفة أو بحث عن طعام أو اختطاف من أجل المال كما يعتقد البعض - كلا -

بل بدأت قديماً بقدم أهمية الممر المائي , وعلى الرغم من أن جغرافية البحر خرساء، إلا أن لتاريخها لسانا، يحكي قصص محاولات غزوه، فطيلة الفترة التي تمتد بين القرن العاشر والقرن السادس عشر، ومنطقة ، التخوم الجنوبية تتعرض لمحاولات الالتفاف حول البحر الأحمر من البرتغاليين ,والهولنديين ,والانجليز, في محاولة للفوز بموقع اليمن وعمان للسيطرة على كل من البحر الأحمر والخليج العربي.



فقد سعت بريطانيا للسيطرة على مدخل البحر الأحمر وبالذات عدن ووقعت في صراع مع فرنسا تجلى بوصول نابليون على رأس حملته الفرنسية الشهيرة إلى مصر عام 1798ميلادية .

انسحب البريطانيون عام 1799 أي بعد الغزو بعام واحد لعجزهم عن السيطرة على مضيق باب المندب بسبب مناخ الجزيرة القاسي كما يقول صاحب كتاب ناصر العرب (توم ليتل) مشيراً إلى انه أول تورط بريطاني في جنوب الجزيرة العربية، وهذه الحملة التي مهدت لاحتلال عدن فيما بعد والعودة مرة أخرى إلى جزر مضيق باب المندب.


بدأت بعدها المصالح الغربية تتطلع بنهم للبحر الأحمر، وكان الاحتلال البريطاني لعدن جزءاً من تحرك استولت بريطانيا خلاله على سيلان «سريلانكا» وجنوب افريقيا لكي تسبق النفوذ الفرنسي، وذلك لاعتقادهم بأن البحر الأحمر لا يزال قلب الوطن العربي حتى الآن ومازال يشكل خطراً استراتيجياً على مصالح الغرب .
قد يستغرب البعض من هذا الربط - وكما العادة - يعتقد الكثيرون بأن العرب دائماً ما يلقون كل اخفاقاتهم على نظرية المؤامرة, وأنا ممن يتفق معهم , لكن هذه المرة الأمر مختلف تماماً , لأنه يتعلق بدلائل لايسع أحد إنكارها , إذ كيف يمكن للقراصنة استخدام أنظمة دفاع جوي وصواريخ وأنظمة توجيه مرتبطة بالأقمار الصناعية، كما أنهم على مهارة عالية في استخدام الكمبيوترات والأجهزة الملاحية ،
يقودنا هذا الأمر إلى أسئلة مهمة -هي - في أي مكان يتدرب هؤلاء ؟ ومن أي مدرسة تخرجوا؟ومن يقدم لهم احدث التجهيزات العسكرية ؟ ومن يؤمن لهم الدعم اللوجستي ويخبرهم عن حركة السفن وأماكن تواجدها ؟

نشرت صحيفة الثوري الناطقة بلسان الحزب الاشتراكي اليمني في العام 2006ما قالت أنها مصادر موثقة تحدثت عن وجود طائرات تجسس صهيونية مجهزة بمعدات تجسس متطورة في) دهلك - جزر اريترية تقيم فيها اسرائيل اكبر قاعدة بحرية خارج الأرض المحتلة بحسب اتفاق بين الطرفين الاريتري والإسرائيلي العام 1995رغم إنكار اريتريا لذلك وقد دعمت إسرائيل من خلالها اريتريا لاحتلال جزر حنيش اليمنية العام 96 ) ،
في هذه الأثناء تحدثت صحيفة -عال همشمار الصهيونية _ عن وجود طائرات تجسس إسرائيلية من طراز (وفورا) تحلق - وبشكل دوري- وتقوم بأعمال التفقد ، والدورية ، والتفتيش اليومي، باتجاه جزر (حنيش) اليمنية".
وإيماناً بخطورة الوضع دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في شهر أكتوبر المنصرم، ، الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر إلى "تحمل مسؤولياتها" لإزالة أية ذريعة لتدويل الأمن في البحر الأحمر،
جاء هذا النداء عقب قرار منظمة الحلف الأطلسي تكثيف تواجدها العسكري في المحيط الهندي لمكافحة القرصنة ، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.
توجه صالح على إثر ذلك إلى الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية، وكم كان موفقاً وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي حينما أشار إلى محاولات دولية لتدويل البحر الأحمر وكان يرمي إلى طلب سابق تقدمت به إسرائيل تطلب فيه التدويل رفضه العرب رفضاً قاطعاً.
من هنا نستنتج أن البلدان العربية المطلة على البحر الأحمر تجد نفسها الآن أمام أربعة أخطار:

1- خطر تدويل أمن البحر الأحمر تحت دعوى الحرب ضد القراصنة.
2- خطر الأطماع الإسرائيلية في لعب دور محوري من خلال إطلالتها على البحر الأحمر.
3- خطر ابتزاز العرب باستخدام القرصنة في مواجهة البترول العربي، وكذلك الآثار الوخيمة على النقل البحري في قناة السويس. خاصة وأن 30 بالمائة من الإنتاج العالمي للبترول، أي النفط السعودي والخليجي، يمر عبر البحر الأحمر هذا إذا ما علمنا أن ما يقرب من 21 الف سفينة تمر بقناة السويس تدر على مصر ما يفوق الخمسة مليارات دولار وهي المصدر الثاني للدخل بعد السياحة !!
ومنذ عملية اختطاف القراصنة لناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار"، بتاريخ 15 نوفمبر والمحملة بنحو 2 مليون برميل من النفط تفوق قيمتها الاجمالية 100 مليون دولار , وهي العملية الاضخم والاكبر في تاريخ القرصنة الصومالية ، اتضح للعرب جلياً أن الأمر لم يعد حثالة من الجياع تبحث عن الدولارات , بل الأمر ابعد من ذلك ، وهو ما جعل وزراء الخارجية العرب يتقاطرون على قاهرة المعز في اجتماع وصف بالطارئ لبحث الأمر وتحديد القرارات المناسبة ..


- لكن - يؤلمني أن أسأل:هل سيسجل المجتمعون سابقة يحددون فيها مستقبلهم ويدركون أنهم يعيشون في عالم سريع التغير وليس أمامهم الآن سوى مواجهة حقيقية يحددون فيها ملامح قوتهم ؟ هل هم قادرون على فهم ما يجري حولهم؟وهل يدركون فعلاً حجم التحديات القادمة وخطورتها ؟كم تمنيت ألا أسأل :هل العرب المجتمعون جديرون في المستقبل ؟؟أم أنهم سيفقدون آخر ورقة في أمنهم القومي ويدقون آخر مسمار في نعشهم الجماعي !!


عباس المساوى
كاتب صحفي - الإمارات العربية المتحدة
[email protected]
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف