الأخبار
الدفاع المدني: جيش الاحتلال حرق أجزاء كبيرة من مخيم جبالياأبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع الاحتلالالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإسرائيل تقرر استقبال 300 ألف عامل أجبنيالحوثيون يستهدفون مدمرة أميركية في البحر الأحمرإيرلندا وعدة دول يدرسون الاعتراف بدولة فلسطين الشهر الجاريأردوغان: إسرائيل ستطمع بتركيا إذا هزمت حماسحركة حماس ترد على اتهامها بالتخطيط لأعمال تخريبية في الأردنالصحة بغزة: ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي لأكثر من 35 ألفانتنياهو: لن نسمح للفلسطينيين بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بقوةوزير الخارجية الأمريكي: لا يمكن أن نترك فراغا في غزة لتملأه الفوضىالأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة إلى المملكةقيادي بحماس: مصر لن تتعاون مع الاحتلال ويدنا لا تزال ممدودة للتوصل إلى اتفاقاستشهاد شاب برصاص الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرةالفلسطينيون يحيون الذكرى الـ 76 لـ النكبة
2024/5/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رجل بألف رجل بقلم:يوسف صادق

تاريخ النشر : 2008-11-24
رجل بألف رجل بقلم:يوسف صادق
رجل بألف رجل

بقلم/ يوسف صادق

إذا ما فكر الكاتب الفلسطيني الذي يسكن الأراضي الفلسطينية وتحديداً غزة، فإن معاناة الناس وآلامهم تشكل مادة أساسية لمقالته بكل معانيها، فإذا كان الموظف يعاني ما يعانيه من غلاء فاحش جاوز مستوى راتبه، فكيف برب البيت دون عملٍ منذ سنوات، وكيف تعيش أسرته، وبما يحلم أطفاله، وماذا يشكل عيد الأضحى بالنسبة لهؤلاء الناس! وكيف سيتصرفون حيال الشتاء القادم!؟ وماذا عن الطحين الذي نفد من غزة واللحوم التي وصل سعرها سبعين شيكلا للكيلو!؟ وماذا وماذا إلى أن يشاء الله أو يأخذ وديعته منهم.

حينما قررت العودة للكتابة بعد غياب طوعي لأكثر من عام سرعان ما خطر في بالي الدكتور رمضان طنبورة رئيس ومؤسس جمعية الفلاح الخيرية التي تساعد فقراء فلسطين. ذلك الرجل الذي صادقته بعد أن كتبت قبل عام ونصف مقالاً عن جمعيته التي لا تعرف للتحيز طريق.

وعندما قررت زيارة جمعية الفلاح قبل عام ونصف تقريباً، ذُهلت بالكم الغير طبيعي من فقراء الوطن وذوي الإحتياجات الخاصة في أزقة ومكاتب وغرف الجمعية، حتى شعرت حينها أنني دخلت مكاناً خطأ، لكن ما عرفته لاحقاً من صديقي الذي يعمل مسؤول القسم الإعلامي في الجمعية هو أن هذا الشيخ وهب جمعيته ووقته بالكامل لصالح هؤلاء الفقراء واليتامى.

لم أكن أعرف الدكتور رمضان حينما كتبت مقالي الأول، وأظن أنني قارنت جمعيته بأكبر الأحزاب الفلسطينية، لكن الإختلاق بينهما هو أن جمعية الفلاح الخيرية تساعد الفقراء دون مصلحة أو منصب أو مكانة، بعكس الفصيل الفلسطيني الذي يعطي الفقير باليمين ويأخذ صوته وتأيده بالشمال.

المكانة الطبيعية لهذا الرجل هو أن يؤتمن على فقرائنا الفلسطينيين الكثر، إلا أن الشيخ رمضان- وفي احد الجلسات معه- رفض تلك الفكرة من أساسها أو حتى التفكير بها، ورغب إلا أن يكون من الفقراء والطبقة الكادحة، ويأبى على نفسه الثراء والسيارات والحراس الشخصيين، رغم تمني الكثيرين لأن يكونوا شخصيات هامة تلاحقهم الكاميرات أينما كانوا.

الحقيقة، ظننت به يوما ظناً غير طبيعي، وإعتقدت لكونه فلسطيني، فهو من محبي الكراسي والمناصب، لكن خاب ظني بعدما إتضحت الأمور جلياً أمامي، وبت على يقين أن ظني هذا إثم. لكني أدرك تماماً أنه حالة شاذة في مجتمعنا هذا الذي نعيشه.

ومن لا يعرف جمعية الفلاح، فأنوه إلى أن تلك الجمعية سرعان ما إشتهرت من أقصى محافظة رفح إلى جنين في الضفة الغربية، وتملك فريق عمل برئاسة الشيخ رمضان طنبورة، هذا الفريق ينصب عمله في جمع التبرعات لليتامى والفقراء والمساكين، ويوزع شهرياً عشرات الآلاف من الدولارات على تلك الشريحة المجتمعية، فضلاً عن المعونات العينية التي تقدمها الجمعية لمئات الآلاف من الفلسطينيين.

نحن بحاجة إلى أمثال الشيخ رمضان، فمجتمعنا الذي يجتاحه الفقر اللعين، لن تشبعه الشعارات والكلمات. هو بحاجة إلى مد يد العون له لتعينه على تكملة حياته التي يعانيها.


[email protected]

رئيس تحرير شبكة فجر الوطن
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف