الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإيطاليون استفادوا من الاعتذار أكثر مما استفاد منه الليبيون بقلم:سلمى بالحاج مبروك

تاريخ النشر : 2008-09-07
الإيطاليون استفادوا من الاعتذار أكثر مما استفاد منه الليبيون استفاد الإيطاليون من nقدم برلسكوني إلى الجماهيرية الليبية يزف بشرى بلاده للشعب الليبي المحملة برسائل الاعتذار عما حصل له في الحقبة الاستعمارية من آلام و معاناة و جرائم ارتكبت في حق الشعب الليبي على يد المستعمر الإيطالي الممتدة على مدار الثلاثة عقود من القرن الماضي. وفي الأثناء امتلأت الصحافة العربية تهليلا وتكبيرا لهذا الإنجاز العظيم مطالبة بقية الدول العربية التي رضخت للاحتلال البريطاني والفرنسي من تعويضات عن حقبة الاستعمار و اعتذارا رسميا من الدول المستعمرة عن تلك الحقبة وما لحق شعوبها من أذى الاستعمار اقتداء بالنموذج الليبي. ويخيل لنا أننا حقا مستقلون و متحررون من الوصاية الأجنبية وأن كل همنا هو فقط انتظار الغرب تسديد ما تبقى من ديونه تجاه المشرق والمغرب حتى تكتمل فصول الاستقلال ويحقق العربي نشوة الانتصار الحقيقي بإعلان الغرب توبته النصوحة في حق الشعوب العربية و الوعد بعدم العودة لممارسة الاستعمار و يبدو في ذلك انتصار على القوى المستعمرة ونصر مبين واعتراف الغرب بأنه مدان وهو جاء يطلب الصفح والغفران من أهل العفو عند المقدرة, لكن القراءة الحقيقية لما وراء اعتذار إيطاليا إلى الشعب الليبي ليس حقيقته أنها شعرت بالذنب تجاه ما ارتكبته من فضاعات في حق الشعب الليبي أثناء حقبة الاستعمار لأن إيطاليا ومن خلفها الدول الغربية لزالت تنظر للعرب من منظار الدونية والتخلف والإسلام فوبيا والإرهاب ويظهر ذلك في تصرف الغرب و تصريحات مسئوليه وقياداته الدينية و السياسية وبالتالي من كان ينظر بدونية لغيره لا أظنه يطلب منه اعتذارا لان الاعتذار يطلب ممن هو في نفس المرتبة أو أزيد عليه درجة والعرب ليسوا في نفس درجة الغرب ولا أزيد منه حتى يعتذروا لهم . ومن ناحية أخرى إن الدول العربية كلها بما فيهم ليبيا ليست مستقلة بشكل حقيقي لأن الاستعمار اليوم هو أشد وطأة من استعمار الأمس و قد أخذ شكل الاستعمار الناعم الذي يستطيبه أهل العالم الثالث عبر تهجين المجتمعات وسلب هوياتها وتفكيك نمط وجودها وتحويلها إلى مجرد سوق للاستهلاك و ترويج الثقافة الغربية وبالتالي هنا لا معنى للاعتذار عن حقبة الاستعمار لأننا ببساطة لزلنا نرزح تحته. وهذا ما غفلت عنه النخبة العربية في تحليلها لمعنى الاعتذار الإيطالي للشعب الليبي واعتبرته انجازا يجب الاحتذاء به. nلكن لنسأل بكل صراحة هل يصلح عقار فيما أفسده دهر بمعنى ما الجدوى من الاعتذار عن الاستعمار والقتل وهل يستطيع الاعتذار أن يرجع قتيلا واحدا أو أن يمحو من الذاكرة سنوات العذاب والاضطهاد و لو ليوم واحد ؟ nفقد يأتي الغرب كله معتذرا عن حملاته الاستعمارية ضد الشرق والغرب ولكن ما فائدة ذلك بعد ان عم الخراب و لزال يعم ؟ إن الاعتذار في ظاهره مجرد فعل أخلاقي قد لا يغير من الواقع الفعلي شيئا لأن نتائج الاستعمار كارثية في حين الاعتذار نتائجه محدودة وذي تأثيرات نفسية فقد يرفع بعضا من معنويات البلد المستعمر ولكن لا ينجح في محو الذاكرة وتغيير وقائع ما يحصل وما حصل. nيجب الاعتراف أن الإيطاليين استفادوا من الاعتذار أكثر مما استفاد الشعب الليبي و ذلك يعود لنجاح الدبلوماسية الغربية في تحقيق مصالحها الإستراتيجية عبر سياستها البراغماتية فبرلسكوني يعلم أن الاعتذار لا يكلفه الكثير بل سيحقق له مكاسب اقتصادية هامة تجني به الحكومة الإيطالية مغانم كثيرة لم تستطع تحقيقها بالقوة و زمن الاستعمار و الدليل على ذلك أن برلسكونيي قد حصل على إثر ذلك مكافأة له ولحكومته متمثلة في عقود في الطاقة واستثمارات واتفاقات حول مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وهي مسائل تقلق إيطاليا والوصول لمثل هذا الاتفاق يعد انجازا لإيطالياnإن اعتراف برلسكونيي بجرائم الاستعمار الإيطالي لبلاده لن يكلفه ثمنا لأنه ألقى بهذه الجريمة على أسلافه الماضية وهو يعرف معنى هذا في عرف المسلمين الذي يقوم على مبدأ " لا تزر وزرة وزر أخرى" لذلك ما ضره أن يعترف بوزر سابقيه وهو لا يزرها . ومن هنا نفهم الوجه الحقيقي للاعتذار فما يحركه ليس حسن النوايا و لا شعور الغرب عامة و منهم الإيطاليون بالذنب تجاه استعمارهم وبضرورة تكفيرهم عن جرائمهم اللاأخلاقية ، وإنما الدافع الحقيقي للاعتذار هو الدهاء السياسي والسياسة البراغماتية للدول الأوربية فهذه الدول اعتادت على تلمس طريق مصالحها وفهمها ويكفي أن نعلم أن ليبيا تعتبر المنتج الثاني للنفط بعد نيجيريا في إفريقيا بما يقارب طاقة إنتاج تصل إلى مليوني برميل في اليوم مع مخزون يقدر ب 45 مليار برميل زيادة على ذلك تملك مخزونا يقدر 1300 مليار متر مكعب من الغاز مع توفر حالة من الاستقرار خلال العشرية الأخيرة خاصة في علاقتها الدولية ونجاحها في امتصاص الحصار الذي كان مفروضا عليها مع تكدس ثروة طائلة في الأربعين سنة الأخيرة في مقابل ذلك تنامي تهديدات بتوقف تدفق نفط الخليج نظرا لما تعيشه هذه المنطقة من اضطرابات و حروب مفاجئة بما يحتم على الدول الأوربية تأمين احتياجاتها في الطاقة وتأتي ليبيا لتحقق هذا الهدف ولتبشر الأوربيين باستكمال المشروع الاستعماري و تكون محط الأطماع الأوربية وحتى الأمريكية خاصة بعد الزيارة التاريخية لوزيرة الخارجية الأمريكية رايس لليبيا.جاء الاعتذار لليبيا إذن و لكنه اعتذار مغلف بالمطامع يرنو لتحقيق مكاسب اقتصادية ومصالح كبيرة لإيطاليا لأن العرب يطربون للماضي فتصوروا الاعتذار عن جرائم الماضي انجازا عظيما و بطوليا أما الغرب فتطربه لغة المصالح لذلك لم يعقده طلب الصفح والغفران عن يديه الملطختين بدماء العرب والمسلمين لأن المهم بالنسبة إليهم لا ما كان بل ما سوف يأتي ومن هنا نفهم مغزى الاعتذار الإيطالي لليبيا وإلا كيف نفسر اعتذارهم لليبيين و عدم اعتذارهم للأثيوبيين فمنطق الغرب يحكمه ليس المهم ما حدث بل المهم ما سيحدث وهو عكس المنطق العربي الذي لا ينشد خلاصه إلا فيما مضى ومن هنا تعالي الأصوات للمناداة بالاعتذار عن الجرائم السابقة وتجاهلهم ما يحدث اليوم من جرائم يومية يقفوا إزاءها كصمت القبور أليس الأجدر بهم مطالبة الغرب اليوم بكف أيديهم عما يفعلون بهم عوض الاقتصار على المطالبة بالاعتذار عن ماضي لا يغني الاعتذار عنه بشيء ولا يقزم من حجم ما ارتكب في حقهم من الجرائم البشعة؟ nnالأستاذة سلمى بالحاج مبروكn
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف