الأخبار
2024/5/17
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رسالة عاجلة للرئيس جورج بوش بقلم:سعيد الصرفندي

تاريخ النشر : 2008-01-09
رسالة عاجلة للرئيس جورج بوش

سعيد الصرفندي - أريحا " مؤقتا"

السيد الرئيس :

أرجو أن يكون لديك الوقت لقراءة رسالتي القصيرة ، أو ان يكون هذا الوقت متوفراً لأحد من مساعديك أو أعوانك .

هناك أمر كان يحيرني منذ صغري ، وهو : لماذا أنت وأجدادك أصدقاء لليهود الصهاينة الذين احتلوا بلادي وأقاموا عليها دولة لهم ؟ ، ولكن اعذرني ايها السيد الرئيس ، فعندما قرأت تاريخ آبائك وأجدادك وما فعلوه مع الهنود الحمر عرفت السبب ، هناك أمور مشتركة بينك وبين آبائك وأجدادك وطريقة بنائهم لدولتهم وبين " دولة إسرائيل " ، وهنا تبددت الحيرة .

أنا من قرية اسمها " صرفند الخراب " ، لو بحثت أيها السيد الرئيس في الخارطة فإنك لن تجدها ، وذلك ليس لأنها قرية وهمية ، أو أنني اكذب عليك ، بل لأن هذه القرية قد تم هدمها من قبل اليهود الصهاينة عندما أعلنوا أن قريتي وكل القرى والمدن الفلسطينية اصبح اسمها " دولة إسرائيل " .

بصفتك التي تنتحلها أمام العالم ، وهي أنك ممثل لدولة تقاتل وتناضل من أجل الحق والديموقراطية فإنني أقول لك أنني وملايين مثلي أصحاب حق مسلوب من قبل أصدقائك في " دولة إسرائيل " ونحن نأمل منك – مع علمنا أنك لن تفعل ذلك – أن تعيد لنا حقنا المسلوب وترفع الظلم الذي يعاني منه شعب فلسطين المحاصر ، وأنت تعلم ما معنى الحصار ، فأنت قد قتلت في حصارك للعراق أكثر من مليون إنسان .

أريد أن أقول لك أن بيت جدي الذي هدمه أصدقاؤك ، بيت مليء بالذكريات ، ذكريات مع البقرة التي كانت تعيش في "حوش" الدار ، ذكريات مع الطابون ، ذكريات مع شجر البرتقال الذي كان ينمو ويربوا كما الأولاد .... ذكريات لا تتسع رسالة قصيرة لذكرها ، إلا أن هذه الذكريات قد تم توثيقها ولن ننساها حتى يعود أحد من الأجيال المقبلة لترجمتها على أرض الواقع .

قد تقول أننا سننسى كما فعل الهنود الحمر ، وأن الزمن كفيل بتغيير موقفنا ، قد تقول ذلك ، ولكن هذا يدل على عدم معرفتنا ، وعدم معرفة ثقافتنا العربية الإسلامية ، لن ننسى الا إذا تم القضاء على الاسلام وهذا أمر مستحيل ، وإن شككت في ذلك فاسأل صامويل هانتنغتون وفوكاياما ليقولوا لك أن هذا الأمر مستحيل .

سعيد الصرفندي - أريحا
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف