أدونيس وما أدراك ما أدونيس ؟! بقلم:موسى بن سليمان السليمان
تاريخ النشر : 2007-08-04
أدونيس وما أدراك ما أدونيس ؟!

... في البداية لنقف قليلاً عند كلمة ’’ أدونيس ’’ التي تسمى بها الدكتور /علي أحمد سعيد .

... قال بطرس البستاني في ’’ دائرة المعارف ’’ له : " أدونيس Adonis شاب جميل عشق الزهرة ... " ثم ذكر تفاصيل قصة عشق كوكب الزهرة وبكائها عليه في قصة سخيفة وثنية لا يقبلها العقل السليم وأنه أصبح إله عند السوريين الوثنيين بعد ذلك !!

... وقال عند كلمة ’’ أدُونيا ’’ : " أعياد كان القدماء يقيمونها للزهرة و أدونيس وذلك على يومين فكانوا يصرفون اليوم الأول : بالدموع والمراثي واليوم الثاني : بالفرح والولائم ! وكان ذلك يرمز إلى موت الطبيعة وقيامتها ! "

... وهذا يكشف تعلّق علي أحمد سعيد المعروف بأدونيس بالوثنية .

... وعند التعريف بأدونيس نجد أنه نُصيري باطني العقيدة سوري البلد يعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالته الجامعية التي قدمها لنيل درجة الدكتوراه في جامعة ما يسمى بـ’’ القديس يوسف ’’ في لبنان وهي بعنوان ’’ الثابت والمتحول ’’ ودعا بصراحة إلى محاربة الله عز وجل !!

... ومن النصوص التي ضمنها كتابه ’’ الثابت والمتحول ’’ عن عقيدته اتجاه الله سبحانه وتعالى والأنبياء قوله – والعياذ بالله - : " الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظاً رتبتها الأجيال الغابرة وهي قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة والتمسك بهذه التقاليد موت ! والمتمسكون بها أموات ! وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور لكي يدفن أولاً هذه التقاليد كمقدمة ضرورية لتحرره ! " [ الثابت والمتحول 3/187] .

... ونجد أيضاً أنه يعمل على محاربة الفضيلة بطريقة خبيثة - وهذه حقيقة المعتقد النصيري الباطني - فقد أُجري معه لقاء صحفي نقلته ’’ العربية نت ’’ فقال يصف عبد الله الغذامي - أحد الحداثيين السعوديين - بأنه : " إمام مسجد أكثر منه ناقداً " كل هذا من أجل أن يغريه بالفساد والانحلال الديني والخلقي أكثر مما هو عليه .

... ومن الغريب أيضاً أن بعض المنتسبين للحداثة مثل ’’ البياتي ’’ شهدوا بخبث طويته حتى قال : " ويخيل لي أن رفض تراث الشعر العربي قديمه وحديثة تكمن وراءه دعوى شعوبية يتبناها أدونيس في السر والعلن ويمكن تفسير سلوك أدونيس هذا بالباطنية الشعوبية " [ قضايا الشعر الحديث 213] -والشعوبية كلمة قديمة تطلق على من يفضل الشعوب الأخرى من العجم على العرب -.

... في الحقيقة أن أدونيس هو سليل أرث ثقافي ملحد قديم كان يصرح بمعاداة الإسلام من خلال شعره وكان بعضهم يقع بأيدي الخلفاء فيعملون على قتله وتصفيته بعد اتهامه بالزندقة كما حصل لـ’’ بشار بن برد ’’ الشاعر فقد كان يفضل إبليس المخلوق من النار على آدم المخلوق من الطين وهو القائل :

إبليس أفضل من أبيكم آدمٍ

فتنبَّهوا يا معشر الفجارِ

النار عُنصُرهُ وآدم طينةٌ

والطينُ لا يسمو سمو النارِ

... وكان أيضاً يدين بالرجعة أو عودة الإمام المختفي ويُكفّر جميع الأمة ويشيد بعبادة النار وأنها أفضل من الأرض والطين . [ تاريخ الأدب العربي ، العصر العباسي الأول ، ص 202 تأليف: شوقي ضيف . نقلته بتصرف يسير ] .

... وكان ’’ الرازي وابن الراوندي ’’ يجحدان النبوة و’’ المعري ’’ يرى بطلان القرآن وله مؤلف يعارض به القرآن ومن شعره يُكذّب القرآن :

تلوا باطلاً وجَلوا صارماً

وقالوا صدقنا، فقلنا : نعم

ويقصد بالباطل القرآن وأنه صدّق بعد أن شُهر الصارم - وهو السيف - وليس من باب الاقتناع ولذا يقول ’’ ابن عقيل الحنبلي ’’ في الأخيرين منهم : " عاشوا سنين وعُظمت قبورهم واشتريت تصانيفهم وهذا يدل على برود الدين في القلب " [ الآداب الشرعية ،ابن مفلح 1/255] .

... وقد كشف أدونيس عن متابعته وتأييده للرازي وابن الراوندي في جحد النبوات فقال : " لقد نقد الرازي النبوة والوحي وأبطلهما وكان في ذلك متقدماً جداً على نقد النصوص الدينية في أوروبا في القرن السابع عشر أن موقفه العقلي نفي للتدين الإيماني ودعوة إلى إلحاد يقيم الطبيعة والمحسوس مقام الغيب ويرى في تأملهما ودراستهما الشروط الأول للمعرفة وحلول الطبيعة محل الوحي جعل العالم مفتوحاً أمام العقل : فإذا كان للوحي بداية ونهاية فليس للطبيعة بداية ونهاية إنها إذن خارج الماضي والحاضر : إنها المستقبل أبداً .

... لقد مهد الرازي وابن الراوندي للتحرر من الانغلاقية الدينية ففي مجتمع تأسس على الدين باسم الدين كالمجتمع العربي لابد أن يبدأ النقد فيه بنقد الدين ذاته " [ الثابت والمتحول 2/214] .

... وعلى أي حال فكتب أدونيس وشعره تنضح بالانحرافات والوثنيات وبالإباحة الجنسية والسخرية بالإسلام والأخلاق والدعوة إلى تحكيم غير الشرع لأن الشريعة تضيق عليهم الخناق وتحد من نفوذهم وتقمعهم .

... والحق والحق أقول أن أدونيس أشد خطراً وأكبر جرماً من سلمان رشدي ومن مشركي العرب الذين يعظمون الله لكنهم يجعلون الآلهة واسطة بينهم وبين الله بسبب أنه تطاول على الذات الإلهية وجحد وجود الله الذي هو مقدس عند جميع الديانات السماوية .

... وفتنة أدونيس وغيره من الحداثيين هي المقصودة في قول الله تعالى : {...وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ...} [البقرة /191] أي أخراج الناس من الدين إلى الكفر تكون أشد من القتل لأن بقاء المسلم على دينه بعد الموت خير له من حياته على الكفر - هذا مضمون قول المفسرين - وليس المقصود بالفتنة هي الاقتتال والفوضى بين الناس كما يظنه بعض العوام .



موسى بن سليمان السليمان