عرابة بين الماضي والحاضر بقلم:أحمد عيسى عارف عريدي
تاريخ النشر : 2007-06-28
عرابة بين الماضي والحاضر

سبب التسمية

عَرَّابة بفتح أولها وتشديد ثانيها مع الفتح . حيث تضاربت الروايات والأقوال في سبب تسميتها بهذا الاسم ، فلعلها سميت كذلك لأنها تقوم على أطلال (عَرُّوبوت) التي ذُكرت في نقوش المصريين القدماء ،وقد تكون (عرّابة) من كلمة (عرَّبَ) السريانية بمعنى (غَربلَ) الحبَّ ونقّاه ، ويحتمل أن تكون من (غرّبَ) أي ذهب غرباً ، وقيل أنها سميت كذلك لوقوع البلدة على ربوة من الأرض فسميت (عَرَابية) أي على رابية ، ثم حرفت لتنطق (عَرَّابة) ، على أنّ الأصول الثلاثة لهذه اللفظة هي (العين والراء والباء)(عَرَبَ) ، وهناك (عرابة البطوف) في فلسطين 48 ، الواقعة في الجليل الأعلى .

موقعها الجغرافيّ

تقع عرابة القديمة على تلة (ربوة) مرتفعة تمتد من شرق إلى غرب ، ولكنها أخذت بالتوسع والامتداد العمرانيّ الأفقي لتشمل المنخفضين (الواديين) المحاذيين لتلك التلة ، حتى وصل امتدادها الآن إلى التلال المجاورة .ترتفع عرابة عن سطح البحر (340) متراً ، وإحداثيّ البلدة هو (32.24 شمالاً × 35.12شرقاً ) . تبعد عن بيت المقدس باتجاه الشمال نحو (100) كيلو مترٍ ، وتقع إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين (مركز المحافظة) وتبعد عنها نحو (12) كيلو متراً ، وعرّابة كانت وما زالت من كبريات البلدات في محافظة جنين سكاناً ومساحةً . يحدّها من الشرق (مركة)و(قباطية) ومن الغرب (النزلة الشرقية) وقرية (صيدا) ومن الجنوب قرية (فحمة) وبلدة (عجة) ومن الشمال قرية (كفيرت) ومن الشمال مائلاً للغرب بلدة (يعبد) .

عرابة زراعياً واقصادياً

تبلغ مساحة أراضي البلدة ( 39901 ) دونماً تتوزع بين الجبل والسهل ، وتمتاز بخصوبة التربة التي تتنوع بين التربة البيضاء ، والتربة الحمراء ، وأراضها خصبة ، والأمطار الموسمية يصل معدلها إلى (580)ملم في السنة تقريباً ، ولسهل عرابة الخصيب شهرة واسعة ، فهو ينتج الغلال الشتوية من الحبوب المختلفة كالقمح والشعير والعدس والبرسيم والذرة والسمسم ، كما ينتج المحاصيل الصيفية التي تعتمد على مياه الأمطار كالخضراوات على أنواعها ، مثل: البندورة والكوسا والبامية والفقوس والخيار والبصل والشمام والملفوف والفلفل والملوخية ...، ويمتد سهل عرابه من شرق إلى غرب ، أي من (قباطية) و(مثلث الشهداء) وحتى (برقين) شرقاً ويمتد نحو الغرب بمحاذاة (كفرقود) و(كفيرت) و(عرابه) حتى يصل إلى (يعبد) غرباً ، ويشارك أهل القرى والبلدات المذكورة في استملاك وزراعة جزء كبير من سهل عرابة ، ولتوفر المياه الجوفية ( الآبار الإرتوازي ) في منطقة قباطية وبرقين فإن السكان يزرعون محصولين في السنة الواحدة ، وخاصة في البيوت البلاستيكية (الدفيئات) التي أصبحت منظراً مألوفاً للغادي والرائح عبر سهل عرابة ، وهو يعدّ من السهول الداخلية الخصبة الناتج من ترسبات التربة (الطميّ) حيث يحاط بسلسلة من الجبال العالية ، ويفصله عن عرابة أرض جبلية وعرة .

أما ما ينتجه هذا السهل من غلال كالحبوب والخضراوات فيصدر إلى الأسواق الداخلية كجنين ونابلس وطولكرم ، وقليل منه يصدر إلى الأسواق الخارجية كالأردن .

أما المساحة العظمى من أراضي عرابة فهي جبلية وعرة ولكنها ذات تربة خصبة ، تغطيها أشجار الزيتون المباركة ، وأشجار اللوز والتين والعنب ، وتنتج أيضاً المحاصيل الشتوية كالفول والعدس والشعير والبرسيم ، ناهيك عن مئات الأنواع من النباتات والأعشاب البرية ، كشجر البلوط والصنوبر والسريس ..، وأعشاب كالزعتر والطّيّون والخافور والأقحوان وشقائق النعمان والعوينة والعجرم والشومر البري والخرفيش واللوف والعكّوب ...، ومنها ما هو طبيّ يستفيد منه الأهالي في معالجة بعض الأمراض .

أما شجرة الزيتون التي تمتد فوق تلالها وجبالها كبساط أخضر ، فهي مورد اقتصادي مهم للسكان ، وقد ازداد اهتمام الفلاحين بزراعة هذه الشجرة المباركة في الآونة الأخيرة لتغطي معظم أراضي البلدة ، فحسب إحصاءات عام 1941م كان في عرابة 337 دونماً مزروعة بأشجار الزيتون ولكن الرقم تضاعف الآن ليصبح بآلاف الدونمات ، حيث تنتج عرابه مئات الأطنان من زيت الزيتون سنوياً ، ويصدر الفائض منه إلى الأسواق الداخلية والخارجية كالأردن ودول الخليج

أما تربية الماشية فقد أخذت تتقلص شيئاً فشيئاً نتيجة عدم توفر مراعٍ كافية للرعي ، إثر استصلاح تلك الأراضي وزراعتها بأشجار الزيتون ، ونتيجة توجه السكان إلى مهنٍ أخرى ، وبعض الفلاحين اتجه نحو تربية الأبقار في مزارع خاصة لإنتاج اللحم والحليب ومشتقاته ، وآخرون أخذوا يهتمون بتربية الدجاج (اللاحم) لإنتاج اللحم و(الدجاج البيّاض) لإنتاج البيض ، ولدعم الإنتاج تمّ تأسيس ( جمعية مربي الثروة الحيوانية ) .

أما الحركة التجارية فقد تطورت في البلدة تطوراً ملحوظاً ، حيث انتشرت المحلات التجارية وتوزعت في أحيائها وشوارعها ، كالبقالات (بالمفرق والجملة ) ،ومحلات الملابس والأحذية،ومحلات مواد البناء ،ومحلات قطع غيار السيارات ،والصيدليات ،ومحطات بيع المحروقات ، ومكتبات القرطاسية ...


ولعرابة علاقات تجارية واسعة مع قرى وبلدات الجوار والمدن القريبة ، فهي تصدر ما يفيض عن حاجتها من منتجات زراعية وصناعية ، وتستورد ما تحتاجه من خلال حركة تجارية دائبة ، ليصبح التبادل التجاري مصدراً مهماً لدخل سكان البلدة .


أما الصناعة فقد تبلورت مظاهرها بشكل جليّ ، وخاصة بعد توفر الخدمات الرئيسة كالكهرباء والمياه وشبكات الطرق ، ففي عرابة مصنعان لتصنيع الأعلاف وهو يغطي حاجة مربي الأغنام والأبقار والدواجن في المنطقة وخارجها ، ومصنع للشيبس ، ومحلات الحدادة التي ينتج بعضها الآلات الزراعية كـ (الترلات ، والحمّالات ، والمحاريث الزراعية ، وتنكات المياه ) ، وتوجد محلات النجارة ، ومحلات الألمنيوم ، ومناشير الحجر والرخام (الشايش) ، ومحلات تصليح السيارات (الميكانيك وكهرباءالسيارات والتجليس والبناشر).كما يوجد في عرابة معاصر الزيتون الحديثة ذات التقنية العالية .

أما في مجال العمل في المؤسسات والدوائر المختلفة فهناك عددٌ كبير من أبناء عرابة يعملون موظفين في المؤسسات والدوائر الحكومية المختلفة كالتعليم والصحة والأمن والزراعة والبلديات والجامعات.. ، وفي المؤسسات الأهلية ، وكان لارتفاع نسبة التعليم الجامعي أثر بارز في ذلك ، وكثير من هؤلاء الجامعيين يعملون في المهجر في الأردن وسوريا ودول الخليج العربي وعلى امتداد الأرض ، وهم رافدٌ مهم في تطور الحركة الاقتصادية في عرابة .

عرابة التاريخ والآثار والحضارة

اكتسبت عرابه مكانة مرموقة بين بلدان فلسطين منذ عهدٍ قديم ، وفيها من المواقع التاريخية والأثرية ما لا يدع مجالاً للشك على قدم تاريخها ، وأصالتها ، واتساع شهرتها ، فقد كانت محطّ الأنظار ، ومعبر الأسفار ، ومسكن الأخيار، مرَّ بها الرّحّالة الشيخ (عبدالغني النابلسي) عام 1101هـ ، ومما قاله فيها أنه زار ضريح (( نبي الله عرابيل من أولاد يعقوب - عليه السلام- وهو في مزارٍ لطيف عليه قبّة عظيمة)) .

ولعل من أهم المعالم الأثرية التي تنطق بلسان الحق شهادةً على عمق جذورها :

1) المحفّر : وهو موقع أثري يقع إلى الشمال من البلدة محاذياً لسهل عرابة ، بالقرب من قرية (كفيرت) وقد وجدتْ فيه قطع أثرية نادرة.


2) دوثان : موقع أثري بالغ الأهمية يقع إلى الشرق منها في (حفيرة عرابة) ، وبالقرب منه (جُبُّ يوسُف) عليه السلام ؛وهو بئر عميق خَرِب ، وقد ورد ذكرُ الجبّ في القرآن الكريم في سورة (يوسف) ، حيث ألقي بيوسفَ فيه ، قال تعالى :( قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجبّ يلتقطه بعض السيّارة إن كنتم فاعلين (10)...وجاءت سيّارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه ،قال يا بشرى هذا غلام ، وأسرّوه بضاعةً ، والله عليم بما يعملون (19) ) سورة يوسف .

وَقفة مع الآيات : هذه الآيات تدلّ على أن هذا المكان كان محط أنظار الرعاة لخصب أراضيه وتوفر المياه الجوفية فيه (الآبار الأرتوازية) وتوفر مياه الأمطار ، فكان أخوة يوسف يرعون فيه أغنامهم ، كما أنه ممرٌ للقوافل التجارية بين بلاد الشام ومصر لسهولة أرضه وموقعه المتوسط بين البلدان.

3) الخِرْبة : وتقع إلى الغرب من البلدة ، وهي أرض مليئة بأشجار الزيتون المعمرة (الروماني) ،وفيها أحافير ومغارات وآبار خربة .

4) قصور آل عبدالهادي : وهي بيوت قديمة بنيت منذ مطلع القرن العشرين من الحجر المقطوع (الحجر النظيف) وهي ما زالت قائمة في معظمها حتى الآن ، وتجري فيها أعمال الترميم لتكون معْلماً تاريخياً وسياحياً في البلدة.

عرابة السكان

آباؤنا وأجدادنا كانوا هنا ، تجذروا في هذه الأرض كشجرة الزيتون ، وتشبثوا بأرضهم وعضوا عليها بالنواجذ ، ليقولوا للقادمين الجدد: (إنّ آدم عليه السلام عندما نزل من السماء وجدنا هنا).

ويمتد وجود العائلات في عرابة كامتداد الزمان ، رغم أن بعضها وفد إليها في حقبة متأخرة ، ومما تسعفنا الذاكرة الجماعية والروايات المتوارثة في ذكره أن أقدم العائلات التي سكنت عرابة هي عائلات ( الحِسّيتي والشرايعة وأبو عميرة ) ، ولكن العائلات اليوم في عرابة تعددت أنسابها ، نذكر منها (مع كل الاحترام للجميع ) : الشيباني والحاج أحمد والخالدي والمرداوي وعبيد وأبو جلبوش وعزالدين والعريدي وحردان والعارضة وحجّة والشلبي وعبدالعزيز وعسّاف ولحلوح والشاعر والتلالوة وأبو عبيد والعطاري أبو زهير وأبو صلاح والدقة والمغيّر عبدالخالق والشمالي و ....وتتوزع هذه العائلات جغرافيا على امتداد البلدة ، حيث تقسم البلدة إلى حارات وأحياء : الحارة الشرقية ومنها حيّ أم زيتون ، والحارة الوسطى ، والحارة التحتا ، والحارة الغربية ومنها حارة الجلدة وحيّ رأس الشمالي .

أما تعداد سكانها فقد بلغ عام 1922م حوالي 2196 نسمة ، ارتفع إلى 3810 نسمة عام 1945م، وبلغ عدد سكانها عام 1967م حوالي 4200 نسمة، تضاعف إلى 6100 نسمة عام 1987م ، ويزيد الآن عن 8000 نسمة وكلهم مسلمون . ولكنّ الظروف التي مرت بها البلدة عرابه خصوصاً وفلسطين عموماً منذ بدايات القرن العشرين كان لها الأثر الكبير في خروج الكثير من سكانها طوعاً للبحث عن العمل ولقمة العيش في كل بقاع الأرض ، أو كرهاً إلى بلدان الجوار كالأردن وسوريا ولبنان والعراق نتيجة الاحتلال العسكري الإسرائيلي لفلسطين منذ عام 1948م ، ويقدر أبناء عرابة في الخارج بأكثر من 20000 نسمة ، على أن المسافات لم تقطع جذورهم الممتدة في أعماق وطنهم، فهم يتطلعون بعين الأمل للعودة إلى أحضان الأرض الأم عرّابة الخير .

عرابة ومعالم حضارية ودينية واقصادية

الداخل إلى بلدة عرابة لا بدّ أن استوقفته الكثير من المعالم الحضارية فيها، ولمن لم يدخلها فسأطوف به في رحلة سريعة إلى تلك المعالم ومنها :

1- المساجد الخمسة : وهي تنتشر على امتداد البلدة من شرقها إلى غربها وهي :

أـ مسجد خالد بن الوليد : يقع في طرفها الشرقي بالقرب من حيّ أم زيتونة وقد تمّ بناؤه عام 2004م

ب - المسجد الشرقي (مسجد النبي عرابيل): يقع وسط ديار آل عبد الهادي وبناه المرحوم (حسين عبدالهادي) سنة 1235هـ ، وهو مسجد ذو بناء قديم (عقود) وله قبتان صغيرتان وتمّ بناء مئذنته الأسطوانية الشكل بداية السبعينات.

ج - مسجد أبو جوهر : يقع في وسط البلدة ، وهو مسجد قديم ، تم ترميمه وتوسعته بعد عام 1948م ، بنيت فيه مئذنة أسطوانية .

د- مسجد الشمالي : يقع وسط الحارة الغربية فوق ربوة مرتفعة وهو أقدم موقع لعرابة القديمة ، وللمسجدمئذنة ثمانية مضلّعة ، وكان هذا المسجد كتّاباً للصبيان يتعلمون فيه مبادئ القراءة وحفظ القرآن الكريم في بدايات القرن العشرين ، تمت توسعته على عدة مراحل .

هـ- مسجد حمزة بن عبدالمطلب : يقع في الطرف الغربي الشمالي من البلدة ، في حيّ رأس الشمالي ، وتمّ بناؤه عام 2001م .

2- البلدية : وهي المؤسسة التي تدير شؤون البلدة منذ عام 1963م ، حيث تقدم الخدمات للسكان ، وتسعى منذ ذلك الوقت ومن خلال المجالس البلدية المنتخبة- في معظمها- إلى تطوير شبكة المياه والكهرباء ، وشبكات الطرق الداخلية المعبدة ، وشقّ الطرق الزراعية ، وتنظيم مخططات البناء

3- المكتبة العامة : وهي تابعة لبلدية عرابة ، وتضمّ الآلاف من عناوين الكتب .




4- نادي شباب عرابة الرياضي : ويقع في الحارة الشرقية على الطريق الرئيس المؤدي إلى (كفرراعي) ، وقد تمّ تأسيس المبنى عام 2003م.




5- جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني : وقد تمّ تأسيسها عام 1963م ، ودمجت مع مركز صحي عرابة عام 2001م



وهي تقدم الخدمات الصحية كالرعاية الأولوية ، ورعاية الأمومة والطفولة ، وفيها مختبر للفحوصات الطبية



وعيادة طب الأسنان


وقسم للعلاج الطبيعي


وقسم الطوارئ




كما يوجد فيها روضة للأطفال ، وتمّ إنشاء مبنى جديد للجمعية عام 2001م .حيث تمّ دمجها مع عيادة المركز الصحي .

6- أربع معاصر للزيتون : ثلاثة منها معاصر حديثة ذات تقنية عالية ، وواحدة قديمة تعمل بالحجارة والمكابس وقد تمّ وقف العمل بها ، وعرابة كما أسلفنا تشتهر بزراعة أشجار الزيتون .

7- مصنعان لإنتاج وتصنيع الأعلاف : ويقومان بتصنيع أعلاف الأغنام والأبقار والدواجن ، ويغطي إنتاجهما حاجة المزارعين في عرابة والقرى والبلدات في محافظة جنين ، والمحافظات الأخرى .

8- ست مدارس : وتشمل المرحلة الأساسية والثانوية للبنين والبنات ، وسيأتي الحديث عنها لاحقاً .

9- رياض الأطفال : وهي مؤسسات أهلية تعنى بتربية الناشئة في مرحلتي البستان واتمهيدي ، وقد بلغ عددها أربع روضات هي : روضة المناهل وروضة براعم النور الإسلامية وروضة المعارف وروضة جمعية الهلال الأحمر .


10- عيادات طبية خاصة في مختلف التخصصات الطبية .

11- ثلاث مخابز : حيث تغطي حاجة البلدة من الخبز العربي (المشروح) والإفرنجي ، ولبعض القرى المجاورة .

12- مكتب تكسي عرابة

13- مكتب بريد: ويقدم الخدمات البريدية للسكان .

14- ثلاث صيدليات : وهي صيدلية الإسراء وصيدلية الإيمان وصيدلية عرابة .


15- متنزه بلدية عرابة : وقد تمّ إنشاؤه منذ سنوات ، ويقع في حيّ رأس الشمالي ، حيث زرعت فيه الأشجار الحرجية وأشجار الزينة ، وتم شق شارع معبد ليصل إليه .





16- مقهى إنترنت :




17- صالة أفراح ومتنزه وبركة سباح : ويعدو للسيد (عمر أبو السمن ) ويقع في مدخل عرابة من الجهة الشمالية الشرقية .


18- مقهى عباس : أو (قهوة عباس) وهو المقهى الوحيد في البلدة ، ويكاد يكون عنواناً للغادي والرائح في البلدة .

19- محطتي بيع المحروقات (الوقود)

عرابة ومسيرة التربية والتعليم

البدايات الأولى للتعليم (الكتاتيب ) :

كان البيت-وما زال- المدرسة الأولى للطفل الناشئ ، ولربما كان البيت مدرسته شبه الوحيدة أيام العهد العثماني ، فلم تكن هناك مدارس في عرابة يتلقى الصغار فيها تعليمهم ، ولأن الذين كانوا يقرأون ويكتبون ( يفكّون الخطّ) معدودين على أصابع اليد نشأ الصغار أميين ( وهل تلد الأمَةُ إلا عبيداً !؟) ، ولكنّ المساجد ودور العبادة في البلدة كانت الملاذ الوحيد الذي كان يلجأ إليه الصغار وليس كل الصغار ، فقد كان جلّ الصبيّان منذ نعومة أظفارهم يرافقون آباءهم في أعمالهم في الزراعة أو الرعي أو الحراثة أو النجارة أو .. ، ولمن أسعفه الحظّ منهم كان يتوجه إلى (المسجد الشمالي) ليتلقى بعض التعليم الذي كان محصوراً في مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة ، وهو ما يسمّى بـ (الكتاتيب) ، ففي صحن المسجد الشمالي وتحت رماناته كان الأطفال يتحلقون حول الشيخ المرحوم عبدالله السّليمان –رحمه الله- ليلقنهم شيئاً من الفقه ، أو حفظ قصار السور ، وبعض الأناشيد التعليمية ، وكانت (الخيزرانة)أو(مطاريق الرمان) أثناء ذلك تلوح فوق رؤوسهم ، والويلُ كلُّ الويل لمنْ تُحدثه نفسه بالهرب من (الكتّاب) إذ ستكون عاقبته (الفَلَقَة) ، أما رسوم الكتّاب فكانت (شلناً) كل شهر ، ومن لم يجد فعليه إحضار شيء من الدقيق أو الخبز أو البيض أو الحطب ... وكان في البلدة (كُتّاب) آخر للشيخ محمد الخالدي وهو والد الشيخ صادق الخالدي –رحمهما الله تعالى- وقد كان كُتّابهما وسط البلدة بالقرب من جامع أبو جوهر .

المدرسة الابتدائية الأولى

بدأ التعليم الابتدائي الحكومي في عرابه في أوائل عهد الانتداب البريطاني لفلسطين ، فقد كان في مبنىً مستأجر هو دار (رؤوف عبدالهادي) وكانت الدراسة فيها أولية لا تتجاوز أربعة أعوام دراسية ، حيث كان يُعنى بتدريس مبادئ القراءة والكتابة ، ومبادئ الحساب ، والتاريخ ودروس الطبيعة (العلوم) ، وكانت مدرسة عرابة الابتدائية للبنين أو (المدرسة الأميرية للبنين ) التي تأسست سنة 1927م أول مدرسة تأسست في عرابة منذ تاريخها .

وكان مبنى المدرسة يضيق بأعداد الأطفال المتزايد، فكان لا بدّ من استئجار المزيد من الغرف الصفية (العقود الطينية القديمة)موزعة حيثما توفّر ذلك في أنحاء البلدة ، أما الأثاث الصفيّ للطلاب فكان مقاعد(طاولات) خشبية يُحشر فيها ثلاثة طلاب وربما أكثر ،وفي كل مقعد خرقان صغيران لتثبيت زجاجتي الحبر فيهما .والتعليم آنذاك كان مجانياً لكنه لم يكن إلزامياً ، ولذا فقد تسرب الكثير من الصغار أو لم يذهب مطلقاً إلى المدرسة إمّا لجهل وقلة وعي الأهالي أو لحاجة الأسرة الفقيرة التي كان يعمل الجميع فيها من كبير وصغير وذكر وأنثى لتأمين لقمة العيش الصعبة ، مما أدّى إلى حرمان بعضهم حقّ التعلم .

واستمر تصاعد المراحل التعليمية سنة بعد سنة حتى وصلتْ إلى الصف السابع الابتدائي في الأربعينات من القرن العشرين ، أمّا التعليم الثانوي فلم يكن متاحاً إلا في المدن ، وكان القليل من أبناء عرابة يتابعون دراستهم الثانوية هناك ،حيث يُروى أن ستة طلبة فقط من أبناء عرابة أكملوا دراستهم الثانوية في مدرسة جنين الثانوية وذلك عام 1948م ، حيث اجتاز الطلبة الستة هذه المرحلة وتقدموا إلى امتحان (شهادة الاجتياز إلى التعليم العالي الفلسطيني) المسماة (مترك فلسطين) .أي أن التعليم في عهد الانتداب البريطاني كان في مرحلتين :أولاهما : المرحلة الابتدائية من سبع سنوات تبدأ بالأول الابتدائي وتنتهي بالسابع الابتدائي وكانت هذه المرحلة متوفرة في عرابة ، وثانيهما: المرحلة الثانوية من أربع سنوات ،وهذه المرحلة لم تكن متاحة إلا في مدينة جنين .

وكان على الطالب المجدّ الذي يسعى إلى إكمال دراسته الثانوية في جنين أن يتكبدَ عناء السفر اليوميّ إمّا سيراً على الأقدام وإمّا بما يتوفر من دابّة أو سيارة على شحّها بمصاريف باهظة لم تكم بمقدور الكثير من الأهالي .

أمّا تعليم البنات فقد كان الاهتمام به ضعيفاً ، وقد تأخر ذهابهن إلى المدرسة ، ولعل العادات والتقاليد ببقاء البنت في بيتها من جهة والفقر الطاغي وضعف الإمكانيات من جهة أخرى جعلا تعليم البنات من الأولويات المتأخرة ، ولكنه في عام 1943م تمّ افتتاح أول مدرسة للبنات في مبنىً مستأجر ، وللصف الأول والثاني الابتدائيين فقط .

المدرسة الثانوية بعد النكبة

وبعد النكبة التي عصفت بالشعب الفلسطيني ، أيقن الناس أنّ سلاح العلم أصبح مطلباً أكثر إلحاحاً ، فتوجّه الناس للحكومة الأردنية آنذاك بطلبات متكررة لإنشاء مدرسة ثانوية في البلدة ، وبعد جهدٍ متواصل وتعاونٍ فاعل بين الأهالي في جمع التبرعات لبناء غرف إضافية ، تمّ الارتقاء بمراحل التعليم حتى اكتملت فيها مراحل التعليم الثانوي .وبعد عام 1967م ازداد الوعي لدى الجميع بضرورة تعليم أبنائهم مهما كلف ذلك من ثمن ، حيث لم يقف الحدّ عند نهاية المرحلة الثانوية ، بل أصبحنا نرى أبناء عرابة يلتحقون بالكليات داخل الوطن وخارجه ، وأصبح كثير منهم من حملة الشهادات الجامعية العليا ، فمنذ مطلع السبعينيات والتعليم الجامعي أصبح الهدف الأسمى .

المدارس في عرابة

ومع توالي السنون وازدياد عدد سكان عرابه كان لا بدّ من توسعة المدارس المقامة ، وبناء غرف صفية جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة ، وخاصة بعد أن أصبح التعليم مجانياً وإلزامياً لعشر سنوات هي مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول وحتى العاشر الأساسي . والآن ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين نجد في عرابة ست مدارس : خمس منها حكومية وواحدة تابعة لوكالة الغوث ، وهي على النحو التالي :

1- مدرسة عرابة الأساسية للبنين : وهي اللبنة الأولى في مراحل الصرح التعليمي الشامخ في عرابة ، وتضم بين جنباتها الآن ( 3/3/2005م) المراحل الأساسية الدنيا من الصف الثالث الأساسي وحتى الثامن الأساسي ، وعدد الشعب الصفية فيها ( 19) شعبة ، وعدد طلابها ( 782) طالباً ، وفيها (28) معلماً ومدير وسكرتير ونصف مركز مرشد تربوي وآذنان اثنان.

2- مدرسة الشهيد أبو جهاد الثانوية للبنين (مدرسة عرابة الثانوية للبنين)سابقاً : وهي امتداد للمدرسة الأساسية من حيث المراحل التعليمية رغم أنها أسستْ منذ عام 1927م ، وسأتحدث عنها مطولاً في الباب التالي.

3- مدرسة أم عمارة الأساسية للبنات : تأسست سنة 1976م ، وتضم الآن المراحل التعليمية : من الصف الأول الأساسي وحتى الصف التاسع الأساسي ، وعدد الشعب فيها ( 11 ) شعبةً ، وعدد الطالبات ( 340) طالبةً ، وعدد المعلمات ( 16 )معلمة ومديرة وسكرتيرة ونصف مركز مرشدة تربوية وآذنة .

4- مدرسة الشهيد أبو علي مصطفى الأساسية المختلطة : وقد تمّ تأسيسها سنة 2003م ، بإشراف المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار) وبتمويل من المملكة العربية السعودية ، وهي ضم المراحل التعليمية : من الصف الأول وحتى الثاني لكلا الجنسين ، ومن الثالث الأساسي وحتى التاسع الأساسي للبنات ، وعدد الشعب فيها ( 14 ) شعبةً ، وعدد طلابها وطالباتها ( 534 ) ، وعدد المعلمات فيها ( 24 ) معلمةً ، ومديرة وسكرتيرة ونصف مركز مرشدة تربوية وآذنة .

5- مدرسة عرابة الثانوية للبنات : وهي امتداد لمدرستي أم عمارة والشهيد أبو علي مصطفى من حيث المراحل التعليمية ، رغم أنها تأسست سنة 1964 م ، وتضم المراحل التعليمية : من الصف العاشر الأساسي وحتى الثاني الثانوي الأدبي والعلمي ، وعدد الشعب فيه ( 9 ) شعبةً ، وعدد الطالبات ( 278 ) طالبةً ، وعدد المعلمات ( 13 ) معلمة ، ومديرة وسكرتيرة ونصف مركز مرشدة تربوية ونصف مركز مكتبات وآذنة .

6- مدرسة بنات عرابة الأساسية التابعة لوكالة الغوث : وقد تمّ تأسيسها سنة 1990م ، وتضم المراحل التعليمية من الأول الأساسي وحتى التاسع الأساسي ، وعدد الطالبات فيها (464)طالبة ، وفيها (24) معلمة بما فيهن مديرة المدرسة ، وآذنتان ، وحارس ليلي .

مدرسة الشهيد أبو جهاد الثانوية للبنين

مدرسة عرابة الثانوية للبنين سابقاً

بدأ التعليم الثانوي في عرابة بعد عام 1948م ، وعاماً بعد عام اكتملت مراحل التعليم الثانوية ، وأصبحت هذه المدرسة تضم المرحلة الأساسية العليا : من الصف السابع الأساسي وحتى الصف العاشر الأساسي ، والمرحلة الثانوية : الأول الثانوي الأدبي والثاني الثانوي الأدبي ، أما الفرع العلمي فلم يكن متاحاً حتى أواخر السبعينيات ، إذ كان على الطالب الذي يرغب بمتابعة دراسته في الفرع العلمي قبل ذلك الوقت الذهاب إلى إحدى مدارس جنين ، ولتخفيف عبء السفر وتزايد أعداد الطلبة ورغبة الأهالي في تطوير المدرسة تمّ افتتاح الفرع العلمي في المدرسة ، وفي العام الدراسي 2001/2002م تمّ افتتاح فرع مهني (الفرع التجاري) ، فأصبحت المدرسة تضم الآن الفرع العلمي والأدبي والتجاري .أما الشُعب الصفية فابتدأت بشعبة واحدة لكل صف دراسي ، ولكنه ومع التزايد المضطرد في أعداد الطلاب تمّ تشعيب الصف الواحد إلى شعبتين ، حتى وصل الآن إلى ثلاث شعب للصف الواحد.

ومع بداية السنة الدراسية 2004/2005م تمّت عملية التبادل بين المدارس ، لتستقر الآن في المبنى الجديد المقام في (حديقة المدرسة) ، فأصبحت تضم الآن المراحل التعليمية من الصف التاسع الأساسي وحتى الثاني الثانوي ، ويبلغ عدد طلابها في العام الدراسي 2004-2005م (447) طالباً ، وفيه (15)شعبة صفية ، وعدد المعلمين فيها (23)معلماً، بالإضافة إلى المدير والسكرتير والمرشد التربوي وآذنان اثنان.

وتستقبل المدرسة في المرحلة الثانوية طلبة القرى والتجمعات السكنية القريبة من عرابة ، كفحمة ، وفحمة الجديدة ، ومركة ،وبير الباشا ، والمنصورة ..

أمّا المرافق التي تشتمل عليها مدرسة الشهيد أبو جهاد الثانوية للبنين ، فأولها مختبر الحاسوب : حيث يضم الآن (23)جهازاً ، منها (15) جهاز حاسوب P4 (8) جهاز حاسوب P1، و يشرف عليه معلم الحاسوب : محمد عبدالله نصار .وكان لمجلس الآباء ومديرية التربية والتعليم/قباطية دور بارز في تطويره وإمداده بأجهزة حديثة .

أما مكتبة المدرسة فقد نشأت مع نشأة المدرسة ، وهي رافد من روافد التعلم والتعليم من خلال زيارات الطلاب لها ، وإمكانية استعارة الكتب منها،حيث تمّ إغناؤها بأمهات الكتب والمراجع والدوريات ، وهي تضم الآن أكثر من (5000) كتاب ، ويشرف عليه معلم اللغة العربية هشام محمدعطا .

كما يوجد مختبر علمي للفيزياء والكيمياء ، وهو يشتمل على العديد من الأجهزة والأدوات المخبرية الضرورية لإجراء التجارب العلمية ، كما يشتمل على جهاز تلفاز وفيديو وجهاز حاسوب ، ويشرف عليه معلم الفيزياء عبدالفتاح صبري شمالي.

ومن المرافق - أيضاً- غرفة النشاط الرياضي ،إذ تحوي الأدوات الرياضية المختلفة الخاصة بالكرة الطائرة وكرة السلة وكرة القدم وألعاب القوى والملابس الرياضية والحصان الخشبي وطاولتين للتنس ، هذا وتحصد المدرسة مراكز متقدمة وكــؤوساً على مستوى المديرية في مختلف الأنشطة الرياضية ، ويشرف على هذا النشاط معلم الرياضة سليمان حسن العبسي .

والكادر الإداري والتعليمي في المدرسة للعام الدراسي 2004-2005م على النحو التالي :

ومن هذا الصرح العلمي الشامخ تخرّج الآلاف من الطلبة الذين أكمل الكثير منهم تحصيلهم العلمي في المعاهد والجامعات ، وأصبحوا رسلاً لمدرستهم وبلدهم ووطنهم ، منهم من بقي في أرض الغربة يشق دروب العلم والمعرفة والعمل وبين عينيه أمل العودة ، ومنهم من عاد ليردَّ للأرض بعض جميلها، والكثير من العاملين في المدرسة من معلمين وإداريين كانوا في يوم من الأيام طلاباً من طلبتها ، فعادوا إليها ليكملوا تبليغ رسالة العلم وتأدية الأمانة في بناء الأجيال وصناعة الرجال ، وللذين عملوا فيها على مرّ السنين كلّ التحية والإكبار والتقدير، وللذين غيبتهم يدّ المنون دعوات منا لهم بالرحمة والمغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض ، وللذين مدّوا يد العون لهذه المدرسة من أجل تطويرها وتحسين مرافقها كلّ التحية والاحترام .

ومني أنا ( أحمد عيسى عارف عريدي ) سكرتير مدرسة الشهيد أبو جهاد الثانوية كل التحية والتقدير والاحترام لمعلميّ الأفاضل الذين ما زالوا يسكنون الفؤاد والذاكرة .

إعداد : سكرتير مدرسة الشهيد أبو جهاد الثانوية للبنين

أحمد عيسى عارف عريدي

من مواليد عرابة 20/8/1967م

بكالوريوس : لغة عربية/جامعة اليرموك

المراجع : 1- كتاب عرابة الأول / الدكتور فائز فارس محمد الحمد (رحمه الله )(وهو ابن عرابة)

2- بلادنا فلسطين / مصطفى مراد الدباغ

3-بيانات من المؤسسات المعنية في عرابة

قسم كتب ودراسات