(2) الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة دراسة ادبية بقلم الصحفى : ابراهيم خليل ابراهيم
تاريخ النشر : 2007-06-22
(2) الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة دراسة ادبية بقلم الصحفى : ابراهيم خليل ابراهيم


مازلنا مع صفحات كتاب ( الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة ) :

القضية الفلسطينية شكلت هما من الهموم القومية التى اثارت قريحة شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) فهاهو يقول :

غنيت للقدس الحبيبة اعذب الالحان

وانساب فوق ربوعها شعرى

يطوف على المأذن ..

والكنائس .. والجنان

القدس ترسم وجه ( طه )

والكلائك حوله

والكون يتلو سورة ( الرحمن )

القدس فى الافق البعيد

تطل احيانا وفى احشائها

طيف المسيح .. وحوله الرهبان

القدس تبدو فى ثياب الحزن

قنديلا بلا ضوء ...

بلا نبض ... بلا الوان ..

تبكى كثيرا

كلما حانت صلاة الفجر

وانطفأت عيون الصبح

وانطلق المؤذن بالاذان

وفى قصيدة بعنوان ( لن اسلم رايتى ) يقول :

قل ماردت عن البطولة والفدا

واكتب جميل الشعر والابيات

لاشىء اغلى من دماء مقاتل

بالدم يكتب اروع الصفحات

والان نرسم بالدماء طريقنا

هل بعد عطر الدم من كلمات ؟

الان اسمع صوت كل شهيدة

قد زينت بدمائها راياتى

الان ارقب وجه كل صغيرة

رفعت جبين القدس فى الساحات

ويقول ايضا شاعرنا الكبير :

انا صامد فى الارض بين ترابها

وسط النخيل .. وفى شذا الزهرات

عند الخليل وخلف غزة كلما

لاحت وفى يدها الصباح الاتى

وفى ختام القصيدة يؤكد التحدى والصمود :

انا الصمود .. انا الشموخ .. انا الردى

انا لن اسلم رايتى .. لغزاة

وفى الذكرى الخمسين لاغتصاب فلسطين الحبيبة قال شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) فى قصيدة جاء عنوانها فى صورة تساؤل ( ماذا تبقى من بلاد الانبياء ) ؟ ونقطف منها :

ماذا تبقى من بلاد الانبياء ..

لاشىء غير النجمة السوداء ؟

ترتع فى السماء

لاشىء غير مواكب القتلى

وانات النساء

ثم يقول :

ماذا تبقى من بلاد الانبياء ؟

خمسون عاما

والحناجر تملا الدنيا ضجيجا

ثم تبتلع الهواء ...

خمسون عاما

والفوارس تحت اقدام الخيول

تئن فى كمد .. وتصرخ فى استياء

وعندما قام ( ارييل شارون ) زعيم المعارضة الاسرائيلى بزيارته المستفزة والغير مسئولة الى المسجد الاقصى فى الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 2000 ثار الشعب الفلسطينى وانطلقت شرارة الانتفاضة .. وفى الثلاثين من شهر سبتمبر خرج الصبى ( محمد ) البالغ من العمر 12 عاما مع والده ( جمال الدرة ) لشراء بعض الاحتياجات فاذا بجنود الاحتلال الاسرائيلى يطلقون النار عليهما فاسرع ( جنال الدرة ) بابنه نحو برميل فارغ بجانب جدار ليحميهما من وابل الطلقات النارية الاسرائيلية ولكن اصيب ( جمال الدرة ) واستشهد الصبى الصغير ( محمد ) وهنا كتب شاعرنا ( رسالة الى شارون ) نقطف منها :

كيف اجترات على ارض مطهرة

اسرى بها خير خلق الله والامم

هذا التراب الذى لوثت جبهته

مازال يصرخ بين الناس فى الم

ثم يقول :

محمد ياشهيد القدس يااملا

مازال يحلو كوجه الصبح فى الظلم

يادرة العمر يااغلى مباهجه

ادميتنا بالاسى والحزن والسقم

فى وجهك الان تصحو كل مئذنة

ضاقت بها الارض بين الياس والحلم

فى قبرك الان بركان يحاصرنا

ويشتكى عجزنا المسكون بالنقم

ياصيحة من ضمير الحق اسكتها

صوت الضلال وكهان بلا ذمم

فى عينيك الان مصباح واغنية

لكل طفل برىء الوجه مبتسم

فكل نقطة دم انبتت حجرا

قد يكسر القيد او يهوى على صنم

فاهدا صغيرى فان القدس عائدة

مهما تمادى جنون الموت والعدم

ان خاننى الشعر فى حزنى فلى امل

ان يهدر الشعر كالبركان من قلمى

والقدس العتيقة وزهرة المدائن هى فى القلب ولن ننساها ابدا .. وهنا يقول شاعرنا المبدع ( فاروق جويدة ) فى قصيدة بعنوان ( لانك عشت فى دمنا ) :

ولن ننساك ياقدس

ستجمعنا صلاة الفجر فى صدرك

وقرأن تبسم فى سنا ثغرك

وقد ننسى امانينا

وقد ننسى .. محبينا

وقد ننسى طلوع الشمس فى غدنا

وقد ننسى غروب الحلم من يدنا

ولن ننسى ماذننا ..

ستجمعنا .. دماء قد سكبناها

واحلام حلمناها ..

وامجاد كتبناها

وايام اضعناها

ويجمعنا .. ويجمعنا .. ويجمعنا

ولن ننساك .. لن ننساك ياقدس

ونرى حملنا مع حلم شاعرنا الكبير ( فاروق جويدة ) عندما يقول:

مازلت احلم

ان ارى فى القدس يوما

صوت قداس يعانق ليلة الاسراء

ويطل وجه الله بين ربوعنا

وتعود ارض الانبياء .

____________________________________

_ من كتاب : الحب والوطن فى شعر فاروق جويدة .

_ للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم .