الجالية الفلسطينية ( الشعب) في برلين .. إلى أين؟
تاريخ النشر : 2007-06-09
تحقيق حول المطلوب واللازم، المشاكل والحلول .. الحاضر والقادم

تحقيق عبير حميد مناجد

عن وضع الجالية اليوم وحقيقة الصراع بين الأشخاص والأجيال، وتوقف مشاريع الوحدة الحقيقية، وأهم الخطوات التي يجب القيام بها لتحقيق هذا الهدف، وكيفية الاستفادة من الدعم الألماني حكومة وشعبا، وأسئلة أخرى كثيرة تشغل بال الجاليات العربية الأخرى وتقلقها، أجرت "الدليل" هذا التحقيق مع قياديين وناشطين في الجالية الفلسطينية، وقد بدأت مع الدكتور أحمد محيسن رئيس جمعية الجالية الفلسطينية حاليا ، إلا أنه طلب أن لا ننشر المقابلة التي أجريناها معه في سياق التحقيق التالي، ونحن إذ نتفهم طلبه نعتذر للأخوة القراء عن إغفال آراءه رغم أهميتها

السيد/ ابو بلال الطيراوي:

ـ الصراعات السياسية داخل الجالية الفلسطينية خلقت نوعا من( اللامبالاة) لأن هناك أشخاصا مصرين على "تسيس" الجالية

ـ جالية لأكبر عدد من الفلسطينيين يجب أن تكون منارة ومرجعا لكل الفلسطينيين بينما في السنتين الأخيرتين لم تعد هناك جالية

ـ الخطوة الأولى في صرح جالية فلسطينية جديدة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وورش للعمل.

ـ رغم أننا معنيين (بالاندماج) أكثر من غيرنا لكننا لسنا موجودين ونحن متلقيين فقط ولسنا فاعلين ونعيش على هامش المجتمع الألماني

ـ الألمان يريدون منا أن نصل إلى نتيجة ولكن نحن مقصرين.

الدكتور علي معروف:

ـ دخلنا إلى هذه التنظيمات لكي تكون في خدمة القضية الفلسطينية لا أن تكون القضية الفلسطينية في خدمة التنظيم.

ـ كنا على وشك الانتهاء من وضع (دستور وبرلمان عربي) يشمل ويوحد كل الجاليات العربية لولا الخلاف بين الجالية الفلسطينية.

ـ أؤكد أن عدم وحدة الجالية الفلسطينية بوضعها الحالي هو احد العوائق في توحيد الجالية العربية.

ـ إذ لم نأخذ بالحسبان الجيل الذي ولد وتربى في ألمانيا أقولها بمرارة سنخسر جيل وسنخسر قضية.

ـ الألمان يطلبون منا أن نكون ضمن إطار جالية موحدة لكي يستطيعوا الكلام والتفاهم معنا.

السيد/ نبيل رشيد:

ـ اُتهمت بعرقلة وحدة الجالية العربية وأقول أنني قومي وهدفي الرئيس هو الوحدة العربية ولا يمكن ان أقف يوما في وجه جالية عربية موحدة على أسس صحيحة.

ـ الجيل الجديد له طموحات "أخرى" تتعدى طموحات القضية الفلسطينية والقضية العربية.

ـ الكل يريد أن يكون رئيسا للجالية والكل يريد أن يقود العمل وأظن أن هذا هو سبب الفرقة والخلاف.

ـ لا نريد رئيسا للجالية يقف مع وزير أو يلتقط صورا مع سفير أو يجتر أمام الميكروفون خطابات بالية.

ـ لم يفتنا القطار بعد ونستطيع بالعمل الجاد أن ننشئ جالية فلسطينية وعربية نفخر بها في برلين.

السيد/ نادر خليل

ـ بدأ انقسام الجالية منذ بدايتها عام 95 لأنها بنيت على تنظيمات فلسطينية مختلفة يغلب عليها "الوضع السياسي" في الوطن

ـ الجالية الفلسطينية لم تقم على أساس أبناءها بل على أساس التقسيمات التنظيمية

ـ الانقسامات والخلافات التي مرت بها الجالية جعلتها تخسر ثقة أبناءها بها

ـ يجب على" الجيل القديم"لحفظ مكانته وذكره الطيبة أن يعلم متى يذهب ويسلم الراية "للجيل الجديد"

ـ وظيفة الجالية الأساسية تحسين أوضاع أبنائها وتمثيلهم داخل ألمانيا

ـ يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ونحذر من التوجه اليساري للجالية الفلسطينية أكثر من أي توجه آخر بل يتوجهون به نحو المجتمع الألماني لليسار أيضا ويهملون قلبه

ما رأيك بأحوال الجالية الفلسطينية اليوم في ألمانيا عامة وفي برلين على وجه الخصوص؟

يقول السيد/ أبو بلال الطيراوي: وضع الجالية الفلسطينية لا يرضى عنه صديقا ولا عدوا، والحقيقة وضعنا مؤلم وغير مرضي، وبالتالي هذه مشكلة يتحمل مسؤوليتها العديد من الأفراد وفي برلين. وضعنا مؤلم وغير حسن، هذا مرده إلى العديد من القضايا والأفراد. فمفهوم الجالية الفلسطينية اليوم ومفهوم العمل داخلها والعمل النقابي بكل أسف جعل من الجالية الفلسطينية كمؤسسة ـ وأنا أتكلم عنها هنا كمؤسسة وليس أشخاص الجالية أنفسهم ـ جعل الناس تبتعد عن الجالية ولا يقتربون منها لذلك هذه التجربة غير مرضية.

أنا من مؤسسي الجالية الفلسطينية عام 1996، أنا الذي أسست هذه الجالية، أنا من بادرت بإيجاد هذه المؤسسة عام بعد أن تراجعت المؤسسات الفلسطينية كاتحاد الطلاب واتحاد العمال واتحاد المرأة الفلسطينية واتحاد الأطباء، تراجعت عندنا هذه الاتحادات قبل عام 1996 وقبل العام 1993 وقبل أتفاق أوسلو وبعد الاتفاق تحلحلت هذه المؤسسات فكان لابد من أيجاد إطار يجمع الفلسطينيين من الطبيب إلى العامل للبقاء والمحافظة على هذا العدد من الفلسطينيين الموجودين. الصراعات السياسية داخل الجالية الفلسطينية خلقت نوعا من اللامبالاة، هناك أشخاصا مصرين على تسيس الجالية وأنا من الذين رفضوا ذلك وتسيسها بمعنى انسياقها وراء تنظيم معين رغم أن فيها تنظيمات عديدة فيها "فتح"و"الجبهة الشعبية" و"الجبهة الديموقراطية" وغيرها من التنظيمات. مفهومي للعمل النقابي أن تعمل الجالية الفلسطينية في خدمة الفلسطينيين في هذا البلد (ألمانيا) بغض النظر عن الانتماء السياسي، وبالتالي أقول أن المسؤولية يتحملها الجميع دون تسمية أطراف محددة وخاصة خلال فترة السنتين الماضيتين، ابتعد الناس عن الجالية الفلسطينية لم تعد هناك جالية فلسطينية.

ويقول الدكتور على معروف: لا طبعاً لا يرضي أحدا، جزء من المجلس الإداري في الجالية الفلسطينية في برلين جمد عمله ونشاطه لعدم رضاه عن البرنامج المطروح وعدم رضاه عن قيادة الهيئة الإدارية في الجالية الفلسطينية، كما أنهم يطرحون أنهم لم يأخذوا دورهم. والطرف الآخر يقول أنهم استثنوا من العمل في قيادة الجالية الفلسطينية، وهذا أحد أوجه الخلاف التي نسمعها طبعا، ولكن في الحقيقة الرد الآخر أن هناك محاولات لأعادتهم إلى عملهم في الصف الفلسطيني والجالية الفلسطينية، وأنا كنت مشارك في ذلك وكانت آخر محاولة من وقت قريب ونسعى جاهدين أن نعيد الأخوة الذين جمدوا عملهم إلى أطار المجلس الإداري، ولكن أقول يجب أن يعطى دورا لكل الأخوة في الجالية الفلسطينية، وهناك الكثير من الذين يرددون أن الجالية الفلسطينية يحركها عدد من الأشخاص، والصحيح أنه يجب أن نشارك حتى نرتب كل أمورنا من الداخل، ومن يريد أن ينتقد يجب أن يكون من داخل الجالية الفلسطينية.

يضيف السيد/ نبيل رشيد: أحوال الجالية الفلسطينية في ألمانيا وفي برلين ـ وكأكبر تجمع فلسطيني خارج جميع الأراضي العربية هو التجمع الفلسطيني ـ برأيي أن أحوالنا مثل جميع أحوال الجاليات الفلسطينية الموجودة في أوروبا، وبحالة ما يتعلق بالوطن حالتنا تختلف بعض الشيء عن الجاليات الأخرى لأننا موجودين في ألمانيا البلد المشهور تاريخيا بعدائه لليهود، لذلك لا شك أن هناك بعض الضغوطات وبعض الصعوبات بالنسبة لنا، ولكن أحوالنا من الطبيعي أن نلاقي صعوبة في توضيح القضية الفلسطينية لأننا كما يقولون نحارب الذين نجوا من مجازو (الهولوكست) وهذا بالطبع يلعب في ألمانيا دورا كبيرا في تفهم القضية الفلسطينية "يخافون" خاصة مع حركة السلام الألمانية دائما الاتهام بالعداء للسامية مع العلم أننا عندما نتظاهر في الشوارع كما تظاهرنا في الصيف الماضي نقوم بشرح القضية الفلسطينية نحن لا نعني (اليهود ) بحد ذاتهم كديانة بل نعني (الصهيونية) أو الكيان الصهيوني الموجود على أرضنا لا نتظاهر ضد اليهودي بحد ذاته بل نتظاهر ضد الجندي الذي يقتل أطفالنا ويدمر بيوتنا في فلسطين.

سياسيا نحن لسنا مختلفين من حيث الوضع العام، نحن ربما نختلف في كيفية تحرير الأرض وتحرير المواطن الفلسطيني ولكن لا نختلف في "فلسطين" لذلك نحن كفلسطينيين متفقين دائما، نحن نختلف في الشأن الاجتماعي الفلسطيني وهذا بكل صراحة شيء ـ مع كل الأسف ـ جعل من وضع الجالية الفلسطينية وأبناءها الموجودين في برلين ليس بالوضع الذي نطمح إليه وليس هو المطلوب، وهناك في الحقيقة جيلين أو ثلاثة مولودين على ارض ألمانيا وطموحاتنا واتجاهاتنا كجيل أول موجود في برلين هي امتداد لطموحات الوطن وجذورنا الموجودة في الوطن، وأنا لا أنكر أن جذور الجيل الثاني والثالث موجودة أيضا في الوطن ولكن طموحاتهم الاجتماعية تختلف عن طموحاتنا، وهذا ما علينا كأبناء جالية فلسطينية موجودة على ارض برلين أن نهتم به، ولأوضح كلامي أكثر، أي إن مقياسنا هو القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى والقضية العربية بالدرجة الثانية مثل الحرب على فلسطين والحرب على العراق، وهذا مقياسنا دائما لقبول الأجيال التالية وهناك حالات اجتماعية تخصهم، هم مواطنون في هذا البلد ليس مثلنا نحن جئنا كأجانب، وأطفالنا ولدوا هنا، هم يقارنون دائما بينهم وبين المجتمع الألماني، بينما نحن نقارن وضعنا وحياتنا عما كانت عليه في الوطن، لذلك تختلف مطالبهم عن مطالبهم.

سياسيا نحن متحدين بالنسبة للقضية الفلسطينية، ونحن الفلسطينيين عندنا دائما طرقا ديمقراطية للتفاهم، اجتماعيا.. علينا أن نناقش مشاكلنا الاجتماعية بكل صراحة وبدون تفرد بالرأي وان ندخل الجيل الجديد معنا في المناقشة وان يكون له الدور الأكبر في المناقشة وتسلم بعض المسؤوليات لأنه وبكل بساطة الحياة المستقبلية هي حياة أطفالنا في الجالية الفلسطينية الذين ولدوا هنا وعاشوا حياتهم كلها هنا.

ويعلق السيد/ نادر خليل بالقول : إذا كنت تقصدين الجالية كمؤسسة، فالجالية الفلسطينية مرت بمراحل كثيرة والمراحل هذه كانت منذ العام 1995 بداية تأسيس الجالية كان هناك انقسام داخل الجالية الفلسطينية ، وإذا نظرنا ما هي وظيفة الجالية فوظيفتها تحسين الأحوال الاجتماعية والمعيشية لأبنائها في المهجر، ولكن للأسف دائما يغلب على عمل الجالية الفلسطينية الطابع"السياسي" التابع لوطننا، وهذا ليس بالضرورة أمرا سلبيا لكن لا يجب أن يطغى على وظيفتها الأساسية وهي تحسين أوضاع أبناءها وتمثيلهم داخل ألمانيا.

أهم شيء أن تعيد الثقة لأبناء الجالية بتمثيلها لهم، والجالية على مدى المراحل التي مرت بها خسرت وللأسف ثقة الناس حيث كانت هناك خلافات كثيرة وانقسامات كثيرة، فليس هناك من ثقة لدى أبناءها بها وأسباب هذا الانقسام أسباب تنظيمية لأن الجالية الفلسطينية لم تقم على أساس أبناء الجالية ( الشعب) بل على أساس التقسيمات التنظيمية داخل الفلسطينيين، وهذه التقسيمات التنظيمية هي التي أوصلتنا إلى توزيع الحصص بين ممثلي هذه الجالية تنظيميا وتقسيم الحصص، هذا أدى إلى أن تكون هناك تشكيلة تنظيمية أكثر مما هي تشكيلة جالية فلسطينية تمثل أبناء الجالية وتعمل على "مصلحتهم" في هذا البلد وتعمل على إصلاح وضعهم الاجتماعي ، وتمثيلهم أمام الألمان. ثانيا بعد إعادة الثقة يجب على الجالية أن تعي حقيقة وظيفتها هنا في ألمانيا وألا يكون توجهها سياسيا بحتا، بمعنى إذا نظرنا إلى عمل الجالية فهناك من يعمل كسياسي براغماتي (جبهة شعبية) وهناك من له توجه تنظيمات أخرى ولكن عموما يغلب على الجالية الفلسطينية (التشكيلة اليسارية) تشكيلة الجبهة الشعبية وما أشبه، ويجب أن نضع نحن هذه الجالية التي وظيفتها تحسين وتمثيل الجالية الفلسطينية أمام الألمان نصب أعين من يمثل هذه الجالية وليس ما يدور في( الضفة) أو في(غزة) أو في( لبنان)، وهذا شيء رائع لو اهتمت بما يدور هناك، ولكن بالنسبة لي لو استطعت أن أحسن من وضع الفلسطينيين الموجودين في برلين ولو كان هناك تمثيل جيد لهم أمام الألمان ووضع برامج لتعليم الشباب التعليم وفرص العمل الجيدة وحل مشاكلهم هذه هي الوظيفة الرئيسية للجالية وهذا بالنسبة لي هو العمل الوطني الأساسي، فإذا كان هناك شاب فلسطيني في الشارع يقوم (بعمل سلبي) فإن هذا سيعود بالسلب على الجالية الفلسطينية كلها، ولكن إذا كان هناك شاب متخرج ومتدرب متعلم ودارس يجلس ويتحدث مع الآخرين فإن هذا سيمثل الشعب الفلسطيني أينما ذهب. إذا لم أكن أنا قويا في المجتمع الذي أقيم فيه ووضعي ممتاز فلن أستطيع أن أخدم وطني أبدا علي أن أكون قويا أولا إذا نظرنا إلى أبناء الجالية اليهودية هناك من يعمل بالصحافة وهناك من يعمل بالاقتصاد وفي كل المجالات ولكن يجتمعون على مصلحة (الكيان الصهيوني) ويعملون في كل الاتجاهات ويستخدمون مواقعهم لما يصب في مصلحة ( الكيان الصهيوني) وعلينا كفلسطينيين أن نكون ناجحين في عملنا، أنا لا أريد أن أقيد الفلسطيني.. أين يعمل وأين لا يعمل لأي حزب ينتمي أو لا ينتمي، ليس هذا هو الهدف فليعمل كل في مجاله في الأدب وفي الصحافة وفي الإدارة ولكن يجب أن نكون متفقين على خدمة "فلسطين" من خلال تحسين وضع الجالية الفلسطينية والخطوة الأولى هي تحسين وضع الجالية الفلسطينية الاجتماعي وهذا يخدم بالدرجة الأولى وإذا لم نقم بهذا ولم يكن وضعنا جيد في هذا البلد فلن نستطيع خدمة وطننا.. " فاقد الشيء لا يعطيه".


لو أردنا أن نستعرض أهم الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل أن نقول عن الجالية أنها توحدت؟

يعلق السيد/ الطيراوي قائلا: الخطوات التي يجب أن تتخذ لبناء صرح جيد هي الخطوات العملية التالية: يجب أن تعمل الجالية الفلسطينية على إيجاد (ورش للعمل) للفلسطينيين بجميع تخصصاتهم بمعنى أن الطبيب يعمل في مجاله والمهندس والمعلم في مجاله ....الخ ضمن الجالية الفلسطينية. أن نعمل كمجموعة وفق قواسم مشتركة، أن نعمل من اجل الجالية وليس من اجل مصالحنا الخاصة، إذا كنت أنت على الكرسي أو أنا ليس هذا مهما، المهم هو ماذا يمكن أن نقدم .. ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. يجب التفاهم على كيفية إيجاد هذا الإطار ونحن كجالية فلسطينية همنا الأول الأولويات وماذا نريد نحن من وجودنا في ألمانيا خدمة الوطن "فلسطين" أولا، أم مشاكلنا وخدمة الجالية في برلين يجب وضع الأولويات، وحتى الآن ليس هناك أولويات يعني في كل مناسبة نخرج للتظاهر و(ماشي يعطيكوا ألف عافية) ولكن ماذا نكون قد عملنا، فلو جاء أي شخص ألماني ليشاهدنا من الخارج ومتخصص في العمل الإعلامي يقول طيب وقفتم 20 شخصا هنا ووزعتم بيانات على200 أو 400 ألماني، أنا أنصحكم أن تأخذوا شخصا يتكلم باسمكم إلى التلفزيون حيث سيشاهده ربما 50 مليون ألماني، أقصد هنا التخصص، أي أن يأتينا واحد يعطينا الدواء الصحيح ويقول لنا كيف نعمل المظاهرات وكيف نلفت نظر الألمان ونحن علينا أن نتعلم من الآخر المتخصص.

يقول الدكتور معروف: أولا من يريد أن يكون مسؤولا في هذه الجالية يجب أن يتناسى ( المشاكل الشخصية) مع الآخرين تماما وبكل أسف تسيطر المشاكل الشخصية في إطار الجالية، وأنا أقول حتى ننجح يجب أن نضع فعليا خطوط عريضة وأن يشارك الجميع في القرار وأن يكون للجميع دورا في هذه الجالية وليست حكرا على أشخاص معينين ولدينا كفاية من الكادر الفلسطيني الكفء في كل المجالات. وأنا اعمل بكل إمكانياتي لتوحيد الجالية العربية، وأنا رئيس لجنة التنسيق العربية وما زلت أسعى بكل ما أستطيع لتوحيد الجالية العربية، لكن أعود لأقول أن عدم وحدة الجالية الفلسطينية هو أحد العوائق في توحيد الجالية العربية، فإذا لم تكن الجالية الفلسطينية ـ وهي أكبر جالية عربية ـ موحدة ، فكيف يمكن أن نسعى إلى وحدة الجالية العربية بالعموم، من أجل ذلك أوقفت نشاطات لجنة التنسيق منذ 6 أشهر تقريبا، عندما انتهينا من كتابة (الدستور) العربي للجالية العربية وناقشنا فيه أكثر من 12 اجتماعا شاركت فيه كل القوى العربية ووضعنا حتى الرتوش من اجل ( برلمان عربي)، ومن اجل انتخابات الهيئة الإدارية الفلسطينية أنعكس الموضوع على الوضع العربي، فنحن لا تستطيع أن تقيم جالية عربية قوية إذا كانت الجالية الفلسطينية لا تتمتع بالدور الأساسي.

ويضيف السيد/ رشيد: إجمالا وبصراحة المسألة الاجتماعية هي نقطة الصراع بين الفصائل الفلسطينية، إذا جاز لي أن اسميه صراعا، على تسلم المسؤولية يمتد إلى جميع المناطق التي يوجد فيها فلسطينيين، ولكن هذا ليس سببا رئيسيا للاختلاف في وجهات النظر، الأسباب بإمكاني أن أجملها: أولا الجيل الجديد جيل الشباب له طموحات أخرى تتعدى طموحات القضية الفلسطينية والقضية العربية إلى طموحات اجتماعية، الشيء الثاني محاولة التفرد في السلطة، الشيء الثالث وهو مهم جدا، محاولة محو الآخر وهذا طبيعي، أظن أن هذا موجود في الإنسان العربي بصفة عامة، إذا تلافينا هذه الأسباب نصبح على الطريق لجالية موحدة.

ويقول السيد/ خليل: يجب أن نعلم أن الجالية الفلسطينية هي جالية وطنية، بمعنى ليس هناك خلاف على الوضع الفلسطيني، كلنا متفقين على هذا، لذا على الجالية أن لا تكون إطارا تنظيميا، وألا يتم التعامل معها وكأنها تنظيم من يريد أن يكون في أحد التنظيمات، فليكن هذا إطارا بعيد عن الاتجاهات السياسية، وهذا ما نريده، أن تكون التوجهات والتكتلات السياسية بعيدة وأن نكون متفقين على العمل الاجتماعي والتعليمي لأبنائنا وتحسين أوضاعنا هنا، وتمثيل أبناءنا بصوت واحد في هذا البلد، ومن يريد أن يكون تابعا لهذه المنظمة أو تلك هذا شأنه الخاص.

الذين لهم الآن الدور الأكبر في الجالية لا يضعون مصالح الجالية الفلسطينية وسط المجتمع الألماني حتى نستطيع أن نصل إلى قلب المجتمع الألماني بمشاكلنا ونتناقش معه. ما أراه أنا أن الجالية الفلسطينية تذهب إلى الطرف اليساري من الشعب الألماني ويتركوا الوسط وعامة المجتمع لأن هناك تلتقي مصالحهم السياسية أو أفكارهم السياسية المسيطرة على الجالية الفلسطينية، وهذه مشكلة، مشكلة إنني إذا كنت يساريا فلسطينيا لا اذهب إلا إلى اليسار الألماني، المشكلة إنني هنا أمثل جالية فيها الأطباء والمهندسين والطلاب وآخرين وليس فقط يساريون وتمثيلهم يجب أن يكون حقيقيا وصحيحا وهذا لا أجده ولا أراه اليوم.

ـ هناك مشكلة أننا نظن أنه من الصعب إقناع الغرب بقضايانا وهذا ليس صحيحا هناك سيطرة على الآلة الإعلامية في ألمانيا، ويجب أن نصنع هنا في هذا البلد إعلاما بديلا.


كانت هناك مساعي لتوحيد الجالية الفلسطينية و الجالية العربية، لكن خلاف الجالية الفلسطينية وعدم وصولها إلى وحدة داخلية بين أبناءها أعاق هذين المشروعين؟

يقول السيد/ الطيراوي هذا الوصف غير دقيق وكان يمكن أن يكون صحيحا قبل 3 سنوات قبل أن تتوحد الجاليتين الفلسطينيتين في جالية واحدة، ولكن بعد أن توحدت الجاليتين صار لدينا جالية فلسطينية واحدة، وفي هذا المكان حيث نجلس الآن أنا وأنت لو فتح الباب المقابل سترين القاعة حيث كان يجلس ممثلي 56 مؤسسة عربية، جلسنا واتفقنا على إقامة جالية عربية موحدة في (مقر الكرامة) وتم انتخاب 9 أشخاص من معظم الدول العربية واتفقنا على عمل "دستور" للجالية العربية والكل قال على بركة الله، ثم التقينا في أربع اجتماعات نحن كأعضاء منتخبين، أنا من بين من وضعوا الدستور لكن أنا مفهومي أن الجالية العربية يجب أن تكون هي السقف للتنظيمات وليس تنظيما من التنظيمات أو اتحادا من الاتحادات، يعني كل الاتحادات يجب أن تتمثل ، وضعت هذا الدستور بالمفهوم العلمي الموضوع للمؤسسات الألمانية، لأننا هنا في ألمانيا ويجب أن نخضع للقانون الألماني. وكانت النتيجة أن بعض الأخوة ودون أن أدخل في التفاصيل أخذوا هذا الدستور وجمدوا اللجنة وقالوا أن هذا لا يجوز، وهذا ليس بدستور ويجب عمل دستور جديد، حسنا وضعوا دستورا جديدا وادخلوا فيه بعض البنود وقرروا أن هذا الدستور هو الذي يجب أن نسير عليه، ولو اطلعنا على هذا الدستور وأي شخص نقابي مطلع يفهم بالقانون سيقول لك أن هذا الدستور متناقض، ففيه دستور لأفراد وآخر للمؤسسات وهذا لا يجوز فالقانون الألماني يطلب منك إما أن تعمل مؤسسة "مؤسسات" أو مؤسسة أفراد، أما أن نعمل مؤسسة أفراد ومؤسسات خليطا (مابيزبطش)، فعملوا دستورا ووضعوا فيه دستورا للأفراد وآخر للمؤسسات وقالوا يحق لكل شخص أن يشارك وأنا لم أرى بحياتي مثل هذا الدستور الخليط ويصبح من الصعب أن نحاسب على أساسه، ونقلت لهم وجهة نظري هذه وقلت لهم يا أخوان إن هذا الكلام لا يجوز وتترتب عليه مشاكل أمام المحاكم الألمانية إلا أن الأغلبية صوتت له فقلت لهم لا بأس سنترككم تفعلون كما تحبون، ولكن حين تركناهم يعملوا اختلفوا أيضا فيما بينهم على الدستور الذي وضعوه بأنفسهم وصوتوا له مع إنني كنت قد انقطعت عن الاجتماعات لأنني وجدت أنني أضيع وقتي بذهابي إليها وقلت لهم إذا استطعتم أن تعملوا جالية واحدة فأنا سأعتبر نفسي فردا فيها لكن فقط أعملوا هذه الجالية ونحن مستعدين للانضمام إليها وظلت الخلافات موجودة، وبرأيي أن الخلافات بين الجالية الفلسطينية ليس لها علاقة بتعطل مشروع الجالية العربية لأن الجالية الفلسطينية موحدة بمعنى هناك جالية فلسطينية واحدة هنا في برلين وليس جاليتين.

ويضيف الدكتور/ معروف: دعيت إلى لقاء لكل الجمعيات والروابط العربية في برلين وحضر هذا اللقاء ما لا يقل عن 59 ممثلا وكان السؤال كيف نوحد الجالية العربية بإطار صحيح؟ وتم الانتخاب بعد الحوار والنقاش المطول والإجماع على وحدة الجالية العربية، تم انتخاب 9 أشخاص من كل الدول العربية فلسطينيين، أردنيين، عراقيين ، مصريين،لبنانيين ..الخ كلهم شاركوا في هذه اللجنة ضمن لجنة التنسيق والحوار العربي وهذه اللجنة انتخبت رئيسا لهذه اللجنة د.نزار محمود وكان مقررا ، ووزعنا المهام وبدأنا اجتماعات متواصلة18 اجتماعا وبعدها جاء توجه آخر وهو أن هناك جزءا ناقصا من الجاليات العربية وبدأنا نلتقي مع الجميع وعدلنا هذا الدستور، وانتهينا من هذا الدستور الذي شارك الجميع فيه، وانتهينا من التصويت عليه على أساس أن ندعو المجلس التحضيري ثم الانتخاب، ووقفنا عند هذا الحد عندما دب الخلاف في إطار الجالية الفلسطينية وأنا أتكلم بجرأة حتى يسمع الجميع أن الجالية الفلسطينية إذ لم تتوحد بكل أطرها وطاقاتها وتضع تصب عينيها وحدة الجالية العربية سنتحمل نحن الجزء الأساسي من عرقلة هذه الوحدة، من كل قلبي أطلب من الجميع أن يفكروا بشكل جدي لأن الوقت القادم يتطلب توحيد جهودنا والشيء المؤسف أن نحضر اجتماعات ـ كمثل اجتماعنا مع السفير الليبي ووزير المغتربين ـ ونحن دعوناهم كي يطرحوا وجهات نظر ونحن نقدر عاليا المجهود الذي بذلوه، ونفس القصة حدثت من قبل مع اجتماعنا مع جامعة الدول العربية فبمجرد خروج الناس إلى الباب بعد انتهاء الاجتماع بدءوا يقولون أن الجامعة العربية تعد ( لطبخة) وجهزت كل شيء قبل إعلامنا وشيء من هذا القبيل، ولا أحد يفرض رأيه على أحد إذا لم تكن هناك قناعات ذاتية "قوية" ودعيني أسميها "قوية" إذا لم نكن نحن عمد وسند هذه الوحدة ونضحي من أجلها، وكثيرون ينتظرون أن نتوحد...وأنا اعتز بالكادر الإعلامي العربي في ألمانيا ولنتجاوز هنا كلام من يزايدون، "الدليل" أصبح إعلام عربي يفتخر به، والجميع معجب كيف بدأت وكيف انتهت وهناك رأي حر تطرحه، ورغم أني انتقدت فيها أحيانا لكن هذا يؤكد أن "الدليل" تبرز اليوم الكثير من النشاطات والفعاليات واللقاءات التي تمارسها الجالية العربية، وأنا لا أقول هذا تملقا لكن الحقيقة أنها اليوم نقطة مضيئة في الإعلام العربي الألماني، وأقولها بصراحة أننا نمتلك إعلاميين وصحافيين عرب نفتخر بهم وعندنا قدرات ثقافية وأدبية وعندنا شعراء وأدباء، لنحترم بعضنا البعض وليأخذ كل إطاره الصحيح وهناك مثل عربي يقول (اترك الخبز لخبازه ولو أكل نصفه) أي أن يعمل كل في مجاله ولكن للأسف أصبح العمل مزاجي وحسب الأهواء.

ويقول السيد/ رشيد: إذا كنت تقصدين "جمعية" الجالية الفلسطينية، فأنا لا انتمي إلى هذه الجمعية، وأنا احد عناصر توحيد الجالية ورئيس الاتحاد العام للمؤسسات العربية في ألمانيا، وهذه أيضا محاولة لجمع الجمعيات العربية الموجودة في ألمانيا تحت إطار واحد ووضعها في جالية واحدة، أنا اقصد أن تأسيس جالية عربية يجب أن يكون من خلال برنامج منظم لأن تأسيس جمعية في ألمانيا شيء سهل جدا ومن ثم تسميتها جالية عربية أو جالية أخرى، يجب أن يكون هناك فرق بين تأسيس جالية فلسطينية وتأسيس جالية عربية، تأسيس جالية فلسطينية كما قلت يجمعنا دائما هدف رئيسي وهو تحرير فلسطين مهما اختلفنا نتفق دائما على هذا الأساس لذلك لا يوجد خلاف كبير، وجمع الجالية الفلسطينية أهون بكثير من جمع الجالية العربية، هناك مؤسسات رسمية عربية خاضعة لجهات رسمية عربية وهنا نختلف نحن مع بعض الجهات الرسمية ووصل الخلاف إلى هنا، وصعب جدا أن نجتمع في جالية واحدة لنقول إننا كلنا عربا، ننجح إذا كانا منظمين وإذا اتفقنا على وحدة مصالح وكان رأيي في بادئ الأمر أن تعالوا نتفق على الأقل لنجتمع مرة كل شهرين أو 3 اشهر لكي ننسق فيما بيننا، نحن اجتمعنا من أجل الوحدة بين الجالية العربية، أنا ما قصدته قلت تعالوا نجتمع لكي نتبادل الخبرات فيما بيننا، تعالوا نجتمع كما يجتمع الألمان مثل (فورم) أو منتدى للجمعيات العربية نتبادل الخبرات والآراء وسيوصلنا هذا إلى قاسم مشترك فيما بيننا ثم تأتي الوحدة تلقائيا ونحن لنا خبرة كبيرة وممتازة فعندما بدأت الانتخابات الألمانية في البرلمان الألماني اجتمعنا واستطعنا أن نقيم ندوة مع الأحزاب الألمانية وحل كل خلافاتنا معها

" لا يجب أن نهدم المبني لكي نبني فوقه، الاتحاد العام للمؤسسات موجود وعرضنا على الإخوة وطلبنا أن يأتوا، إذا كان هناك خلاف على "الدستور" لكي نتناقش، وتم نسخه وإعطاءه إلى جميع الجمعيات الموجودة واستطعنا أن نتناقش في وضع إطار للمؤسسات العربية الموجودة في ألمانيا المسجلة لدى المحاكم الألمانية ومعترف بها ويضم حتى الآن 16 جمعية عربية منها الصغيرة ومنها الكبيرة، وهناك 6 جمعيات لم توافق عليها المحكمة لأنها لم تستوفي الشروط المطلوبة."

ويعلق السيد/ خليل بالقول: الجالية الفلسطينية لو سألتيها اليوم ستقول لك إنها جالية موحدة لأنها كانت قبلا جاليتين وأصبحت جالية واحدة (أو لنقل هذا) الأصل هو أن الجالية الفلسطينية هي أكبر الجاليات العربية في ألمانيا من حيث العدد، وإذا مثلت هذه الجالية أبناءها بالشكل الصحيح وكانت لها الثقة المطلقة هذا سيساعدنا كثيرا في توجيه الجهود لتوحيد الجالية العربية، لكن من وجهة نظري أن هذا لم يحصل حتى الآن، هناك تقصير من قبل من يقومون على هذا الأمر في الجالية الفلسطينية فعلينا كسب الثقة وإذا كان لنا مشاريع فلسطينية خارجية كمجلس وطني وما أشبهه، فذلك سيكون أمرا ممتازا ورائعا، ولكن أخيرا يجب أن نصحح أمورنا في هذا البلد وأن نكون كجالية جزء من الجالية العربية الموجودة، لأن الألمان في تعاملهم معنا يلبسوننا (العباءة) العربية دائما هل رأيت في الصحف خبرا يقول أن عربيا فلسطينيا وعربيا مصريا فعل كذا لا عربيا فقط؟ فلماذا نرفض نحن هذه العباءة هل نريد العودة إلى ( سايكس بيكو)؟ أو العودة إلى تقسيمات غورو وما أشبه ذلك؟

الألمان يقولون أنتم عرب ونحن نقول لا أنا لبناني وأنا فلسطيني وأنا مغربي لقد رسخ في عقولنا تقسيم غورو وسايكس بيكو وهذا للأسف حاصل هنا، إن كل منا يريد أن يتمسك بقطره ودولته العربية التي جاء منها، بالطبع نحن لسنا ضد أن تكون له خصوصيته، لكن أخيرا يجب الوصول إلى جالية عربية تمثلنا جميعا في برلين ثم في ألمانيا ويجب أن نكون جزء من الجالية العربية في ألمانيا، ونكون نحن في مقاطعة برلين جالية عربية. ولكن من الخطأ وكما أرى أن بعض الجاليات الموجودة ترى أطرافا أخرى في الساحة تشكل منافسا لها. نحن نكمل بعضنا فليس هناك جالية تستطيع تغطية كل احتياجات الجالية العربية حتى الجالية الفلسطينية نفسها لا تستطيع تغطية كل احتياجات الجالية الفلسطينية، فإذا اتفقنا على هذا الأساس وكان هذا واضحا، لماذا نشعر أن هناك تنافس بيننا.. هل هو من اجل حب الظهور في الإعلام هل هي الصور والمناصب، يجب أن لا تكون تشريفا بل تكليفا وهذا لا يحصل، هناك من يحب الزهور والشهرة، ليس هذا هو العمل وليس هذا هو الأساس من أجل ذلك لا يثق أبناء الجالية الفلسطينية بمن يمثلهم هذا أحد الأسباب، وعندما نتكلم مع أشخاص في الجالية الفلسطينية يقولون (ها دول ما بدهم غير الصور) يريدون أن يتصورا ويتصدورا الصحف والمجلات،

المسألة أن الجالية الفلسطينية خسرت ثقة أبناءها وانعدام هذه الثقة جاء من اهتمامهم فقط بالناحية الإعلامية وليس هناك عمل، تشغلهم المناصب والصور وإقامة الحفلات والتوثيق وما أشبه ذلك. يجب على جمعية " الجالية الفلسطينية" أن يكون لها عنوانا ثابتا ومركزا ثابتا ويأتي كل من له حاجة ويعرض مشكلته، كيف تستطيع أن تتصل بالمؤسسات الألمانية لحل مشاكل الناس مثلا (الجوب سنتر) و(اليوجند أمت)، كيف تريد حل مشاكل الناس وأنت ليس لديك مركز تتصل منه، وتتصل المؤسسات الألمانية بك من خلاله. إذا كانت هذه النقطة غير موجودة عند إحدى الجاليات أو عند الجالية الفلسطينية فهناك مشكلة: كيف أستطيع أن امثل أنا أبناء الجالية وليس عندي عنوان يزورونني عليه وأقدم لهم الخدمات؟

هل هو "الجيل القديم" الذي يتهمه البعض بالوقوف حجر عثرة في أي مساعي للوحدة؟

يعلق السيد/ الطيراوي قائلا: أنا أرى أننا نكمل بعضنا، أنا أفهم تسلسل الأجيال، أما من يقول هذا دم جديد وهذا دم فاسد فأنا لا افهم ولا أتقبل هذا الكلام، أنا لا أوافق هذا الرأي، أنا مع إيجاد الكادر الشبابي كما نعمل نحن هنا (هم يقولون سلمونا القيادة لأننا تربينا هنا وكبرنا ونستطيع التفاهم مع الألمان بينما يتمسك الجيل القديم بالقيادة والمناصب ولا يتركون لنا حرية العمل)؟

فليتفضلوا بتسلم القيادات، لكنني لم أرى كادر شبابي مجتمع بل كادر فردي وعندنا هنا 18 شاب من الكوادر خريجي الجامعات ونعمل على مستويات رائعة، لكني أعيب عليهم أنهم لم ينظموا أنفسهم وليسوا عارفين ما يريدون وليس عندهم استعداد للتعلم من الآخر واقصد( الجيل القديم)، نحن نقول للجيل الجديد تفضلوا في استلام القيادة لكن هل هم كفء لها؟

يقول الدكتور / معروف: لا الجالية الفلسطينية لا تضم فقط جيل واحد أو جيلين بل ثلاثة أو أربعة أجيال، وإذا أردنا أن نتكلم بالأجيال بكل أسف إذ لم نع تماما أن الجيل القادم الذي ولد في ألمانيا، وأقولها بمرارة أننا سنخسر جيل وسنخسر قضية وستكون هناك فوارق كبيرة جدا إذ لم يشرف الجيل القديم على الجيل الصغير وعلى الجيل الذي يتبعه في تنظيم أفكاره وفي تعريفه على الوطن وتعريفه على القضية، وأنا من خلال جهدي وعملي كطبيب أسأل كثيرا من باب المحبة طلاب المدارس من أي بلد أنت؟ وما أسم بلدك؟ فأعتز عندما أرى أن هذا الطالب ملم بتأريخه وهويته وأتألم جدا عندما أرى طالب بعمر 15 سنة لا يعرف من أي بلد هو، فيقول أنا من لبنان وأصلي ربما من فلسطين فيكون غير عارف أو متأكد من هويته. فعلى الجيل القديم أن يتابع الجيل الجديد لكن لا يعني أن يطغى ويسيطر على المناصب، وأن يعطي الآخرين الفرصة، وأن يعمل كل في مجاله، فهناك الكثير قضايا لا يستطيع الجيل الجديد أن يمارسها وحده وهناك قضايا لا يستطيع الجيل القديم تقديمها. لماذا ننسى أن هناك آلية عمل مهمة جدا لنا وهي التعامل مع ( الألمان) فنعمل مهرجانات واحتفالات عربية وننسى أن هناك إمكانية التعامل مع مؤسسات ألمانية تستطيع وتريد أن تدعمنا.

حاليا لدينا برامج وضعت بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية ومع بعض الأخوة العرب بحيث يتم تنشيط هذه المؤسسات للتعامل مع الألمان.

ويضيف السيد/ رشيد بالتأكيد هناك خلافات من أجل التوحد وهي خلافات بين "الجيل القديم" و"الجيل الجديد" وعلينا أن نترك خلافاتنا التنظيمية والسياسية ونتفق على المصالح، إذا كانت وحدة التأريخ والأمة والقومية لم تجمعنا، لتجمعنا على الأقل وحدة المصالح، عندنا أبناء في المدارس لا يكملون دراستهم عندنا مشاكل اجتماعية متفاقمة ونحن في إتحاد الجمعيات العربية لدينا اتصال مع نقابة المعلمين والنقابات الأخرى ومع المدارس، هناك مشاكل كبيرة يعاني منها الأطفال العرب ونعمل مع عدة لجان كوسيط بين المدارس والآباء وبين التلاميذ والمعلمين عندما تحدث مشكلة، ليس فقط مشكلة العنف في المدارس. أستطيع أن أقول لا يوجد تفاهم بين الطرفين أو مع (الآخر) وخاصة بين الآباء والمعلمين، مما ينسحب بالتالي على الأبناء لأننا لاحظنا تقصيرا من قبل الأطفال في تعلم اللغة الألمانية، حتى في التعامل مع المعلم في الصف. بالمجمل هناك تقصير في كيفية التعامل مع المجتمع الألماني مما يوجب علينا تربية الجيل الجديد، تربية تقبل المجتمع الألماني وإيصال الفكرة إلى الألمان بتقبل الجيل العربي والمسلم كجزء من هذا المجتمع، وعقدنا عدة مناقشات مع بعض المعلمين وطلبنا منهم أن يتقبلوا عائشة وليلى وفاطمة بالحجاب كما يتقبلوا أي فتاة ألمانية أخرى وأوضحت لهم أن المجتمعات في تغير دائما، وأمريكا والسويد اليوم ليسوا كما كانوا قبل 50 عاما وحوار الثقافات يجب أن يستمر كما طلبنا من المعلمين أن ينظروا إلى منطقة نويكلن في برلين نظرة خاصة حتى لا تتدهور الأمور. بالنسبة للجيل القديم هناك إيجابيات وهي أن الجيل القديم الذي يمثل معظم الجالية الفلسطينية، كلنا نعرف بعضنا البعض جيدا والجيل الجديد يتباعد قليلا ولا يعرف بعضه البعض، أما الشيء السلبي هو أننا كجيل قديم لم نُحمل الجيل الجديد أية مسؤولية ولم نضعه في الصورة ولم نعر أصلا تربية الجيل الجديد أي اهتمام، والاهتمام القليل الذي بدء بعد مشكلة (الروتلي شوله) عندما قام بعض الأطفال العرب بمهاجمة المعلمين والذين يتواجدون في معظم المدارس الألمانية، ونحن نحمل الحكومة الألمانية مسؤولية الاندماج لأنهم تغاضوا عنها في الستينات والسبعينات.

ويعلق السيد/ خليل قائلا: بالحقيقة في أي مجال عملت به كنت من مؤيدي أن يكون جيل الشباب هو من ( يقود) والإنسان عامة أو الجمعية لا يمكن أن تتخلى عن ذوي الخبرة ولكن على أن تكون وظيفته كمستشار يشير على الآخرين، يقول رأيه ويوصل الرسالة، ولكن نحن في ألمانيا، وألمانيا تتطلب من يخاطبها بلسانها، يعني إذا كان هناك من يمثلني ولا يجيد اللغة الألمانية أو هناك من يمثلني ويجيد اللغة الألمانية ولكنه لا يجيد ولا يستطيع مخاطبة الألمان، يجب أن يكون فاهما للألمان وعارفا بتأريخهم وجغرافيتهم ونفسيتهم وعاداتهم وطريقة كلامهم ومن أي باب يدخل لهم.

الألمان لديهم طبيعة معينة ففي الماضي كانوا يقولون (الأتراك) اليوم يقولون ( أتراكنا) وهم مازالوا حتى اليوم يقولوا (العرب) هل سنصل إلى اليوم الذي يقولون لنا فيه ( عربنا) لا أعرف؟ المسألة لا تتعلق فقط بمشاكل الاندماج ولا تتعلق فقط بالجالية، مسألة الاندماج هي مسألة تخص المجتمع بأكمله.

في كل حزب أو مؤسسة يكون هناك تبادل للأجيال أو(تسليم للراية) بمعنى أن الجيل القديم يذهب ويأتي جيل بعده ولكن حتى يأتي هذا الجيل يجب أن يكون قد تعامل مع الجيل السابق له.


هل نجحت الجالية الفلسطينية في إيصال عدالة القضية الفلسطينية إلى الحكومة والشعب الألماني والحصول على الدعم اللازم؟

يقول السيد/ أبو بلال الطيراوي : لا لم تنجح، ، ولكن هناك مثل فلسطيني يقول( تحرث وتدرس لبطرس) يعني نعمل ونعمل ولكن لا نعرف إلى أين نمضي، وهذا ما أقوله منذ البداية أننا يجب أن نعمل عمل تخصصي، نحن نعيش على هامش هذا المجتمع لا مؤثرين ولا متأثرين بالمجتمع الألماني وهذه حقيقة نحن لسنا مؤثرين في المجتمع الألماني ولا واصلين لصنع القرار حتى أننا لم نصل إلى صنع القرار في البلدية المحلية، لسنا قادرين على التأثير فيها وإذا أردنا أن نؤثر، علينا بكادر متعلم يدخل في الأحزاب الألمانية .

الألمان يريدون أن يصلوا معنا إلى نتيجة ولكن نحن مقصرون.

ويعلق الدكتور على معروف: عندما كنت رئيسا لاتحاد الأطباء الفلسطينيين وزملائي في الهيئة الإدارية وأنا لا افضح سرا، هنا حملت الطائرة التي كانت تقل الرئيس (راو) إلى فلسطين معها أجهزة طبية وأدوية وعندما طلبنا منهم أوصلوها إلى أهلنا في فلسطين، وتقبلوها بكل رحابة صدر وعملنا علاقات جيدة مع (الكاريتاس) في (فيس بادن)، دعمت مستشفيات في بيت لحم بإمكانيات هائلة، وأقمنا مؤتمرين في فلسطين عام 98 في غزة لكل الأطباء الفلسطينيين الذين درسوا في ألمانيا ، وممن يتواجدون في أراضي48 في إسرائيل وفي الضفة الغربية وغزة ودفعت كل التكاليف وزارة الصحة الألمانية، وجمعنا تبرعات هائلة وأجرينا زيارات لأول مرة لعكا وغزة وغيرها وعقدنا مؤتمرا ثانيا عام 2000 في رام الله جمعنا فيه تبرعات أيضا، ومن ناحية أخرى حصلنا على دعم الألمان لنا وهم دفعوا تكاليف هذين المؤتمرين ولا زالوا حتى اليوم يقدمون لنا هذا الدعم وقد عملنا مشروع (500 طبيب ل100 طفل) كل طبيب فلسطيني في ألمانيا يدعم طفلا في فلسطين بـ50 يورو شهريا وهذا جرى على أيامنا ولا زال قائما، أي منذ 7 سنوات حيث تم اختيار الأطفال المحتاجين للمعونة المادية من قبل جمعيات خيرية متخصصة. الشيء الآخر أن الأطباء الفلسطينيين هنا ينزلون لفلسطين كوفود طبية ليعالجوا المرضى فيها على نفقتنا الخاصة لكن ألمانيا تسهل لنا التراخيص والشركات التي تدعمنا بالأدوية والآلات الطبية، فالألمان يدعموننا ولكنهم يطلبون منا أن نتقرب منهم أكثر. أما بالنسبة للأمور السياسية والإعلامية فنحن لا نطلب من الألمان أن يكونوا فلسطينيين أكثر منا، نحن نقول يجب أن يكون لنا في الإعلام الألماني نشرة على الأقل خاصة بالجالية الفلسطينية فعندها طاقات هائلة.

أما السيد نبيل رشيد فيقول: الحكومة الألمانية مرتبطة بسياسات دولية، ولا ننسى أن ألمانيا هي جزء من الإمبريالية العالمية التي تقف في صف الكيان الصهيوني، يجب أن نفرق بين الحصول على الدعم من الحكومة الألمانية وبين الحصول عليه من الشعب الألماني. إننا ومن خلال عملنا في حركات السلام الألمانية والعالمية استطعنا بالطبع أن نلفت انتباه الشعب الألماني إلى القضية الفلسطينية وما يجري في الأراضي المحتلة، وما يجري للاجئين في الأراضي العربية. وأعتقد جازما بأننا استطعنا أن نلفت انتباه الألمان إلى ذلك ونربح تعاطف الشعب الألماني، وقد جرت في سنة 2006 إحصائيات أوروبية وكان 95% من الشعب الأوروبي يؤمن بأن الكيان الصهيوني هو أحد الأسباب الرئيسية في عدم أستقرر العالم ويهدد أمنه، وهذا تم ليس من خلال المؤسسات الرسمية العربية لأنها شبه معدمة للأسف بل من خلال الجالية العربية والجمعيات الفلسطينية الموجودة هنا، وطبعا تلعب الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان دورا فعالا في هذا ونحن جزء من حركة السلام الألمانية ونشارك في كل أعمالها.

ويختتم السيد/ نادر خليل بالقول: أن الجالية كمؤسسة من وجهة نظري الشخصية لم تنجح في ذلك بالطريقة السليمة، ولكن هناك شباب من أبناء الجالية الفلسطينية يعملون في أماكن مختلفة وفي أحزاب وهنا وهناك يستطيعون أن يؤثروا في المجال الذي هم فيه وقدموا القضية الفلسطينية بطريقة ممتازة، وأنا أفكر في الأخ (رائد صالح) شاب أتى إلى ألمانيا وعمره 5 سنوات أقام في منطقته في (شبانداو) معرضا عن فلسطين للألمان، قليلين الذين علموا به ولكن هذا الرجل يعمل وعنده قناعة وأنا أقاسمه هذه القناعة، لو أردنا شرح قضيتنا فعلينا التوجه إلى الشعب الألماني وعرضها عليه لأن المجتمع الفلسطيني والعربي يعرف عن قضيتنا كفاية، والعمل يجب أن يكون داخل المجتمع الألماني واعتقد أننا لو عملنا عكس قناعته هذه وتوجهنا للجالية الفلسطينية فلن ننجح، وبدلا من أن يكون لي مثلا علاقة بـ 5 شباب فلسطينيين فلتكن لي علاقة بشابين ألمانيين وأوصل لهم رسالتي وهم يوصلونها إلى آخرين وهكذا، لكننا نعاني أيضا من مشكلة أخرى وهي أن كل منا يروي القضية الفلسطينية على طريقته فيحصل اختلاف في وجهات النظر، وهناك اختلاف في الرواية عن القضية الفلسطينية وهذا يجب أن تتم دراسته وأن نخصص جلسة مع بعضنا في الجالية الفلسطينية، ونضع برنامجا كالذي يضعه اليهود لأنفسهم ولو تحدثت إلى اليهودي في أمريكا أو في أوروبا أو في أي مكان في العالم فأنه سيروي لك الرواية نفسها وستسمعينها منهم جميعا بنفس الطريقة وكفلسطينيين ومهجرين ومحاصرين يجب أن تكون لنا طريقة رواية واضحة لتوصيل قضيتنا، وأن لا يتكلم كل منا حسب ما سمعه من جده أو أبيه أو ما أخبر به، يجب أن يكون هناك برنامج وطني فلسطيني لنا حتى في هذا البلد لكيفية رواية قضيتنا.

خاتمة:

عزيزتي القارئة .. عزيزي القارئ ..

لك أن تقرأ السطور .. وعليك قراءة ما بين السطور .. لك أن تسأل وعليك أن تتساءل.

ها نحن قد قدمنا لك تقريراً عما يحدث داخل أكبر الجاليات العربية عددا وعدة.

ربما ترى اختلافا في وجهات في وجهات نظر المتحدثين، ولكنك سوف تجد تطابقاُ في أمانيهم نحو جالية أفضل .. لأنه هناك في الجالية ما هو أفضل.

قدمنا لك هذا التحقيق بلا تعليق منا، حتى تصلك الصورة كما هي .. ليس لنا رأيا في الموضوع، فالرأي رأي الجالية ( الشعب).

إقرأ ... وفكر .. وقل رأيك .. فأنت .. أنت الجالية التي نهتم بها.

www.dalil.de