• جيش له دوله
• بدلا من دوله لها جيش ؟؟؟
• بقلم د.فاطمة قاسم
• الباحث , والأستاذ في جامعه بنغوريون الدكتور "ياغيل
• ليفي"صدر له كتاب جديد في إسرائيل هذه الأيام. تحت عنوان "من جيش الشعب إلى جيش الضواحي" تحدث فيه عن الجيش الإسرائيلي , والتغيرات الحادة التي طرأت على هذا الجيش في السنوات الاخيره , نتيجة الفكر العسكري المسيطر على إسرائيل , وهو فكر عنفي , يعتمد على عربدة القوه ,أهم بكثير مما يعبر عنه الجيش نفسه !!
• وان هذا الفكر العسكري أدى في السنوات الاخيره إلى ما أسمته ألصحافه الاسرائيليه بانقلاب عسكري في إسرائيل ,حيث الجيش الإسرائيلي هذه الأيام ,يقلب صوره إسرائيل رأسا على عقب , من دوله ديمقراطيه ينصاع الجيش إلى قرارات قيادتها السياسية ,إلى جيش ينفذ هو استراتجياته , ولا ينصاع للقيادة السياسية , ولا يطبق معايير المؤسسات الديمقراطية ,جيش له دوله وليس دوله لها جيش كما هو المنطق الطبيعي .
• الدكتور "ياغيل ليفي " ارجع ما جرى في حرب تموز الماضي في لبنان إلى هذه الحقائق ,وهو ما لم تدركه لجنه فينو جراد "حيث المشكلة الحقيقية أن الجيش كان له خططه ,واستراتجياته , والياته التي لم يسمح أن يناقشها احد وزير دفاعه "عمير بيرتس "ولا حتى مع يهود اولمرت رئيس الوزراء !
• ويرى الدكتور "ياغيل ليفي "إن التحدي الأكبر هو كبح جماح الفكر العسكري في إسرائيل أولا وليس كبح جماح الجيش ,هذا الفكر العسكري المسيطر في إسرائيل والذي يعطي شرعيه كبيره جدا لاستخدام القوه ضد الآخرين شرط أن يكون الثمن رخيصا !!
• حين ندقق بالأمور جيدا:
• فسوف نلاحظ أن ما جرى في لبنان في الصيف الماضي ,من عنف كبير يفوق المستوى ,وتدمير هائل ,وسقوط حوالي ألف وثلاثمائة شهيد لبناني ,كان انعكاسا حقيقيا لهذا الفكر العسكري المسيطر في إسرائيل, والذي تم تحت ذريعة خطف الجنديين من قبل حزب الله , وتحت عنوان تحرير الجنديين ,وهو ما لم يكن صحيحا ,بل انه لم يتم تحرير الجنديين , وتراجع موضوعهما وراء الذاكرة في إسرائيل ,بينما لبنان كله ما زال غارقا في قاع ألازمه حتى يومنا هذا!
• وبنفس القدر
• فنحن نرى انعكاس هذا الفكر العسكري المسيطر في إسرائيل على مجريات الأمور في فلسطين ,سواء بالضفة الغربية أو قطاع غزه ,فتحت ذريعة الجندي المخطوف أو الأسير "جلعاد شاليط " الذي أصبح موضوعيا وراء الذاكرة في إسرائيل ,وتحت ذريعة الصواريخ الفلسطينية ينفذ الجيش هذه هذه ألاستراتيجيه التدميريه ضد السلطة الوطنية الفلسطينية , وحيث رؤية الدولتين ,حيث الجيش الإسرائيلي يتحول إلى جيش للمستوطنين ,ويساعد على بناء دوله كاملة للمستوطنين في الضفة الغربية التي هي من المقرر أن تكون الدولة الفلسطينية ضمن رؤية حل الدولتين,فهذا الجيش الإسرائيلي ,هو الذي يساعد المستوطنين على الاستيلاء على قلب مدينه الخليل ,والعودة إلى بعض المستوطنات التي تم إخلائها ,وعدم الالتزام بقرارات المحكمة العسكرية العليا في إسرائيل التي أمرت بتغير مسار الجدار العازل في العديد من النقاط !
• بل أن الجيش الإسرائيلي كما تقول التقارير الصحفية الاسرائيليه نفسها لا يضع الحكومة في عدد وأماكن ونوع الحواجز ونقاط التفتيش الذي يقيمها في الضفة الغربية !
• أما في قطاع غزه
• فحدث ولا حرج ,لان الجيش الإسرائيلي يعمل بلا حسيب ولا رقيب ,تحت غطاء الصواريخ الفلسطينية , وتحت ذريعة "جلعاد شاليط "ينفذ استراتيجيه عسكريه تدمير ,وهو يتصاعد بها تدريجيا ,وهي استراتيجيه لا تكلفه أيه خسائر على الإطلاق اللهم إلا ثمن القذائف المدفعية وقذائف الدبابات وصواريخ الطائرات التي تطلقها ضد أهداف بشريه , أو مدنيه ,أو منشات البنية التحتية في قطاع غزه !
• ونذكر هنا أن الحدود الاسرائيليه في قطاع غزه لم تعد كما كانت في الماضي ,حيث قضم الجيش الإسرائيلي مساحات ليس قليلا من أراضي قطاع غزه ألضيقه أصلا !
• كما أن المنشئات والبنية التحتية التي كان قد دمرها قبل شهور لم يتم إصلاحها حتى هذه اللحظة ,مثل الجسور التي ما زالت مدمره كما هي ,ومنشات الكهرباء , ومئات المصانع التي رحل أصحابها المستثمرين فيها إلى أقطار أخرى ,وان قطاع غزه نتيجة لهذه ألاستراتيجيه التدمير ,لم يعد قادرا موضوعيا على استيعاب سكانه ,وان معدلات ألهجره الطوعية , تزداد في قطاع غزه ,بل وتصل إلى أرقام خياليه مخيفه فيما لو أتيحت ألفرصه للهجرة ,ولأخطر من ذلك ألف مره ,إن النتائج التي تحدثها ألاستراتيجيه التدميريه للجيش الإسرائيلي ,لا نكاد نجد لها صدى في لقاءات وحوارات القوى السياسية الفلسطينية ,الفلسطينية ,مما يؤشر ربما إلى أن الانقلاب العسكري الذي حدث في إسرائيل بحيث لم تعد القيادة السياسية هي النافذة في أوامرها وتعليماتها على الجيش الإسرائيلي ,هذا الانقلاب العسكري قد حدث ما يشبهه على نحو ما عندنا في قطاع غزه ,حيث قاده وعناصر الميدان هنا ,لا يتوقفون لحظه من اجل رؤية وتقيم ما يجري
• , كل شيء ينهار أمامهم وهم لا يتوقفون لحظه واحده لتقيم ما يجري ,لا يعطون القيادة السياسية فرصه ضئيلة للالتقاط الأنفاس , لا يعتبرون ولا يقرون بأي خطا يرتكبونه , بأي نوع من المسئولية عما ألت إليه الأمور !!
• أنا من الذين يعتقدون
• انه إذا تابعنا بشكل جيد وعميق ما يجري في إسرائيل ,وخاصة هذه التحولات في مدفع الجيش ,الذي أصبحت ألدوله في خدمته وليس هو في خدمتها , الجيش الذي يقول عنه الدكتور "ياغيل ليفي " انه تحول من جيش للشعب إلى جيش للضواحي ,للمستوطنين !!
• فقد نستطيع من خلال هذه المتابعة العميقة الواسعة إذا قمنا بها, أن نعرف ما الذي يجري عندنا بالضبط ؟؟
• لماذا تفشل الاتفاقات بيننا الواحد تلو الأخر ؟؟ لماذا تبدوا القيادة السياسية هامشيه جدا حين تندلع الأحداث ؟؟
• ومن أين جاءت هذه ألقدره على الاجتراء على القيادات السياسية من قبل قاده الاجنحه العسكرية كلما طرح السياسيون مقترحات أو أفكار أو رؤى تصلح أن تكون حلا للمأزق الكبير ؟؟
• ما يجري تحت مظله الاشتباك سواء بيننا وبين إسرائيل , أو بيننا وبين أنفسنا في مشاهد الاقتتال الداخلي ,ما يحدث هو شيء خطير يستحق المتابعة ,والاستيعاب ,فقد يكون من حقنا أن نوقف ألعربه قبل أن تنزلق بنا إلى الهاوية السحيقة
جيش له دوله بدلا من دوله لها جيش؟بقلم: د.فاطمة قاسم
تاريخ النشر : 2007-05-31
