الوفاء في شعر رفعت المرصفي دراسة ادبية 11بقلم الصحفى : ابراهيم خليل ابراهيم
تاريخ النشر : 2007-05-25
الوفاء في شعر رفعت المرصفي  دراسة ادبية 11بقلم الصحفى : ابراهيم خليل ابراهيم


والشاعر ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) كتب ايضا العديد من القصائد التي تفوح رائحة الوفاء لعدد من الشخصيات الاصيلة في الوسط الادبي والفني والثقافي .. فهاهو يقول عن الشاعر الراحل ( طاهر ابو فاشا ) الذي قدم للمكتبة العربية ستة دواوين شعرية هي ( صورة الشباب ـ الاشواك ـ القيثارة السارية ـ راهب الليل ـ الليالي ـ دموع لا تجف ) وقد شدت كوكب الشرق ( ام كلثوم ) بست قصائد من اشعاره ، كما كتب للاذاعة المصرية ( الف ليلة وليلة ـ رابعة العدوية ) وفي الثاني عشر من شهر مايو عام 1989 انتقل الشاعر الكبير ( طاهر ابو فاشا ) الي الرفيق الاعلي ، وقد رثاه شاعرنا بقصيدة عنوانها ( كانني اراك بيننا ) ونذكر منها :

اواه يا شيخ القصيدة

كانني اراك بيننا

تباشر الطروح من مكانك السمي

تمنح العذوبة اخضرارها

وتكسب الخصوبة اكتمالها

وتوقظ الجذور كي تبث نفحها

كانني اراك بيننا

تعنف الذين غررتهم الدروب

بالخروج من حصانة الجذور

بالجموح في مجاهل التغرب الشريدة

اواه يا شيخ القصيدة

وعن ابن صناديد الشاعر الكبير الراحل ( عبد الله شرف ) الذي كان حريصا علي عقد صالونه شهريا بقريته ( صناديد ) مركز طنطا بمحافظة الغربية ، وكان يقصده كبار الشعراء والادباء من كل انحاء مصر ، وعندما انتقل الشاعر ( عبد الله شرف ) الي الرفيق الاعلي رثاه الشاعر ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) بقصيدة عنوانها ( الزهرة لا يدركها الموت ) ونقطف منها :

يا وجه صناديد / شرف انت

وحرفا صغت

ونزفا كنت

ومنك عرفنا لغة الطير

وسر العمر المشهود

يا من خلدت حروفا / وطنا / نيلا

امست بين ربوع الدنيا

كونا / بدرا / شعرا

يتماوج في كل فؤاد ووريد

ماكنت قعيدا ابدا

بل انت نشيد

يتألق فوق شراع الدنيا

يتلألأ فوق الجرح

وفوق الفرح / وفوق الطرح

وفوق اللا محدود

والي الشاعر السعودي الكبير ( عبد الرحمن صالح العشماوي ) الذي وصفه شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) بأنه ( ريحانة الشعر العربي وفارسا من فرسان الشعر الاسلامي ) واهداه قصيدة بعنوان ( ريحانة الشعر ) ردا واعجابا بقصيدته ( ريحانة القلب ) المنشورة بالعدد 171 من المجلة العربية السعودية .. ونقطف منها هذه الابيات :

يا من صنعت من الاشعار اسلحة

قد يفعل الحرف اشياء من العجب

فطيب الشعر ما جفت منابعه

يروي القلوب علي الايام والحقب

يا شاعرا ماهمت في ثغره لغة

الا ومرت لنا فياضة الادب

فقيمة الناس في مغزى مشاربهم

وقد شربت اصول الدين والكتب

قد يكتب الشعر الاف مؤلفة

لكن مثلك يبقي شاعر العرب

وعن الشاعر الكبير ( فتحي سعيد ) الذي ترأس تحرير مجلة الشعر وقدم للمكتبة العربية اثنا عشر ديوانا شعريا ، وسبع دراسات ادبية ، ومنحته جمهورية مصر العربية جائزة الدولة التشجيعية عام 1973 ، ووسام الفنون والاداب عام 1980 .. هذا الشاعر الكبير الذي احب الشعر ووهبه الحياة ودافع عنه وجعل عنوان احد دواوينه ( الا الشعر يا مولاي ) فقد كتب شاعرنا ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) مرثية له عندما علم بنبأ وفاته في الحادي والعشرين من شهر يناير عام 1989 ونقطف منها :

نم يا سعيد ودع همومك تنعم

ان الرجوع الي الحقيقة اسلم

صمت القصيد علي حزنا وانزوى

فالشعر يصمت مثلما يتكلم

ونمت زهور الحزن في كل المدى

وانساب دمع بالعيون يدمدم

طرح المنابر قد توشح باللظى

من دفق حزن بالضلوع يسمم

يا صحبة الاشعار ان عزائكم

شعر سيبقى بالمدائن يحلم

اما الموسيقار ( محمد عبد الوهاب ) اول صوت غنائي بعد ام كلثوم يغني من اذاعة مصر عند افتتاح الاذاعة المصرية الحكومية عام 1934 ، وعاصر رؤساء مصر بداية من الملك فؤاد ثم الملك فاروق ثم محمد نجيب ثم جمال عبد الناصر ثم انور السادات ثم محمد حسني مبارك ، ويعد ( محمد عبد الوهاب ) من اكبر فناني القرن العشرين في مصر والعالم العربي ، وقالت عنه وكالة رويتر ( يعد الاب الشرعي للموسيقى العربية الحديثة فقد طور الموسيقى التقليدية العربية وغير نغماتها القصيرة ودعمها بانماط غربية حيث اخرج مئات الاغاني العاطفية والوطنية التي لاتزال شعبيتها ليس لها نظير علي مستوى العالم العربي ) وعندما رحل الموسيقار ( محمد عبد الوهاب ) الي الدار الاخرة في الثالث من شهر مايو عام 1991 كتب شاعرنا قصيدة بعنوان ( تبكيك الحروف الروابي ) ونذكر منها :

يا فيض نهر الي اعماقه ارتدا

ارض الغناء ارتوت واغرورقت مدا

كل القلوب الرمال اعشوشبت نغما

والفيض باق علي وجه المدى وردا

طرح اللحون اللواتي منك قد سكبت

تكفي الزمان التحاريق اللظى بردا

تبكي الحروف الروابي ليس من عطش

لكنه بعض حب منك قد مدا

يا ايها النهر انا هزنا شجن

اصداؤه في حشانا انجبت رعدا

والكون في واحة الانغام مندهشا

ما قطع الكون اوتارا ولا عهدا

خزائن العزف بالالحان عامرة

من شاء منها فيوضا يقصد الوردا .

وبهذا نصل الي ختام الرؤي الابداعية في شعر ( رفعت عبد الوهاب المرصفي ) وقد وضعناها في كتاب بعنوان ( رؤي ابداعية في شعر رفعت المرصفي ) وصدر الكتاب برقم ايداع 14186 / 2006 بدار الكتب والوثائق القومية المصرية .

______________________________________

- المراجع :

- دواوين الشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفي وهي :

دماء علي جدران التاريخ - قراءة في كتاب الفطرة ـ

للعشق رائحة البحر - الله عليك يا زمان الطيبين ـ

في معية الله - حروف علي صفحة القلب - اذكريني ـ

شروق والقمر .

اعداد مختلفة من المجلات المصرية والعربية .