زواج المتعة بين السنة والشيعة بقلم:أ. جمـال سـعيد الدرويـش
تاريخ النشر : 2007-05-03
زواج المتعة ... بين السنة والشيعة ..


بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وحبيب رب العالمين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن نهج منهجه إلى يوم الدين

أما بعد فأني أحببت أن أبحث بإيجاز في موضوع زواج المتعة محاولاً تسليط الضوء عليه موضحاً بعض مواقف فقهاء المسلمين منه لعلي أصل إلى حقيقة تبعد المسلمين عن الوقوع في الحرام ، مبتعداً كل البعد عن الإساءة لطائفة معينة شهدت أنه لا إله إلا الله معتمداً على المولى لتوفيقي لما هو خير للعباد والله خير هادياً .

إيمانا منا برسالة مهمة جداً وهى صحصحة الحق لدى الغالبية التي تسمع دون معرفة للتفاصيل أو التي تأخذ معلوماتها من مصادر غير موثوق فيها بالإضافة إلى تنبيه الغافلين عما هو حلال وحرام !! نعرض هنا بشكل وافى لمعنى زواج المتعة وحكم تحريمه التام في الإسلام لدى المذهب السني والقواعد المشروطة لصحته لدى المذهب الشيعي .

تعريف زواج المتعة, نشأته , والسبب فى النهى عنه ..

زواج المتعة هو الزواج الذي يقصد به الطرفان الاستمتاع الجسدي بينهما فترة محددة من الزمان، وهذا النوع من النكاح كان موجودا في الجاهلية.

فلما جاء الإسلام تدرج في إلغائه كعادته في فطام النفس عن مألوفاتها كتدرجه في تحريم الخمر، فجعله الإسلام جائزا ( زواج المتعة ) في نطاق ضيق يصل إلى حد الضرورة، وذلك أثناء سفر الرجال في الغزوات الطويلة، وعدم صبرهم عن النساء فأباح لهم المتعة في هذا الظرف الطارئ.

ثم أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم الكلمة الأخيرة فيه فحرمه في كل الأحوال. وظل سيدنا عبد الله بن عباس يجيزه في حالات الضرورة فلما رأى أن الناس أساءوا تطبيق فتواه تابع بقية الصحابة على تحريمه في كل الأحوال، فغدا نكاح المتعة حراما إلى الأبد.

وهذا ما أفتى به الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، وإليك نص فتواه :-

الزواج في الإسلام عقد متين وميثاق غليظ، يقوم على نية العشرة المؤبدة من الطرفين لتتحقق ثمرته النفسية التي ذكرها القرآن -من السكن النفسي والمودة والرحمة- وغايته النوعية العمرانية من استمرار التناسل وامتداد بقاء النوع الإنساني (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) سورة النحل:72.

أما زواج المتعة، وهو ارتباط الرجل بامرأة لمدة يحددانها لقاء أجر معين، فلا يتحقق فيه المعنى الذي أشرنا إليه. و قد أجازه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يستقر التشريع في الإسلام. أجازه في السفر والغزوات، ثم نهى عنه وحرمه على التأبيد.

وكان السر في إباحته أولا أن القوم كانوا في مرحلة يصح أن نسميها (فترة انتقال) من الجاهلية إلى الإسلام؛ وكان الزنا في الجاهلية ميسرا منتشرا. فلما جاء الإسلام، واقتضاهم أن يسافروا للغزو والجهاد شق عليهم البعد عن نسائهم مشقة شديدة، وكانوا بين أقوياء الإيمان وضعفاء؛ فأما الضعفاء، فخيف عليهم أن يتورطوا في الزنا، أقبح به فاحشة وساء سبيلا.

وأما الأقوياء فعزموا على أن يخصوا أنفسهم، أو يجبوا مذاكيرهم كما قال ابن مسعود: "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل".

و بهذا كانت إباحة المتعة رخصة لحل مشكلة الفريقين من الضعفاء والأقوياء، وخطوة في سير التشريع إلى الحياة الزوجية الكاملة، التي تتحقق فيها كل أغراض الزواج من إحصان واستقرار وتناسل، ومودة ورحمة، واتساع دائرة العشيرة بالمصاهرة.

و كما تدرج القرآن بهم في تحريم الخمر وتحريم الربا -وقد كان لهما انتشار وسلطان في الجاهلية- تدرج النبي صلى الله عليه وسلم بهم كذلك في تحريم الفروج. فأجاز عند الضرورة المتعة ثم حرم النبي صلى الله عليه وسلم هذا النوع من الزواج. كما روى ذلك عنه علي، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم. ومن ذلك ما أخرجه مسلم في (صحيحه) عن سبره الجهني "أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة، فأذن لهم في متعة النساء. قال: فلم يخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وفي لفظ من حديثه: "وإن الله حرم ذلك إلى يوم القيامة".

ولكن هل هذا التحريم بات كزواج الأمهات والبنات أو هو تحريم مثل تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، فيباح عند الضرورة وخوف العنت؟

الذي رآه عامة الصحابة أنه تحريم بات حاسما لا رخصة فيه بعد استقرار التشريع. وخالفهم ابن عباس فرأى أنها تباح للضرورة. فقد سأله سائل عن متعة النساء فرخص له فقال مولى له: إنما ذلك في الحال الشديد، وفي النساء قلة أو نحوه؟ قال ابن عباس: نعم.

ثم لما تبين لابن عباس رضي الله عنه أن الناس توسعوا فيها ولم يقتصروا على موضع الضرورة، أمسك عن فتياه ورجع عنها .

زواج المتعة ... بين السنة والشيعة ..

يعتبر زواج "المتعة", أو ما يعرف بالزواج "المؤقت", أحد الموضوعات الفقهية المُختلف عليها بين أهم طائفتين من المسلمين: السنّة والشيعة. فالأولى تحرم هذا النوع من الزواج, قائلة بنسخه بعد تحليله. فيما الشيعة, تقول بحليته, وعدم نسخه.

ضمن هذا الجدل, يدخل زواج "المتعة", ليكون محط اختلاف بين الفريقين. وهو جدل سببه كما يرى البعض, عدم الفهم المتبادل لمعنى هذا الزواج, وشروطه, وطريقته, وصيغته. فيما يبقى زواج "المتعة" مبهماً لدى الكثيرين, من دون أن يعلموا له تعريفاً محدداً. فزواج "المتعة", وبحسب الفقه الشيعي, هو " تزويج المرأة الحرة الكاملة نفسها إذا لم يكن بينها وبين الزوج مانع شرعي - من نسب أو سبب أو رضاع أو إحصان أو عدة أو غير ذلك من الموانع الشرعية-", مشترطين لهذا الزواج شروطاً وهي: أولاً, تعيين المهر المتفق عليه. ثانياً, تعيين مدة الزواج بيوم مثلاً أو شهر أو سنة. ثالثاً, أن يكون الزواج بالرضا والاتفاق بين الطرفين. فإذا انتهت المدة تنفصل المرأة عن الزوج من دون طلاق.

ويجب على المرأة مع الدخول بها - إذا لم تكن يائسة - أن تعتد عدّة الطلاق, إذا كانت ممن تحيض, وإلا فتعتد بخمسة وأربعين يوماً.

والولد الناتج من زواج المتعة - ذكراً كان أو أنثى - يلحق نسبه بالأب ولا يُدعى إلا به, وله من الإرث ما للولد الناتج من الزواج الدائم والمذكور في القرآن الكريم, كما يرث من الأم, وتشمله جميع العمومات الواردة في الآباء والأبناء والأمهات, وكذا العمومات الواردة في الأخوة والأخوات والأعمام والعمات.

من هنا يرى فقهاء الشيعة أن "المتمتع بها زوجة حقيقة, وولدها ولد حقيق. ولا فارق بين الزواجين الدائم والمؤقت إلا أنّه لا توارث في زواج المتعة ما بين الزوجين, ولا قسمة ولا نفقة لها. كما أنّ له العزل عنها, وهذه الفوارق الجزئية فوارق في الأحكام لا في ماهية الزواج, غير أنّ أحدهما زواج مؤقت والآخر زواج دائم, وأنّ الزواج الأول ينتهي بانتهاء الوقت, والآخر ينتهي بالطلاق أو الفسخ".

تحليل عبدالله بن عباس لزواج "المتعة", هو الآخر كان محل خلاف بين علماء المسلمين, ففي حين يرى عدد كبير من علماء السنة أن ابن عباس حرّم المتعة في آخر حياته يرى علماء الشيعة, أن ابن عباس لم يحرمها, ويؤيدهم في ذلك عدد من علماء السنة. حول هذه المسألة يقول الدكتور النجيمي: "إن نكاح المتعة يحرمه أهل السنة بالاتفاق, نظراً للأحاديث الصريحة التي تحرمه. وقد خالف في ذلك بن عباس رضي الله عنه, وعليه أكثر أصحابه كعطاء وطاووس, وبه قال ابن جريج. فهم يرون أن نكاح المتعة للضرورة والحاجة الشديدة, كالميتة ولحم الخنزير, وبالتالي فإن الصحيح أن ابن عباس لم يرجع عن قوله هذا. وقد حكم ابن عبد البر في "الاستذكار بضعف الآثار التي ورد فيها رجوع ابن عباس عن القول بإباحة المتعة". وهو ما يذهب إليه العلامة المصطفى, من أن ابن عباس لم يحرم زواج "المتعة", مستنداً في ذلك لقول ابن عباس "رحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رحمة من الله تعالى رحم بها أمة محمد, ولولا نهيه لما احتاج إلى الزنا إلا شقي".

النجيمي, وفي موضع آخر, يُشكل على الشيعة إجازتهم لزواج "المتعة" في حال السعة والاختيار, معتبرا أنها إنما رخصت في الحال الشديد. في الوقت الذي يشير المصطفى إلا أنه لا يوجد دليل على اقتصار "المتعة" على وقت الضيق والحرج فقط, لقيام الدليل على سعتها, وعدم ضيقها.

على رغم اختلاف النجيمي مع المصطفى, إلا أنه يؤكد أن جميع علماء المسلمين من السنة, لا يقيمون الحد على من تزوج "متعة", معتبرين هذا الزواج, زواج "شبهة", ولا يعتبرونه زنا, ملحقين ولد نكاح المتعة بأبيه, مضيفاً بعدم القول بـ"كفر" من يبيح نكاح "المتعة". إلا أنه على رغم مرونته في هذه المسألة, يدعي بأن "الغلاة من الشيعة توسعوا فيها توسعاً هائلاً" وهو الادعاء الذي يرفضه العلامة المصطفى, مضيفاً أن "لا صحة لما قاله الدكتـور النجيمي, مع احتـرامنا الشديد له. لأن من شروط المتمتع بها أن لا تكون ذات "بعل" أي غير متزوجة, وأن تتم العملية وفق الشروط التي تحدث عنها". ويضيف المصطفى: "انه على رغم إباحة أئمة أهل البيت لزواج (المتعة) إلا أنهم تشددوا في السؤال عنها, والتأكد من تحقق شروطها, لكي لا يقع الطرفان في الشبهة والحرام. ففي الحديث عن الإمام محمد الباقر أنه سئل عن المتعة, فقال: إنّ المتعة اليوم ليست كما كانت قبل اليوم إنهن كن يومئذ يؤمَنّ واليوم لا يؤمَن فاسألوا عنهن. كما روي عن أبي سارة قال: سألت أبا عبد الله (الصادق) عنها, يعني المتعة؟ فقال لي: حلال فلا تتزوج إلا عفيفة, إن الله عز وجل يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون) فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك", معتبراً أن هذا التشدد "إنما جاء للحفاظ على العفة والأخلاق, بعيداً عن الممارسة السلبية لها التي قد يمارسها بعض الجهال. دون أن تكـون ممارستهم هذه مستوفية للشروط الشرعية".

ما يدخل فيه البعض من جدلٍ كلامي وفقهي حول "المتعة" يراه البعض جدلاً غير ذي معنى, كونه جدلاً لفظياً, على المسميات لا أكثر. وهي وجهة النظر التي يؤيدها الباحث الشيعي عبد المحسن الدعيمي, الذي يعتبر أن علماء السنة "أرادوا تحليل (المتعة) فتحايلوا عليها بإجازتها تحت غطاء (زواج المسيار)" متحدثاً في هذا السياق عما يحدث في بعض الدول الإسلامية الأخرى. حيث يطبق زواج (المتعة) تحت أسماء مستعارة, باسم (المسيار), أو (الزواج الصيفي)". .

الزواج "العرفي" , أو "زوج فرند" (عبد المجيد الزنداني), كل هذه الصيغ السابقة, يعتبرها الدعيمي, تحايلاً على زواج المتعة, وصيغاً مشابهة أو مطابقة أو قريبة منه, لا تختلف عنه إلا في الاسم فقط.

وما يراه الدعيمي مجرد اختلاف في المسميات لا أكثر يراه آخرون اختلافاً يتعدى الشكل إلى المضمون, معتبرين أن "الإِشكَال في زواج (المتعة) يطال تحديد المدة والشهود", على العكس من "زواج فرند و المسيار, فكلاهما مكتملاً الشروط, غير أن المرأة تتنازل عن شيء من حقها", بحسب الدكتور النجيمي.

حجج الشيعة فى اباحة زواج المتعة:

يستند الشيعة فى تحليلهم لزواج المتعة الى قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم

«فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن» النساء: 24

وعن عمران بن الحصين أنه قال: نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينه عنها حتى مات، قال رجل برأيه ما شاء

الرأى الشرعى الصريح فى زواج المتعة للسنة :

أجابت لحنة الفتوى والتفسير بالمملكة العربية السعودية :

بأن نكاح المتعة هو أن يتزوج الرجل المرأة لمدة شهر أو أي مدة سواء كانت المدة معلومة أو مجهولة وهذا نكاح باطل شرعا عند فقهاء أهل السنة ، ولا يحل بأي وجه من الوجوه .

شروط الصحة عند الشيعة

ويؤكد ان لزواج المتعة شروطاً يجب ان تكتمل، وفي حال عدم اكتمالها يعتبر زواج المتعة زنى، ومن ابرز الشروط ان تكون المرأة مطلّقة او ارملة او رشيدة (راشدة)، وان عقد المتعة يجوز مع فتاة عزباء اذا كانت راشدة ومعيلة لنفسها، اضافة الى مسألة العمر.

أما المهر، فلا تحديد له، أي أن الاتفاق بين الرجل والمرأة هو شريعة المتعاقدين ،

وعن المعاملات عند الشيعة يقول عطوي: "ليس للمرأة قيود في ما تفعل، ولها حرية ان تباشر أمورها بنفسها مثل الرجل، سواء كانت فتاة بكراً أو متزوجة، شرط أن تكون رشيدة وقادرة على إدارة أمورها بما يتناسب مع مصالحها ويتوافق مع الأعراف الاجتماعية. إذا أصبحت رشيدة، عندها تكون معاملاتها كلها صحيحة. وإذا قررت الزواج عندها لا يشترط إذن الوالد في شأن زواجها كما لا يشترط إذنه إذا ما أرادت بيع أو شراء أو إجراء إي عقد. شأن المرأة الرشيدة شأن الرجل لما لها من أهلية شرعية دون أن يكون لأحد ولاية عليها. وهكذا يقوم العقد عندما يكون لدى المرأة أو الفتاة أهلية، كذلك هي حال الشاب أو الرجل. وعندها تـتـسـاوى المرأة بالرجل في إجراء العقد".

أما عن المهر، فيقول: "لا بد من وجود مهر، وهو شرط أساسي. وإذا لم يذكر المهر يبطل العقد، ويمكن للفتاة أو المرأة أن تذكر المهر ثم تعمد إلى وهبه للرجل".

الفترة الزمنية

ترتبط الفترة الزمنية لعقد زواج المتعة بإرادة الطرفين ولا تحديد لها، إي يمكن أن تكون خمس دقائق أو (50) خمسين عاماً... "وبما أن زواج المتعة هو عقد زواج عادي تترتب عليه كل تبعات الزواج، في حال كان هناك حمل، فلا بد من إتمام الموجبات، ويعتبر الطفل شرعياً وتعترف المحاكم الجعفرية بنتائج عقد زواج المتعة. أما في حال انتهاء العقد، فلا بد من انتظار العدة، أي انتظار دورتين شهريتين، أو 45 يوما. اذا كانت لا تحيض".

وعن إحجام الطائفة السنية عن زواج المتعة يقول عطوي "يبدو أن الخليفة عمر بن الخطاب، عندما تولى الخلافة، ربما صار هناك نوع من تنظيم لهذه المسألة بعدما اعترتها الفوضى .

ويستدرك قائلا: "ربما يكون هذا التحريم مؤقتاً، ولكن يبدو أن الحاجة إليه انتفت وهكذا أصبح عرفاً. والـسـنـّة ارتاحـوا إلى هذا التحريم واستمر".

هكذا تكون الطائفة الجعفرية الشيعية قد تفرّدت في تحليل زواج المتعة، بينما أحجمت بقية الطوائف الإسلامية (السنّة و الدروز والبهائيون) عن الاعتراف به، بل تعتبره زنى، ولا تحـبـذه إطلاقا.

ويبرر علماء السنّة ذلك، عدا عن تحريم الخليفة عمر بن الخطاب لزواج المتعة بأن الرسول قد حلل زواج المتعة أيام الحروب والغزوات التي قادها المسلمون ضد الكفار والمشركين بالله، وسقط منهم العديد من الشهداء، فترمّلت النساء، وكان على النبي الكريم إيجاد الحل الناجع لهذه المشكلة، فكان زواج المتعة. أما اليوم فقد تغيرت الأحوال وأصبح الزواج سهلا، إضافة إلى انتفاء سبب تحليل المتعة

تعدد الآراء

... ولكن حتى في أوساط الشيعة، ثمة أصوات كثيرة ترفضه لأن من يريد الإقدام عليه يجب أن ينظر بعين الرضى إلى شقيقته أو والدته الأرملة أو المطلّقة، عندما تعقد عقد المتعة، وهذا ما يرفضه معظم الرجال الشيعة.

إحدى الفتيات المطلّقات تقول: "إني اعقد عقد المتعة دون حرج، واطلب مهراً من الرجل المؤمن الملتزم للشريعة، وغالباً ما احصل على مهر جيد يساعد في سدّ بعض حاجاتي، لكنني اشعر بأنني أخالف الـديـن لجـهـة أن عـقـد الـزواج يـنـبـغـي ألا يـكـون هـدفـه الربح وإلا تحوّل نوعاً من الدعارة. أرجو أن يسامحني الله (...)".

شاب من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، لا يتردد في الموافقة على زواج المتعة ويفتخر أمام أصدقائه بأنه أقدم على عقد زواج المتعة مع العديد من النساء المطلّقات والأرامل، ويقول: "انه شرعي، ولنا أجر عند الله. ولماذا اذهب إلى البار وازني ما دام الدين قد سمح لنا بزواج المتعة؟".

زواج المتعة وانواعه عند الشيعة :

زواج المتعه وانواعه منذ أنّ حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم زواج المتعة وأهل السنة موقفهم واضح في الوقوف جنباً إلى جنب مع النص الشرعي.

لكن ما هي أنواع زواج المتعة عند الشيعة وهل هو عبارة عن زواج مقيد بزمان أم صار في عرفهم وضميرهم أكبر وأعظم من هذا وبلغ الغلو فيه مبلغه.

زواج المتعة - متعة المزار :

هذا النوع من زواج المتعة واسع الانتشار في مشهد بإيران ، ويسميه أبناؤها زواج ( المتعة فوق رأس السيد ) في إشارة إلى الإمام الثامن الإمام الرضا المدفون في المدينة.

هذا النوع من زواج المتعة غير جنسي بخلاف زواج المتعة المعتاد حيث تتفق عائلتان على جميع الشروط والترتيبات الخاصة بزواج ولديهما ، تسمحان لهما بعقد زواج ( متعة غير جنسية ) في مزار الإمام ، وبذلك يكسبان البركة !!

إضافة إلى درجة من الحرية تمكنهما من الانفراد ، ولأداء هذه الطقوس ، يرتدي العريس وعروسه المفترضة ثياباً جديدة ويتوجهان إلى المزار بصحبة أقاربهما وممثليهما ، وغالباً ما يكون هؤلاء من أفراد العائلة ، ولا يدخل إلى قاعة الضريح سوى العريس وعروسه أو ممثليهما ، ويقف الجميع قرب المكان الذي يعتقد أن رأس الإمام تحته ، ويعقد ممثلاهما زواج ( متعة غير جنسية ) بينهما ، ثم يخرج الجميع للقاء سائر أفراد العائلة والأقارب ويتناولون الحلوى

زواج المتعة - المتعة بين السيد والخادمة

زواج المتعة - متعة التجربة يقول آية الله المظهري ( من حيث المبدأ ، بإمكان رجل وامرأة يريدان عقد زواج دائم ، ولكن لم تتح لكل منهما الفرصة الكافية لمعرفة الآخر أن يعقدا زواج متعة لفترة محددة على سبيل التجربة ، فإذا وجد كل منهما أنه راض عن شريكه بنتيجة هذا العقد ، يمكنهما عندئذ عقد زواج دائم ، وإذا لم يتفقا يفترقا )

لكن: أين ميزان العفة والعذرية هنا ؟؟ ؟ لا إجابة ، بإمكان أي شاب وشابة تجربة بعضهما البعض بكل سهولة باسم الإسلام وتعاليم الإسلام !


زواج المتعة - المتعة من أجل الإنجاب

أحد أنواع زواج المتعة التي يرتبط بها رجل وامرأة لا من أجل الاستقرار العائلي بل من أجل الإتيان بطفل لأحد الطرفين وبعدها يتم الفراق بعد المدة التي اتفقا عليها !


المتعة من أجل المنفعة المادية :

هذا نوع آخر من أنواع المتعة وهو منتشر في إيران

تذكر شهلا حائري في رسالتها ( المتعة المؤقتة – حالة إيران 1978-1982 ) وهو زمن عز الثورة الإيرانية بقيادة الخميني ما نصه ( يفترض العديد من الإيرانيين أنّ دافع المرأة إلى عقد زواج مؤقت هو دافع مادي دائماً. ويعزز هذا الافتراض الشكل التعاقدي للزواج و طبيعة التبادل والخطاب الديني السائد. وفي الواقع تعقد نساء عديدات زواجاً مؤقتاً لتأمين حاجاتهن المادية.)

زواج المتعة - المتعة الغير جنسية

هذا نوع آخر من أنواع المتعة عند الشيعة ، يتم فيه اشتراط عدم إقامة علاقة جنسية ، بحيث يتمتع الشاب بصحبة الشابة التي يريد كأي عاشقان دون أن إقامة علاقة جنسية !

يطلق على هذا الزواج في إيران اسم ( سيغيه محرّميه )

والغريب في هذا الزواج افتراض ما إذا أراد الشاب بعد هذه المصاحبة أن يتحول إلى علاقة جنسية كأي زواج متعة لساعات أو أيام معدودة فماذا يفعل؟

تجيب شهلا الحائري بعد دراسة لهذه القضية في الفقه الشيعي قائلة ( وكل ما يتعين على المرأة أن تفعله في حال غيرت رأيها ورغبت في تحويل ( المتعة الغير جنسية ) إلى ( متعة جنسية ) هو إبداء رغبتها هذه أمام الرجل ، في المقابل لا يتمتع الرجل بالامتياز نفسه بعد أن يوافق على عقد ( متعة غير جنسية ) على الرغم من أنه يحق له إنهاء العقد في أي وقت يشاء ، وتغيير طبيعة العقد أو إنهاؤه لا يتطلب طبعاً أي إجراءات إضافية )


زواج المتعة - من أجل حرية الاختلاط



تقول شهلا ( يمكن عقد زواج متعة غير جنسية بين رجل راشد وفتاة أو أكثر دون سن البلوغ ، من أجل جعل الرجل وأفراد عائلته من الذكور ، من محارم والدة الطفلة ، يجتمعون بأفراد عائلتها من الإناث ، وهذا يسمح لأفراد العائلتين بالاختلاط والاجتماع بحرية ) !

قالت شهلا الحائري : رب العائلة التي أقمت عندها عقد زيجات متعة غير جنسية مع العديد من فتيات الحي وكانت جميع هذه الفتيات دون سن البلوغ ، ومدة العقد ساعة أو أقل أحيانا . في حين كان المهر بعض قطع الحلوى !!!

وكانت إجراءات العقد تتم وسط الضحك واللهو والمرح ! وعلى الرغم من انقضاء مدة العقد بسرعة فإن صلة القرابة التي ينشئها مع أمهات الفتيات تدوم إلى الأبد ، مثل العلاقة بين امرأة وصهرها .

الخاتمة ..

إن الإسلام دين الحياة ولضمان حياة كريمة للإنسانية، لم يترك المشرع أمرا فيه سعادة الإنسان إلا ونظمها بتشريع يضمن فيه حسن سلوك المخلوق، ولا ريب، فالخالق العادل لا يشرع الظلم ولا يقر أمرا فيه انحطاط الإنسان والإنسانية، ولهذا ما كان تحريم زواج المتعة إلا تأكيدا للطف الخالق بخلقه، وكيف لا يكون كذلك وهو الذي خلقه والعالم بتكوينه النفسي والإرادي وما هو مؤثر على نفسه وسلوكه، حرم الإسلام زواج المتعة لأنه ينظر للعلاقة بين الذكر والأنثى نظرة تكريم وتهذيب وسمو لا نظرة حيوانية مجردة، نظر الإسلام للجنس كعامل استقرار نفسي لطرفيه، بإشباعه تصلح النفوس وتقوى على العبادة وأعمار الأرض واستمرار الخلق، ولعل قوله صلى الله عليه وآله وسلم في معرض تصوير العلاقة بين المرأة والرجل، (لا تجثوا على نسائكم كما تجثوا البهائم)، أبلغ مصداق لسحر هذه العلاقة إذ لم يجعلها بهيمية غريزية حيوانية مجردة بعيدة عن الاحاسيس والمشاعر .

والحمد لله رب العالمين ,,

أ. جمـال سـعيد الدرويـش