ضاقت العراق بما رحبت بأهلها
اللون الأحمر يميز الدول المسلمة والدول العربية عن غيرها من دول العالم، والدم الجاري بات علم مرفرف بسماء وارض هذه الدول، والمهانة سمة الشعوب والسعي إلى السلم والجنوح له صفة الزعماء، فأي عار لحق بنا نحن معشر العرب نحن امة الإسلام؟؟؟ وأي وهن وصلناه لم تصله شعوب أو قبائل العصور الحجرية من قبل الحيوانات المفترسة؟؟.
فهذا الدم العراقي رخص ثمنه على يد الغدر والاحتلال تارة وعلى يد أبناء العراق تارة أخرى تحت مسميات لا تمت للحقيقة بصلة، فمئات الجثث العراقية يجتث وجودها عن قيد الحياة يوميا بحجة المقاومة،، فأي مقاومة هذه التي تستدعي من العراقي نسف وتفجير نفسه بأهله؟؟ وأي مشروع أو مشاريع تمرر على هذه الأرض التي ستخرج أرضها بعد سنوات آبار الدماء بدل آبار النفط فالنفط نهب!!!، وعن بغداد العظيمة والدائرية قديما لنتحدث بلا حرج فقد قررت قوات الاحتلال تجديرها بناء الأسوار حولها مغيرة معالمها قاطعة تواصلها مع المناطق المجاورة لها بحجة الأمن،، لكن أي امن هذا اهو امن الأمريكي ان العراق؟؟ أم أنها تجسيدا للفعل الإسرائيلي وجداره الفاصل والذي نهب الأرض وجثم على الصدور الفلسطينية؟؟، فاليوم بغداد وغدا البصرة وبعده الموصل لتتحول العراق إلى سجون وأد وقبور لأهلها الذين فقدوا الحيلة فأمامهم احتلال غاشم وخلفهم حكومة بلهاء وعن يمينهم سجون ذل وعلى يسارهم عمليات تفجير فلا مفر.
هذا العراق الأنين ومنذ أربع سنوات يفقد كل يوم مئات الشباب والنساء والشيوخ والأطفال وأرضه المباركة تتعرض لعمليات تطهير من ساكنيها وكل هذا يجري على مرأى الأمتين العربية والإسلامية دون إن تحرك ساكنا،، فالويل لنا ما الذي سننقله للأجيال القادمة وما الذي سيسجله تاريخ أمتينا؟؟ هذه أمريكا تنتقم من العالمين العربي والإسلامي بحجة الإرهاب الذي طالها في 11/سبتمبر، لتحول الكرة الأرضية دمية لا تتعدى كرة يركلها البوش من مرمى إلى آخر في أي وقت يريد!! وفي الشهر الجاري يقتل طالب عدد من زملاءه لتهتز دول العالم المنافقة رافعة رايات الغضب و أعلام الحداد، وانشغل الإعلام العالمي لهذه الحادثة ومنه الإعلام العربي الذي قدم البرامج والسير الذاتية للضحايا دون كلل أو ملل!!!، فهنا المفارقات الآلاف بل عشرات الآلاف إن لم تصل الضحايا العراقية إلى المليون ولا احد يذكر السيرة الذاتية لشهيد أو قتيل أو مجني عليه في ساحة العراق، ولا احد يحقق فيمن الذي كان وراء عمليات القتل ومن هو الجاني الحقيقي،، ومن يدعم الجناة ويمدهم بالمتفجرات، لا احد يدين الاحتلال ولا موقف عربي موحد يدعو بضرورة تحرير ارض العراق العريق وشعبه الأبي الذي ما تأخر عن نصرة قضية عربية قديما وحديثا، .
نعم انه الوهن وإنها المشاريع والمصالح هي السلعة التي يبعها العرب والمسلمين للعالم المتحضر لقاء نهبه لمقدراته حينا وزيادة مديونيته حينا آخر واستعمار أرضه وانتهاك حرمات الشعوب في الحين الأخير،، فهي النهاية لمطاف المساومة والبؤس والتخلي من قبل دولة عن دولة أخرى، وفق مقولة أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
وهنا لا بد وان نستذكر إيران المهددة بضربة غربية أو أمريكية لتشبثها ببرنامجها النووي،، فهذه الدولة الإسلامية والمجاورة لأرض العراق تهدد حينا ويرفع عنها التهديد آخر،، لكن السؤال أين موقف هذه الدولة وواجبها تجاه العراق وشعب العراق كونها دولة الجوار الإسلامية والتي تعد من أغنى الدول الإسلامية وأكثرها قدرة على مواجهة الأخطار؟؟؟ فهل ستقف غدا بجوار العراق وسيكون حالها كحال العراق؟؟ أين السعودية مما يجري في العراق؟؟ اوليس هناك واجب رفع كلمة اللا لسفك الدماء عاليا؟؟؟ وأين المغرب العربي ومصر الكبرى؟؟ أين جميع الدول العربية والإسلامية وما دورها حيال احتلال دولة العراق وحيال الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟؟.
عود على بدء الجميع يرى في السلام والمحادثات والمناكفات السياسية مخرجا لمأزق،، والكل يرى رفع غصن الزيتون و العلم الأبيض كبديل عن الأحمر والذي تمخض عنه الأسود، هذه هي النظرة العربية والإسلامية رغم أن المحتلين والمتربصين يضربون بساعد ويصافحون بكف وما هي إلا حملات إعلامية.
فإلى متى سينزف العراق ونشاهد جثثه متناثر ومبعثرة؟؟ فقد كاد له العدو وانتهك أرضه وطمس معالم حضارة هذه الدولة التي نشأت حضارتنا منها، والويل أصاب غالبية البيوت وانتشرت الفتنة وعم الفساد والنهب والسلب والخطف والقتل والتجني والتدمير وعاون البعض قوات الاحتلال على ما قامت وتقوم به، فاختلط حابل هذه البلد بنابلها وما عاد المتابع يعلم من هو الجاني ومن هو المجني عليه، ولم يبقى إلا حقيقة واحدة معلومة للعالم وهي أن العراق محتل من قبل أمريكا وتمارس ضد شعبه أبشع الجرائم على أيدي الاحتلال وأعوان الاحتلال والمروجين له!!.
فرأفة بأبرياء العراق لا بد من التحرك،، فهذه الدولة سينقرض ساكنيها إن بقي هذا حالهم فمنهم من سيقضي نحبه ومنهم من سيترك ارض العراق بما رحبت،، وكل هذا على مرأى ومسمع الأمتين العربية والإسلامية،، فبأي ذنب اتخذت العراق؟؟ وأين أصوات الحق المدوية لرفع الظلم عن العراق؟؟ أين العمل الجاد لنصرة بوابة الشرق؟؟ والسؤال لو احتلت ولاية أمريكية أو دولة غربية على يد دولة عربية كيف ستكون الصورة وكيف سيكون الموقف العربي والإسلامي؟؟؟ الأكيد انه نقيض الحادث،، ولو حدث زلزال في ولاية أمريكية أودى بأرواح المئات من الشعب الأمريكي فما هي المساعدات العربية والإسلامية التي ستقدم؟؟... ليت اليقظة تزورنا مرة واحدة وقبل فوات الأوان.
خيريه رضوان يحيى
مديرة مركز شعب السلام للأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي
جنين-فلسطين
ضاقت العراق بما رحبت بأهلها بقلم:خيريه رضوان يحيى
تاريخ النشر : 2007-04-26
