الحب في مدينتنا بقلم: جورج أبو الدنين
تاريخ النشر : 2007-04-24
في مدينتنا الحبّ انقلابٌ

ما حلّلهُ دينٌ أو نبيٌّ أو كتابٌ

إن دخلتهُ عذّبكَ قومكَ

إن ابتعدتَ عنه

نمتَ و على شفتيكَ عذابٌ

*****

في مدينتا الحبّ مخدراتْ

فاحذر من الإدمانْ

الدخول فيه عقابه عشرُ مؤبداتْ

تقضيها –في مدينتنا- خلف القضبانْ

فجريمة أنك عاشقٌ للفتياتْ

و جريمة اكبر أنك إنسانْ

*****

في مدينتنا آلات تفريخ

و تنظيف، و تسلية

هي النساءْ

و في مدينتنا أبطالٌ

أبدعوا في قتلهن

و حكمهن، و كبتهن

و منعوا عنهن رحمة السماءْ

*****

في مدينتنا رجالٌ كبارٌ و صغارٌ

الطفلُ فيهم – قبل الشيخ- أصابهُ الخَرَفْ

يعذبون زينب و عفاف و سلمى

و يقتلون ليلى و سلوى

و يشيعونَ في نفوسِ بناتِ بلدي القَرَفْ

و إن قالت يوماً –رغما عنها- لا

و إن قالت يوماً – دون أن تقصد- لا

تكونُ النتيجةُ:

جريمةُ شَرَفْ

*****

في مدينتنا الحبُّ ممنوع و ممنوع و ممنوعْ

و الزواج على الله و العتب مرفوعْ

فإن قالت الفتاة لرجل خطبها (نعم)

و لا بد من التأكيد : رغماً عنها

فلا يحقّ لها الرجوعْ

بل عليها لكي تحيا

أن تطعم الرجل حين يجوعْ

أن تكونَ وجبةً جاهزة

عند الطلب و مهما كان الوقت

لذلك الوغد المفجوعْ

*****

في مدينتنا نضع المرأة في زجاجةْ

فتعيش لكل تطبخ و تنظف و تخدم

و لكي تكونَ دجاجةْ!

و حين تهرم

و يصبح فراش الموت مسكنها

لا يعود لها حاجةْ

*****

في مدينتنا شوارع بنوعين:

نوع لتسير عليه السيارات

و نوع لتسير عليه أيادي الأبطالْ!

أما الأول فهو لمراكب الحديدْ

و أما الثاني فهو محدّدٌ

و منمّقٌ،

و مزروع على جانبيه آلام النساءْ

لكي يمرّ عليه الرجالْ

*****

في مدينتنا إن أحببتَ

فأنتَ حقيرْ

إن عشقت

فأنتَ –بلا شك- خطيرْ

و إن قلت لفتاة: أحبّكِ

فإنكَ، و بلا شك أيضاً

قد قلتَ الكثيرْ

فمن الأفضل يا عزيزي العاشق

أن تقولَ ما يقبله العقل

و ما هو مسموع في البلاد

ذلك الصوت الجميل

الذي يقولون له في مدينتنا الشخيرْ!!