الضلع العائد شعر : فولاذ عبد الله الأنور
تاريخ النشر : 2007-04-21
الضلع العائد شعر : فولاذ عبد الله الأنور


 هل كان يجب أن تنتظر

كل هذه السنين لتلقانى

فى الخمسين من عمرك ؟

الضلع العائد

شعر

فولاذ عبد الله الأنور


وأنا ؟ ،

هل يمكن أن أتحمَّل هذا الحبَّ ،

وأن تحملَنى أرضُُ وسماءْ ؟

. . . .

هل يمكن أن أتحمِّل إشعاعكِ ،

مُنسرِباً فى قلبى ،

ينسابُ مع النبض الدافق ،

بين عروق ودماءْ ؟

. . . .

هل يمكن أن أستوعبَ ،

عودة هذا الضلعَ ،

إلى رئتىَّ ،

وأن أفهمَ كيف خطوتُ على الماءْ ؟

. . . .

هل يمكن أن أفهمَ ،

كيف العشبُ أمامى يترعرعُ ،

بين صخورٍ مُلْسٍ ورمالٍ صفراءْ ؟

. . . .

هل يمكن أن أفهمَ ،

كيف " ربيعك " يتحلَّق حولى ،

ويوسّعُ لى عن خطوى ،

فأمرَّ على الأشهادِ مليكاً ،

من آخرِ عصرِ النبلاءْ .

. . . .

أن أفهم كيف " خريفى "

يتألَّق بين يديكِ ،

ويُثمرُ أعراساً ، وحدائقَ ، وقصائدَ غنَّاء ؟

. . . .

هل يمكن أن أفهمَ ،

كيف يلاحقنى وجهُكِ ،

كالأم الباحثةِ عن الطفل التائهِ ،

فى قَلبِ الصحراءْ ؟

. . . .

لأعود إلى حجرِك فى آخرة العمر ِ ،

وأصعدَ فى خُيلاءٍ بين سماء وسماءْ !

. . . .

لكأنَّكِ مُعجزةٌ ،

فى عصرٍ لا تُفلحُ معه إلا مُعجزةُُ مثلُكِ ،

أو خَرْقُُ للعادةِ أو إيقافُُ للوقتِ ،

وإبعادُُ للحكماءْ .

. . . .

وأنا ؟

ماذا سأسمّيك،

وماذا سأسمِّى أيامَكِ ،

تتلاحقُ فى ذاكرةِ القلبِ شموساً ،

وكؤوساً تتعانقُ فى ليل الشعراءْ .

. . . .

الأرضُ مُغايرةُُ حين تُطلِّين علىَّ ،

وأبعد من غَوْرِ المعرفةِ ،

وأعمقُ من تفسير الأشياءْ .

. . . .

سيدتى ،

هل يمكن أن نتحمّلَ هذا الحبَّ ،

وهل تقدرُ أن تحمِلَنا أرضُُ ؟

وسماءْ ؟!