هل أفتح النافذة ؟! شعر : عبدالجواد خفاجى
تاريخ النشر : 2007-04-20
هل أفتح النافذة ؟

شعر : عبدالجواد خفاجى

أخيراً ...

يستقيم الساجدونَ

لسـجدةٍ قادمةْ ،

والتحياتُ للقادمينَ

فى دُكـنة الليلِ ،

أو فى طلَّة الفجَرِ

أو ...

فى الرََّكعَةِ الفاصلةْ .

سأرتِّقُ الليلةَ صَدْرى ،

وأغلقُ النافذةْ ؛

الطُّرْقُ مشنوقةٌ كُلُّها ،

والحَناجرُ التى نَتَأ العَظْـمُ فيها

تُدَشِّنُ للفجائِعِ شجْـبَها ، !

لا أفق فى الأفقِ ...

البحرُ ساجٍ كليلة البارحة ،

وآخر طلقة كانت تعربدُ فى الحلقِ

أحسبُها شاردة !

كأنه الصدرُ (بيتُ المراسمِ الجنائزيةِ )

والمتشحونَ بالسوادِ استقاموا

لليلةٍ قادمة .

فهل أفتح النافذة ؟

وكلُّ صباحٍ

حين أنهضُ من كبوةٍ

تغتالُ حلمى

تكون على شفتىَّ

حباتُ عرقٍ متكلسة ،

وآخر كلماتِ الليلةِ الفائتة ،

وثمةَ ما يلجُ الحلقَ :

قهوةٌ فاترةٌ ..

طعمُ آخرِ رغبةٍ مهزومةٍ

وأولُ نَخْبٍ لسآمةٍ ماثلة .

أتَسَمـَّع نشرةَ الأخبارِ

ـ كالعادةِ ـ

ناموا بلا هُدنةٍ

فى ربوع الرمادِ الكثيرْ

بواد غير ذى زرعٍ ،

وأفئدةٌ من الناسِ تهوِى

- عليها السلام -

على حِصْرمِ الأرضِ

ترضعُ الرملةَ الناعمة

كالعادة ماتوا

بلا حربٍ ولا سلمٍ

والبومُ تَـنْـقُـرُ فى الجثثِ الراعفة ،

فهل أفتح النافذة ؟

التباريحُ مفتوحةٌ

والجُـرْفُ مـُتَّـسـعِ هوير ،

فهل أمضى إلى دمنةٍ

فى البعيدِ البعيدْ

كى أمزقَ صدرى عليها ،

وأبكى جَراهمةً ... ؟

أدْمَـتِ الريحُ أعينَهم

فاستراحوا إلى وهدةٍ

فى رمالِ الكـثيبْ

أمةً للفـصـيلِ الهزيلْ ..

أمةً للجِـمالِ التى ...

مشيها وئيد !

فهل أبدأُ من لحظة الطعن ِ

أم من لحظة الظعنِ ،

أم من لحظةٍ أُولى ...

تصبُّ الدمعَ فى بدء القصيد ؟!

ربما تلهيتُ

بعَـدِّ الجِراحاتِ

أو دندناتِ السؤالات :

ماذا وكيف ؟

ربما ارتحت ...

فى حضن صبَِّارةٍ – فى الفلاة –

على شَكْلِ سيفْ !

سأرتبُ عندها صـبرى ،

وأعودُ

مثلما عادوا ...

حسبَ الأصولِ أو حسبَ زيفْ :

القوسُ فى الرملِ

والسيفُ فى الرملِ

والرأس فى الرمل

وفى جعبتى ألفُ خوفْ !

ليس يجملُ فتح هَذِى النافـذة .

لا صبحَ فى الصُّبحِ

رُزنامةُ الوقتِ سـاقـطة

وثمَّة ما يلجُ الـمَـدَى :

صوتُ قاذفةٍ ،

ورائحةٌ خائفة ،

والقانطون فى الدرب اسـتقاموا

لوصمةٍ قادمة .

فهل أفتح النافذة ؟ !

e.m:[email protected] om