المهد الأحمر الناريّ
تعصف رياحُ أفكاري
فَيُلَوِحُ بسفينتهِ على ذراعيَّ
في باطن أمواجي
تتخبط أحشائي
حاملةً طفلاً في مهده
الأحمرِ الناريّ
رداءٌ تَوَشَحَهُ
خمريٌ .. مخمليٌ .. كالجوري
قد أصبح يرتديهِ في خيالي
في ليلي والنهارِ
حين أغيب
يتوسد شطآني
وكالطفلِ الصغير يطلب حناني...
عَطِشٌ هو...
يريدُ من بحري قطرةً
تملىءُ جوفهُ الخالي
أتعرف حبيبي لماذا أجافي...؟؟
وتسألُ نفسكَ لما أبتعد...
لماذا عن سفينتك أسافر...؟
أتطلبُ النارُ المتلهفة ماءً لتروى
أتعشق السفينةُ الأعماق مأوى...؟؟
فإن أشربتكَ من حبي قطرة
أهلكتُ سفينتكَ
وبجنون بحري ستفنى
فإكسب يا عمري عمرك وأبقى
عش عَطِشاً
وإمتلىء حباً من غيري
من حبٍ لن يجعلك تغرق
لا أريدك أن تهلك
لكني بحرٌ
وبأذرعي سأحتضن مهدك
وأعدك لن تهلك
وسأبقى في ذكرك
قارئَةً داخل إحساسك
ولترفع شراعك
وتبحر في جسدي من جديد
لأعرفَ أنك لحبٍ آخر
قررتَ المبيت
سأدفَعُ مهدكَ
حتى آخر الطريق
سأوصلك الشاطيء
ولا أبالي لنفسي إن تبخرت
أو تجمدت كالجليد
فأنا تعودتُ أن أحطم
أن أجهض الامل الوليد
لكني وهبتك حياتك من جديد
لتستمر ... وتكبر
بعيداً عن بحري
ولتخرج من أسر ذاك المهد
الأحمر الناريّ
وعلى شاطئِكَ وجزيرَتِكَ
تكونُ الحاكم الوحيد
المهد الأحمر الناريّ (إهداء إلى شاعر الدمعه) بقلم : فراشة القمر
تاريخ النشر : 2007-04-19