رسائل بلا ردود للشاعر الفلسطيني /خالد عبد العزيز داود

الرسالة الثالثة

أيها الوهم الذي مر على أفقي الخجول

مرسلا مع ومضة الصبح ومع طيف الأصيل

أيها الناسي علام بذلت لي عهد الهوى

ثم أهدرت العهود كأنها أحلام ليل

ماضيا عني على درب الحياة مخلفا

قلبي الملهوف مزروعا على الدرب الطويل

كم كتبت إليك أوراقي وبين سطورها

كنت أسكب دمعي المسفوك مدرارا جزيل

كم بذلت من الكلام على الصحاف وليتني

ما كتبت ولا أهنت النفس في هذا السبيل

ليتني فرقت أوراقي نثرت فتاتها

في طريق ولم يكن بيني وبينك من رسول

كنت أحسبها امتداد للهوى ما بيننا

كنت أحسب أنها تحمي الوداد من الذبول

إنما يالهف نفسي لم تكن إلي ندا

ردد الوادي صداه وضاع كالوهم الذليل

أيها المخدوع في نفسك دع طهر الهوى

للذي صان الهوى من أن يضيع وأن يزول

لا تقل إني محب فالمحب إذا نأي

صان ذكرى حبه من أن يضيعها الرحيل

لا تواتيني بغدر قد سئمت تذرعا

فالذي أدريه أنك لست تعني ما تقول

إن تكن أصدرت من بعد النوى أحلامنا

بعد أن كانت لأفقك ذلك الغد الجميل

إن تكن بعد الفراق سئمت من حبي فقد

كان هجري في خيالك منذ عهد مستحيل

كنت تقسم بالهوى المهدور حين تساؤلي

ثم أرديت الهوى في قلبك الجاني قتيل

كنت تدعو باسمي المنسي لما تختلي

مع فؤادك فاغتدي اسمي بعد عهد للأفول

يا خيالا طاف بي وأزاله نكرانه

للمحبة فانطوى في خاطري وهنا كليل

أنت إن ألقيت أبكي في التراب ففي غد

سوف يسلبك الكرى نوم على حوم الخميل

أنت ان مرغت قلبي في التراب فغدا له

قد تحن إذا افتقدت الصحب أو انس الخليل

حينها لن تلق إلا الوهم في ليل خلا

من رفيق كان يرضى منك بالقدر القليل

عش وحيدا مثلما شئت ولكن في غدٍ

حين تدعوني فلن تلقى لقلبي من سبيل

للمزيد: www.kdawoud.com