رساله الى أمي
أكـرامـا للشـهـداء في يـوم الأسيــر
يا طير أحملك سلامي الى أمي في مثواها الأخير
خبــرها عـن الــوطن وأيش قـاعـد فـيـه يـصير
قلها إبـنـك إلي ودعـتـيه بـدمـوع الـعـيـن,
لما عرفتي أنه ترك الـجـامـعـه هوه وصاحبه ومشوا مع الثـوار.
رفعتي أديكي للسمـاء وقـلتي, الله ينـصـركم يامـه, وتكـملوا المشـوار,
وأن أستشهـدت ياحـبيبـي, أنشـاء الله أشوفك في الجـنـه,
بس لا تنسى تجيبلي معـاك لـيـمـون وزتون,
من الزتونـات والليمونـات إلي زرعتن أنـا أبوك في الحـكوره وحولين الـدار
وطـال المـشوار يامـه وراح الحـاج عـند ربـه, وأنتي مـا قدرتي على البعـاد.
قـلهــا يـا طـيـر أبنـك مـا قـدر يـوفـى بــالـوعـد, وصـاحـبه أستـشـهـد
ودمـانهم أنـخـلطـت بـتراب الـوطـن ونـبـتـت,
والـوعـد ديـن يـا إمي وأنشاء الله مـا أخيبـلك رجـاء أوأمـل.
قـلهـا رجـع دمـه سـايل, ورفــقـاتـه إلي مـنـهـم أسـتشـهـد,
ولـي أنـجـرح ولي إنـأسـر, وهـوه حـمـل صـاحبـه عـلى ظـهـره,
ورجـع فـيـه على عـجـل.
قـلـهـا يـا طـير تسـامـحـنـي, وتـقـلي وين أشوفـهـم؟
في الجنه ولا حـيـدورولي على خـيمـه مـع إلي مـعـندهـمـش وطـن.
الجنه يا أمي للشهداء والحلوين إلي زيـك وزي أبوي الـحاج,
بـس أحـنـا وينـا مـنـهـا يا حسره, بـعـد مـا رمـيـنــا السلاح,
وعمـلنـا مـن الـكـفـاح غـنـيه وصـرنـا مـا نـشرب إلا مـن الكـاس والـقـنـيـه.
عـمـلنـا زي الـغـراب, لا تعـلـمـنـا مشي الحـجـل ولا أعـرفـنـا نـرجع زي مـا كـنـا.
أه يـا طيـر شـو بـدي أخـبرك عشـان تـخـبـرهـا,
قـلـهـا مـفـتـاح الـدار معـلق فـي الـرقـبـه,
صـحـيح هـوه إمصـدي, لـكـن صـار غـالي علـيـه,
أمـانـه أصـونـهـا بدمي, هـذه كـانـت الـوصـيـه,
سـلـمـونـي أيـاه الـجـيران هـديـه الـوداع, حـطـوه بـين أديـه.
كـان نـفـسي أستلمـه بأيـدي, وسلم عـليـكم,
أبـوسـكـم وأشـكـركـم وأركع لربي بين رجليكم,
معلش يا طيـر الله يـرحمـهم ويفـك أسـر أخـوانـا الفـدائـيه,
والمفـتاح بـفضـل أمــانـه مـعـلقـه فـي رقـبتي,
وحييجي اليوم أفـتح فـيه الـدار, وأذا الله مـا راد لـيـه,
حـيحمـله مـن بـعـدي أبنـي ياسر أوبنتي فلسطين,
وهـيك يـامـه بنـحـافـظ على الـعـهـد والقضـيه.
مـلحـوظـه:
1967م كنا في بداية الدراسه كلية الطب في المـانيـا عندما حلت النكسه. نـفسيـا لم نتحمل الضغوظ والهـزيمـه ومسخرة الألمان على كل واحـد شعـر أسود. وأصبحـنـا نعـامل مثل السود في أمريكا وجنوب أفريقيأ, وكان بعض أخـواننا العرب أذا خرج الى الشارع يحمل سكين المـطبخ على خـصره حتى لا يحاول أحـد مضـايقـته, كثيرون من الطلبه العرب والذين لم يتحملوا الضغط النفسي جراء الهزيمه تركـوا أوروبا التي أصبحت واقعـه تحت الضغط الصيوني. أمـا صـديقي والذي رافقني المشوار الى وصلنـا قـاعـدة حـركـة فتح في الهـامـه على حـدود دمشق, هـو زميلي في المدرسه الثانويه في خـان يـونس الـشهـيد محمود جامع من قرية بني سهيلا, خانيونس رحمه الله.
رساله الى أمي بمناسبة يوم الأسيـر وتخليد لبعض الشهداء الأبطال الذين جمعتني بهم صداقة طفوله وحب الوطن بقلم: عزمي النجار
تاريخ النشر : 2007-04-18