سندباد الغيم



عبد الهادي روضي

شاعر من المغرب



كظل يعبر ليلي

هو الوقت يُسرج عتمته

بينيلوبا يا جميل

ما عادت تحرس سماء

القبيلة

واللواتي سربن ضفائرها

في الظلال البعيدة تشابكن

طروادة شربت كأس

الخسارة في الخريف

الذي ترمَََّل

وهيلانة قد جنت

من قسوة التاريخ

لن يشيخ ليل نهاري

والظل المائل لن يعبر

خاتمته إلي

ها هنا تحسسني الظل

أسلمت للريح ظنوني

تشرَّبني نهر مجازي

واحتواني الماءُ

كأني

أصعد هاويتي

لا ظل للظل

ولا مجاز يدلني

من هنا جحافل الطغاة

تسللت إلى شغاف الوطن

هربت نداوة النخيل

لم تترك للمدى ريحه

ولا للماء ظله

ملء حناجرنا اندست

ونحن هنا كأي غريب

يحتسي كأس السهرة المعتق

يا سندباد الغيم

ماذا سنقول للجد الذي

اغتلنا جذوره

وبأي سر سنبوح

بغداد قد آخت بين الورد والحجر

وبابل قد أسلمت سرها للغزاة

ماذا سنقول للعشب حين يحي

وبأي دمية نتسلى

كربلاء شربت دم الحسين ثانية

والفرات اكتوى بلظى الذاهبين

جهة الله

ماذا سنقول للتاريخ الذي

وأدنا صولته

وبأي شراع سنعبر جاذبية

الهناك

يا سندباد الغيم

كلما تصَّعدت رؤاي

تأججت الدواخل ريحا

ها المسيح تقمَّص

وجه الغيم تمطى

ممراته ومشى

لا بيض الصفائح

ولا سود الصحائف

عادت تجديه

تيمم نسغ الوقت

كما الماء مزهوا

عانق غفوة الريح

ومضى ....