طنجيس شعر : عبد اللطيف الهدار
تاريخ النشر : 2007-04-17
آه،، هي الريح

تأتيني بالذكرى

تهز كوامني

تقض سواكني

وتضخ في أبعادي

كل اوجاع البعاد..

هي الريح توزعني مدّا

وجزرا ،

تشرذمني قهرا

تفتح في أمدائي نهرا

سراعا يصير بحرا ..

وطنجيس

تزرع فيّ كل مساء

غواية الشهوة والاغتراب..

وفي الليل تطرزني بالنحيب

أيقونة ،،عميقة الانتساب.

ثم تسكب في مسامّي

طوفانا من العشق

والسراب.

آه من طنجيس ..

مملوكا تشتهيني ،

وأشتهيها :

تفاحة ليلية النضج ،

وأشتهيها :

سيدة النار والثلج..

وأصطفيها :

أنا المريد الموله ،

قطبي الأعمق..

والريح ، آه من الريح ..

كلما هبت من جهة البحر

أشعلت صمتي الاخرق..

لابايع طنجيس ؛

أميرة بالمطلق ،

مسكونة بأرواح الشهداء

والشعراء المغضوب عليهم

وسلالة الاشقياء

والمكدودين والمنبوذين

والصعاليك ،

والحرّات اللواتي نسين

أن لهن أثداء ،

والباحثين على ضفاف أخرى

والساقطين في الهباء.

وأبناء الليل

والذين انتهوا بمنتهى النبل

في الغور الأزرق..

آه من طنجيس..

ومن ليلها الأعمى ..

وريحها التي تفزعني

كلما أتت رطيبة

من جهة البحر،،

تفعمني بالشجو والأسى

تشظّيني ،،

تغمر مسالكي بالمياه

والشجن.

تكرّسني نشازا

في حديقة المتاه ،

وتحملني الى زمني الاحمق ؛

طنجيس الزمن.

ويملؤني الحنين الى الرمل

والصخر..

الى الناس والماء..

وأخال أن الأسفلت يحنّ

الى خطوي ،

وعبق التاريخ في الدروب السفلى يحنّ

الى نبضي..

وبكلّي ..

أرتمي يا طنجيس تحت سماك

أشتت عينيّ في بهاك ،

فيرتد بصري حسيرا ..

سلمت ، يا طنجيس ، عيناك ،

وثربت يداك

اذ امتدّتا جسر عبور

ورحيل..

اذ امتدّتا ريحانة كسيرة

لكل عابر سبيل ،

في صدره بركان حقد

وزفرة

قدّت من صهيل..

وحين أمدّ يديّ في مداك..

يا طنجيس المدى ،،

يعود البرد اليّ بالزكام ..

ويعود الصدى

موجعا كأنه الردى :

" كل صيف وطنجيس

مسبية بين الزيف والأوهام."