رمزا في الخيال الشاعر:ناجي حسين
تاريخ النشر : 2007-04-14
بالأمس رأيتك نضرا كسعفة نخل طري

وعرفت أنك حساس كرطبة تطوي أوراقها

حين تلمسها أرق الأيدي..

اما عينيك تسكن فيهما نظرة شاردة,

بعيدة المدى تكمن وراءها ألف فكرة غامضة,

كشجرة جور عالية نعرف أن ثمارها إن فتحت ,

لكن الوصول إلى جلها الأبيض صعب.

بالأمس الأقرب عثرت عليك كشيء نادر ,

وأنا في خضم الحياة وفوضى الأنتقاء

والتردد المزمن في أتخاذ القرار..

أردت أن أحتويك ..

لكن تسرعي شدني إلى النقيض

فانزويت لم أفتعل ما يجذب

نظرك إلي.

جعلتك رمزا عاليا في خيالي ,

إن لم أصله بيدي فإنني أصله

بقلبي ومشاعري..

وتبادلنا لأول مرة نظرة ذات معنى ,

وكنت ونأنك أعدتني إلى عالم الحب

الأصيل الذي يطمئن الروح ,

الأمس حين أتيح لنا أن نحتسي

الشاي معا ,

كان الصمت هو المخيم علينا ,

وكنا نقبع في هذه الخيمة ,

تتحدث معي بكلمات لا أفهم غير أنها

تدغدغ أوتار قلبي ,

فما أكثر وأعمق الرمز الذي تلجأ إليه

اليوم أصبحت ..

لم تعد لغزا عاليا ..

أصبحت لغزا قريبا مني ,

لم تعد نظراتك شاردة الى المدى البعيد,

بل غائصة في عيني طريقها إلى قلبي

اليوم أنت لوحة زيتية معلقة

على جدار قلبي..

تزين هذا القلب ,

وفي الوقت ذاته تتعبه.

إذا لم تهب عليها الريح يسكن فيها عطرك..

إذا لم تقطفها الأيدي لا تبوح بشذاها .

في الغد ..؟!

فكيف لي أن أعرف حقيقتك ,

وأنا لم أعرف بالأمس واليوم أكثر

من أنني أحبتك ؟!

الشاعر ناجي حسين