كانون الأول بقلم:ماجد الصابر
تاريخ النشر : 2007-04-12
كانون الأول

بلياليه الباردة

الماطرة الدافئة

الأنفاس الطاهرة التي سكنته

سكنت روحي

الآهات الحالمة

في برد كانون

ودفئ كانون الأول

قد أسرت الروح

حينها، كان الإنسان

عبق الزمان

صكوك غفران

أي دفئ في عصر البرد

أي صدق في زمن الطاغوت

أي وفاء في رحلة النكران

يوم التقى إنسان بإنسان

بليالي كانون الأول

تبا لروح قد أسرها الشتاء

وذبحت في شهر نيسان

تبا لربيع

يدمى به الإنسان

هل تدري ربيعي المغدور

أنها كانت صرخة

في ليل صمتي الطويل

كانت فرح

كانت لارة عمري

كانت أنا الحالمة

زادي في رحلة الظلام

لماذا تمسي وجع

عفوا فجع، في ربيعي المغدور

هذه الآهات الحالمة

في ليالي كانون الأول

كيف بالربيع

أين للربيع

أن يمسي بها

أهات نازفة

آه لحال أضناها التعب

تلك دمعة الفرح في الشتاء،

في رحلة البناء

أمست اليوم، بربيعي دمعات جارحة

أنات صارخة

اليوم أكثر، من أوقات مضت

من لحظات تهاوت

أرى لحظات الغروب تعانق روحي

تجتثني من ليالي كانون الأول

كم عشقتك يا كانون

كم عشتك

كم لسرابك وظلالك قد نبضت

كيف تعرت روحي

في بداية الروح

إلى ماذا انتهت؟

فصولي النازفة،

من صادرها

كيف لروح سكنتني

أن تدوس زهر اللوز في الربيع

نحل بريء على زهر البرتقال شذى

ورود الجوري الحالمة،

من شوهها؟ لمن قتلت؟

أي جبروت

وأي نكران

قد سلب من روحي الربيع

تبا لك خريفي الماثل

قد أسرت اليوم

فصول عمري الثلاث

قد أمسيت فصلي الوحيد

كيف لروحي أن تعيشك

وقد أمسيت بك ومعك

بقايا إنسان

ريشة لطائر ذبحته الأنام

دمائي،

آلامي،

آمالي،

على مذبح لا اسميه نكرانا

قد أبيحت

أسفا روحي ،

فهي جاهلة المصير

قد خانها الإدراك

لا...لم تكن تعلم

بأنها اليوم قد تفننت

بالرقص على لحن فنائي

على مرقص الظروف

اعذريني يا فصولي الجميلة

مباح فراقك

وقد اعتقدت يوما،

في كانون الأول الحالم النابض

وهما،

بأننا في عصر الوفاء

اهجريني يا فصولي

غادري روحي

دعي الأشباح تسكني

قد أمسى الخريف سجاني

لغير زنزانته، لن يكون لي إنسان

في ليلي الطويل القادم

لن أناجي ربيعا نازفا

لن أحلم بصيف قد يأتي،

الشتاء الذي جمعني بروح

قد أمسى نكبة وحرمان

على مذبح الزمان

وظروف المكان

مدى العمر

قد حكم على عمري

أن يبقى أسير الخريف

من كان القاضي؟

ومن الذي حاكم الأماني

لم يشفع لحلم البراءة

بليالي كانون

ماذا أكثر،

آه لجهل الإنسان

آه لفتك الأيام

لا يهمني

لم يعد يعنيني

وأي روح ستكترث

فهل لروح مكان تسكنه،

في بقايا إنسان؟

قد كنت حالما

قد كنت جاهلا

لا الشرق للشمس رحم

لا الغرب يعانق الغروب

لا القمر يزهو في ليالي الغريب

من قال يوما أنه يضيء للحالمين طريق

كنت واهما

من قال أني أحببتها

وهي العبادة في درب الرجوع

وهي الأخوة في سكة الصبر والخنوع

من قال أني جئتها اليوم،

في الربيع مجروحا..

وقد كان قدري في الربيع

أن أغادرها بآمالي مذبوحا

كيف لروحي أن حلمت،

بربيع يأتي تسكنه الروح

أعذرني يا خريفي الحتمي،

إن انتهكت نواميسك

لكن، دعني

أرجوك دعني

لعمر مضى

وآخر إن كان قادم

وقد غادرنا كانون

وقد أدمينا كانون

وقد أدمانا كانون

أرثي وجعي الدفين

اسمح لي في فصل مأساتي الأخير

بصرخة ألم

في مناسك

وداع الضمير

عهدا سأحترم قواعدك

سأنحني إجلالا

لتماديك على أوراق الشجر

وسحقك لزهر العمر على شجر الثمر

فكذا أنا

كيف سيكون لي يوما ثمر

وقد أمسيت لك وبك

في رحلة العودة

من كانون،

أسفا رقصا اندثر

ماذا أبقينا لك يا كانون

سوى بقايا صور

بقايا إنسان

حطمه القدر

عفوا إن ظلمتك يا قدر

طالما حاربت مثلي

قد كنت لي دوما أمل

كم عانقتك بأحلام الربيع

وكم عانقتني على الحان الرجوع

حكمك الآن يا قدر

هو القدر

قد أسرت فصولي

ولن أبالي

فخاصرتي النازفة

كفيل بها الزمن

وهل لمذبوح شعور بالزمن؟

أي شعور وقد غادرنا كانون الأول

وصدق كانون الأول

وبراءة كانون الأول

وعطاء كانون الأول

وروح كانون الأول

الهي

أرجوك الهي

لزهر البراء...لزين الثمر

لا تحرمنا المطر

لعمرهم النابض

لا تدع يوما حكما للقدر

اجعل الهي

كانون ناموسهم، ودندنهم

فطالما كانت معاني كانون

سر البقاء،

حلم الرجوع،

شرف البشر،

طهر الحجر،


5/نيسان/2007

ماجد الصابر