يوسف مهداة إلى الفنان التشكيلي يوسف عبدلكي بقلم:شاهر ذيب
تاريخ النشر : 2007-04-12
يوسف

شاهر ذيب

يوسفُ أرجوحةٌ للذكريات.

يتهاوى اللَّون بين يديه،

يعجنُه ويخلقُ تدرجاته،

تدنو منه تكورات الخطوط،

فتمتصُ لونَ بشرته،

وتتجعدُ فوقَ جبينهِ انتظاراً وحسرةً،

يوسفُ

مكبلٌ بالهواجسِ،

ترتعشُ على نطاقِهِ العصافير،

وقيودُه رائعةَ البريق،

تتمايزُ من شدَّة الغيظ.

يوسفُ

يجمعُ أرقام القطارات،

ويشمُّ رائحةَ المسافرين.

يشاركهمُ المقاهيَ نفسها

وفناجين القهوة نفسها.

يوسفُ

يهرمُ في باريس،

ولا يقلقُه وقعَ الأحذيةِ

على أدراج المترو،

يتناولُ كلَّ يومٍ ذاكرة الوطن،

ويُريحُ حزنَه فوق الوسادة.

يوسفُ حائرٌ

كيف يلاقي وطنه من جديد،

وكيف سيحضنه.

أين سيقبِّله،

وهل سيفاجئه الأطفال الصغار،

ويدهشه حُسنُ فتياته.

يوسفُ مسافرٌ،

يعبرُ كلَّ الحارات القديمة

والأزقةَ الملتويّة الضيِّقة،

هو يعرفها واحدةً واحدةً،

ولكنه لا يعرفُ كم مرَّ عليها،

وهل ستبقى بعدَه.

يوسفُ

يتقطعُ أشلاءً،

تسافرُ أجزاؤُه

عبر البحار إلى الوطن،

وهو قابعٌ هناك،

يجترُّه المنفى.