رسائل بلا ردود للشاعر الفلسطيني/خالد عبد العزيز داود

وردت إلي مع الغروب الخابي

مختالة كالجدول المنساب

وعلى وريقات يموج أريجها

حولي ويسلب عطره البابي

كتبت تقول أيا حبيبا قد جفى

وهفى بافق ناء عن أعقابي

هذا كتابي قد جعلت مداره

من ماء قلبي من دماء شبابي

أشكوا إلى الصفحات من شوق بدى

يجتاح أعطافي ويطرق بابي

وأبيح ما بين السطور لواعجا

كادت تقيد النار في أعصابي

وتذيب نفسي في لهيب حره

أقسى لهيبا من حريق الغاب

يا طائرا فرد الجناح مسافرا

فتقطعت من بعده أسبابي

وبدون وعد للقاء وموعد

وبلا وداع طار عن محرابي

وكأنني ما كنت يوما أيكه

أو كان لي من صفوة الأحباب

هذا كتابي بعد أيام مضت

من بعد طيفك عن عزيز ترابي

فهل اختليت إليه بعض هنيهه

وقرأت ما أوردته بكتابي

يا طائري اهفو إليك وكلما

مرت رؤاك حسبت سحراً مابي

وأخال طيفك في الكرى يناديني

حلما رقيقا طائفا برحابي

يختال بين جوانحي وكأنه

نبض يرق بقلبي الوثاب

فأكاد من لهفي عليه أضمه

فأره بين يدي محض سراب

فأحيل طرفي حول نفسي علني

ألقى بقربي طرفك الخلاب

يلقى علي ظلاله فأريح في

أفيائه السكري ظلال عذابي

لكن ويا لهفي على تلك الرؤى

لما تروح وتغتدي كسحاب

فأعود بعد رحيلها أشكو الجوى

ويلفني بالصمت ليل خابي

يا صاحبي إني سئمت من النوى

وكرهت بعدك مأكلي وشرابي

هذا كتابي قد أتاك فهل ترى

تحنو وتحيى مهجتي بجواب

للمزيد :www.kdawoud.com