هل حقّا ،، هناك من يغضب ..؟ شعر : عبد اللطيف الهدار
تاريخ النشر : 2007-04-12
الصمت في ذاكرتي غابة دخان..

والنار التي في كبدي عرس مخاض ..

وعن جدي ،،

ورثت حب الرحيل ،

وبعض الارتجال..

ها شفتاي مزمومتان على طحلب..

وفي وفاضي صدأ النعال

وزاد قليل..

هل أغضب ..؟

وعلام أغضب..؟

أمس ،

ذكرتك في عيون الليل..

وكان الحان موحشا ..

لحد الاندهاش عيناي شارد تان ؛

وللمرة الستين ،

وبلاغة الصامتين..

قلت لك :

الحان والمدينة ،

فاصلتان جارحتان ؛

وأنا وأنت في عمق البرد لازمتان ،

لاشتعال السنديان .

عبثا يا صديقي

أحارب جرحي العتيق..

عبثا أعربد في الليل الطويل ،

وفي الطريق..

الريح زمّت شفتيّ

صكت مسمعيّ

والنهر تلاشى في عينيّ

وطيور الشتاء تنقر في رأسي الرحيل..

هل أغضب ..؟

وعلام أغضب..؟

قالوا : ابتسم لتعيش ..

قلت : لأحتفظ بنعلي القديم

لأول الطريق ،

وحافة الحريق.

لرحيلي لو تعلم أيها الصديق ،،

ألف احتمال ..

ووجهة واحدة.

فدعني أرنو قبل الوداع ،

الى الحزن في العينين كيف يشاع ،،

الى الحمّى تحرق الهوى قبل الجسد..

الى رحم الأبد.

وأرثي

ما كان من آمال واعدة.

انا حملنا الأحزان أعواما

وما طلع الصباح..

فانتظرني ،،

يوما سأهديك باقة من جراح،

نبتت على حاشية أيّامنا الثقيلة.

قد تكون يا صديقي غاضبا

الا أني باسمك

أشكر أرضا زرقاء..

روتني من دمها

الى آخر الارتواء..

وكانت النهارات ظمأى

والليالي صحراء..

باسمك يا صديقي أشكرها ..

فمن نبع الظل

سقتني زبدة الظلال..

وعلمتني معنى التاريخ والبطولة ،

والفتوحات وفيض الرجولة..

وعمرا صنعت من هنيهات قليلة..

فدع عنك نميمة الشارع ،

ودع عنك نميمة القبيلة..

لا انفصام بين المرمى والوسيلة ،

رغم المسافات الطويلة..

من ياصديقي يخون من ..؟

من يلجم الرياح

ويصدها عن الوطن ؟

لكي يرتاح..

من يطفئ الرغبة في المهد ،

ويقيم الأفراح ..؟

من يلقينا في الصهد ،

منذ المهد ..

لنحترق ..

وفي رماد نا يرتاح..؟

أسأل يا صديقي ،

ولا أغضب ..

وهل حقا هناك من يغضب..؟

اني أتعجب.