السقاء بقلم:عبد المنعم جابر الموسوي
تاريخ النشر : 2007-04-11
ألسَقّاء

***************


أنا أضمَأُ سَقّاء ٍ

وفوقي غيمةٌ جَذلى

أيُعقَلُ أنّنا ضِدّانْ ..

ضريران ٍ..كسيحان ٍ ؟

أكُرُّ إلى السرابِ كهاجَر ٍ تسعى

وإسماعيلُ شاخَ

أراني أزهَدُ الناجينَ

أرمي طفليَ البَكّاءَ

أسفلَ حائطِ المَبكى

وأغفو قابِضا ً بيدي على الجاني فمي

إرثي :

حنينُ الناقَةِ الشادي

إذا تُرثي فَطيما ً ضلَّ في مَرعى

وقد غادَرَهُ الرُكبانْ

لِمَن أُعطيهِ هذا القلبُ

حُرِّيَّتُهُ سجنٌ ومِفتاحُهُ سَجّانْ ؟!


غدا ً لو أطبَقَ الثَلجُ

على مِدخَنَةِ السطح ِ

وجَنَّ بِجسمِهِ المُصفَرِّ كالأفعى

على مائِدَةِ الجُرح ِ

أقَظَّ مَضاجِعَ الموتى

ومَزَّقَ ضِحكَةَ الدُفلى وأوكارَ الزنابير ِ

صنعتُ مَواجِعَ الذِكرى

زوارقَ ثُمَّ هَمَستُ للمَرسى

يُقَلِّدُها بيارِقَ

أو يُسمّيها باسماءِ العصافير ِ


يبيتُ الجَمرُ في الكانونِ مُستَلق ٍ

على أضلاعِهِ اليسرى

ولم يَدر ِ بأنَّ الوقتَ دَوّارٌ

وما في القِربَةِ الملآى

بماءِ النهر ِ من ماء ٍ

سأرقُبُ مُزنَةً يُؤتى بها من كَبَدِ الصخر ِ

وأنكَبُّ على فيها كمن يغرق في البحر ِ

ومَن غيره ُ بالأمر ِ الذي يجري لهُ أدرى ؟

بأنَّ الزهرَ قد ينزعَ عنهُ خَلاعَةَ العِطر ِ

ولن يبقى بدربِ الحَيِّ

إلاّ غِنوَةَ السَقّاءِ

طاو ٍ باتَ مِن سُكر ِ !


**************************

عبد المنعم جابر الموسوي

المانيا برلين

22.2.2007

[email protected]