أحلى من الزفاف شعر : فولاذ عبد الله الأنور
تاريخ النشر : 2007-04-08
أحلى من الزفاف شعر : فولاذ عبد الله الأنور


من ديوان سيدة الأطلال الشمالية :

{ أحلى من الزفاف }

شعر : فولاذ عبد الله الأنور

[email protected]

ـــــــــــــــــــ

من أين أغرف الحروفَ ،

فى هذا الصباحْ ؟ ،

من دمعك المنسابِ ،

فوق الخدِّ والوشاحْ ؟

أم أننى أغرِفُها ،

من الدَّمِ المسفوحِ فى الشّغَافْ ؟

. . . .

سيدتى ،

ما كان عندنا خلاف !

بل كان دائماً سؤالنا ،

عن آخر الطريق بيننا ،

وعن نهاية المطافْ

. . . .

وعن بداية الهوى ،

وكيف كان أول اللقاء بيننا ،

وكيف تمَّ الاعترافْ ؟

. . . .

وكان خطُّ سيرنا ،

وفوحُ شعرنا ،

والبوحُ باسمكِ الجميلِ غايةَ الخلافْ .

. . . .

ولم نكن نخافْ .

سوى انفصالِنا ،

ولو للحظة نعود بعدها ،

لموسم الجفافْ

. . . .

سيدتى

مضت شهورُ حبنا ،

نهراً من الحنان دافئاً ،

وفرحاً ،

وعسلا ، أحلى من الزفافْ

. . . .

والقلبُ بين إصبعينِ ،

من أصابعِ الرحمن ،

والهوى خطّافْ

. . . .

والحبُّ لا حلَّ لهُ ،

والوصلُ مثلُ الهجرِ داءٌ،

والجوى ترياقُهُ زُعافْ

. . . .

ذقنا الهوى معاً ،

وسجَّلت مقابلاتِنا هفهفةُ الثيابِ ،

والهمسُ الخفيضُ فى الظلالِ ،

والملاطفاتُ ،

والأناملُ الخِفافْ .

. . . .

حبيبتى ،

المطعمُ الأثير عندنا ،

تبدّلت أو صافُهُ ،

وشحبت ألوانُهُ فى وحشة انتظارنا ،

واغبرّتِ الأكنافْ .

. . . .

والمشرب الذى نرتاده ،

خلا من المعانقين ،

والمسافرين ، والأُلاَّفْ .

. . . .

والطرق التى تصونُ خطونا ،

تيبَّسَتْ أشجارُها ،

وانكمشتْ ظلالها ،

وجمُدت - فى سقفها - الأطرافْ .

. . . .

أهكذا تصيرُ لمسةُ الهوى ،

ثلجيةً ،

باردةً الأعطافْ ؟

. . . .

إذن ،

سيصبح الفراقُ قيدَ شعرةٍ ،

وتزلق الأقدامُ بعدها ،

من الحوافْ .

. . . .

وتحمل الأمواجُ جثة ً ،

لمهجتين ، فى بحيرةٍ بلا ضِفافْ ! .