محمد أمين الحسيني الحقيقة المخفية بقلم:م.هاشم أحمد العاصي
تاريخ النشر : 2007-03-13
محمد أمين الحسيني الحقيقة المخفية بقلم:م.هاشم أحمد العاصي


محمد أمين الحسيني الحقيقة المخفية

يعتبر الحاج محمد الحسيني رحمه الله من أشهر القيادات الفلسطينية ، سواء كانت السياسية ، أم الجهادية ، حيث كان أشهر من تولى منصب الإفتاء في فلسطين ، كما أنه تسلم منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ، وأيضاً انتخب رئيساً للعلماء ، وقد كان له دورٌ بارز في الصراع مع اليهود آنذاك ، وأيضاً له دور كبير في تغيير بعض المفاهيم الخاطئة ، التي سادت وقت ذاك .

ولد محمد أمين الحسيني في القدس عام 1895 لأسرة ميسورة ، كان والده من المهتمين بالعلم ، لذلك أصبح مولعاً بالعلم ونابغاً فيه ، توفي رحمه الله في بيروت عام 1975 عن عمر ناهز 79 عاماً .

لقد كان بودي سَردَ سيرة حياته كاملة هنا ، ولكن يكفينا أن نستنبط أهم العِبر والمواقف الرجولية من مسيرة حياته ، بسبب كثرت المقالات والكتب التي تطرقت لحياة هذا البطل ، ومُلِئت بها صفحات الكتب ، والمجلات وكثيراً من المواقع الإلكترونية . وأيضاً سَأورِد حَقيقة مَخفية لم يَطلِعُ عليها العالم إلى الآن ، لا أدري ما السبب .

فمنذ أن بلغ الحسيني رَيعان الشباب نادى بوجوب محاربة الحكم البريطاني ، والوقوف في وجه التسلل الصهيوني لفلسطين ، ويعتبر من أوائل الداعين إلى تبني القضية الفلسطينية قضية للعرب كلهم ، وقضية للعالم الإسلامي أيضاً .

فعقب صدور وعد بالفور عاد إلى القدس ، وعمل على تنظيم مظاهرات هناك عامي 1917 و 1918 . وفي عام 1931 عمل على تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى للإشراف على مصالح المسلمين في فلسطين ، وفي دورته الأولى في نفس ذلك العام ، أصدر الحسيني فتوى اعتبرت من يبيعون أرضهم لليهود والسماسرة الذين يسهلون هذه العملية ، خارجين عن الدين الإسلامي ، ولا تجوز الصلاة عليهم ودفنهم في مقابر المسلمين ، سبحان الله هل تشابهت الصُدَف ، أم تشابه الأشخاص ، أم أن لهذه الأدوار هنالك في كل زَمَنٍ أُناسٌ مُخَصصين أُوكلت إليهم المهام تلك ليقوموا بنفس الدور ، فهاهي بغداد بعد احتلالها ، بدأت فيها الشركات التي تسمت بأسماء أشخاص عربية ، تشتري البيوت والعقارات هناك ، حيث بانت الحقيقة أن اليهود والفرس المجوس هم وراء كل ذلك .

كانت المقاومة ، ولا تزال وستبقى ، السبيل الأوحد للخلاص ، كل ذلك تواجد في فكر أمين الحسني ، وسيبقى في رؤوس كل الشرفاء من المسلمين في أي مكان وأي زمان ، وبنفس الوقت فإن أي تشكيك بجدواها ، بالحجج الواهية الكاذبة بحجة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، عن طريق دخول عمليات الاستسلام ، التي سموها عمليات سلمية ، تمهيداً لفتح الطريق أمام العدو الوقح لكي يُنفذ ما خطط له بكل روية وتفكر ، إنها دعوة إلى التراخي والتهاون والتآمر ، أمام عملية تحطيم وإفناء أمتنا ، هذه هي كانت أفكار أمين الحسني بالنسبة للمقاومة والجهاد ، وهذه الأفكار تنطبق على كل الأشخاص الشرفاء على مر الأزمان ، ولكن مع بالغ الأسى والحزن ، كانت الأنظمة العربية آنذاك تعمل على عكس ذلك تماماً ، في سبيل إبقائها في أماكنها ، وعدم تزحزح الكراسي من تحتها ، وأيضاً في هذا الزمان تتكرر الأدوار هنا وهناك . فهذه المواقف الشجاعة التي تدل على رسوخ في الأعماق للدين الإسلامي عند هذا البطل المغوار ، أدت إلى مطاردته إلى خارج فلسطين ، حيث خرج إلى لبنان ومنها إلى العراق ، حيث عمل على تقوية عمليات المقاومة المسلمة البطلة هناك ، ثم أضطر لمغادرتها إلى عدت عواصم أوروبية ، ثم عاد مضطراً منها إلى مصر ، ليعمل على تدعيم جيش الجهاد المقدس ، وتولى مهمة التجهيز والتنسيق والإمداد للمجاهدين .

وأخيراً استقر البطل الشجاع في بيروت ، وأصدر من هناك مجلة فلسطين الشهرية ، وهنا نصل إلى الحقيقة المَخفية ، فقد نُقل عن بَعض قواد الثورات العربية الشرفاء ، الذين لم تُسلط عليهم أضواء تاريخ القرن الماضي ، حيث تم من خلال هذه الأضواء تزوير وتحريف الوقائع ، نقلوا لنا بأنهم كانوا متجمعين حول الشيخ أمين الحسيني ، وهو على فراش الموت ، حيث قال لهم أوصيكم وصية أرجوا ألا تتناسوها ، هذا القرن قرن الاستعلاء اليهودي في العالم كله ، شِئنا أم أبينا ، رَضينا أم لم نرضى ، حيث يقول عز وجل لبني إسرائيل : (( ولتعلن علواً كبيراً )) الإسراء 4 ، ولكن بنفس الوقت أنصحكم ألا تعقدوا صلحاً مع اليهود [ أي لا تعترفوا بوجودهم في فلسطين ] ، حتى لا تقطعوا الطريق على الأجيال اللاحقة ، عندما تُحاول الخَلاص من اليهود ، والقضاء عليهم ، وأيضاً أُبشِركم بأن الدولة الإسلامية قائمة قريباً لا محالة ، هذا وعد ربنا لنا ، ووعد رسولنا صلى الله عليه وسلم لنا : (( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه )) أخرجه البخاري ومسلم .

ما أدري هل الذين كانوا متواجدين آنذاك أمام الحسيني رحمه الله ، طبقوا أو نفذوا وصيته تلك ، أم أنها بقيت طي الكتمان .

(( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) الذاريات : 55 .

م. هاشم أحمد العاصي

كاتب إسلامي

[email protected]