لقاء مع الصحفية الإعلامية ليلى عودة مراسلة قناة أبو ظبي في فلسطين (سابقاً) بقلم: أماني محمد ناصر
تاريخ النشر : 2007-02-24
لقاء مع الصحفية الإعلامية ليلى عودة مراسلة قناة أبو ظبي في فلسطين (سابقاً) بقلم: أماني محمد ناصر


الجزء (1)

أجرت منتديات منبر الفكر الحر لقاء صحفي إعلامي مع الصحفية الإعلامية ليلى عودة مراسلة قناة أبو ظبي في فلسطين (سابقاً)...

ليلى التي دفعت من دمها الكثير لأجل أن تنقل إلينا الخبر الصادق،،، ليلى التي كانت تنقل إلينا الخبر من قلب الحدث، لا يهمها رصاصة طائشة ولا قصف هائل، جلّ همها أن توصل إلينا الحقيقة والحقيقة فقط...

أماني محمد ناصر (المشرف العام):

قفي بيت حانون شامخة ولا تنحني

"قفي ابية ولا تحزني

قفي وانت منغرزة في الارض كأقدم شجرة زيتون فلسطينية

قفي وانت مبتسمة ورحبي بالموت على طريقة الشهداء

قفي ولا تنظري وراءك فما تركتي سوى ارضا اصبحت مروية بدم الشهداء

قفي ولا تنتظري كلمة عطف او رجاء فأنت للشجاعة معلمة وعنوان للشرفاء

قفي يا من ادميتي قلوبنا , وحطمت فينا الامل وجعلتنا نبكي دما على من تحولوا أشلاء" ( بقلم ليلى عودة)


ليلى عودة

ليلى عودة، تقف الكلمات عاجزة عن التعبير بسعادتنا لهذا اللقاء...

بصدق يا ليلى، حينما كنتُ أشاهدك في التلفاز وأنت تنقلين لنا الأخبار من أرض المعركة، كنت تمثلين لنا المثل الأعلى لسيدة المقاومة الفلسطينية في ذاك الوقت...

ليلى، من دمشق، من سورية، من مصر، من السودان، من ليبيا، من البحرين، من فلسطين، من كل بلدٍ ينتمي إلأيها السادة أعضاء منبر الفكر الحر، إلى القدس تحية خاصة جداً جداً لك، وشعور بأننا مقبلون على لقاء مميز جداً جداً يا ليلى...

ليلى، أهلاً وسهلاً بك في منبركِ منبر الفكر الحر...

أهلاً بالبياض والنقاء...

أماني محمد ناصر

1. أيضاً يا ليلى، سنكسر القاعدة معك، ونرجو منك أن تعرفينا على ليلى عودة أكثر،

البطاقة الشخصية، الدراسة، التسلسل الوظيفي، الإعلامي... إلخ.


ليلى عودة (صحفية إعلامية):

شكرا على دعوتي للمشاركة وأنا سعيدة بتواصلي معكم جميعا علنا نكسر حواجز البعد بيننا ولو عن طريق الكلمات التي تكون أحيانا كثيرة أقوى من أي شىء آخر.

الاسم ليلى عودة, العمر 37 عاما, اعيش في القدس , أم عزباء لطفلين أسامة وأسيل.

حاصلة على درجة البكالوريس من جامعة فولغاغراد في روسيا تخصص لغة روسية وانجليزية. رحلتي مع عالم الصحافة بدأت بعد تخرجي حيث دعيت لعمل تقرير تجريبي لتلفزيون أبو ظبي وفعلا تم اختياري من بين من تقدموا للوظيفة. كنت لا اعرف شيئا عن عالم الصحافة وحتى كيفية كتابة التقرير الإخباري لم تكن عندي أدنى فكرة عنها, واذكر إن أول تقرير إخباري طلب مني إعداده حرمني من النوم في تلك الليلة... عملت لتلفزيون ابوظبي لحوالي العامين أو يزيد بقليل وبعدها عملت لتلفزيون البحرين لقرابة العامين ونصف ثم أصرت قناة أبو ظبي الفضائية عند انطلاقتها أن أعود للعمل فيها وهذا ما كان واستمر قرابة الخمس سنوات , حتى قدمت استقالتي من العمل . الآن أنا أقدم برنامج حواري أسبوعي مباشر كل خميس لقناة anb اللبنانية .


د. مصطفى موالدي (أستاذ جامعي، كلية الهندسة – جامعة دمشق):

وأنا أقول لماذا منبرنا منور اليوم...

لأنّ البطلة ليلى عودة ستطل علينا غداً بلقاء صحفي برأيي سيكون مميزاً...

أهلاً وسهلاً بك أخت ليلى، بين محبينك، وبين من سطرتِ بالدم مشوارك الصحفي لأجل أن توصلي الأخبار من قلب الحدث لهم...

سؤالي لو تكرّمتِ:

ليلى عودة، لو طلب منها أن تعاود مهنة الصحافة بنقل الأخبار من قلب الحدث "فلسطين" فهل سترضى؟


ليلى عودة:

شكرا على السؤال, والإجابة مؤكد سأعاود العمل كإعلامية في أكثر بقع فلسطين سخونة في الأحداث , ليس حبا في الشهرة أو رغبة في التعرض للخطر لا بل لان وجودي سيفضح الانتهاكات الإسرائيلية , وهذا ما حدث معي تحديدا في رفح عندما أصبت برصاص جندي إسرائيلي حاقد استفزة وصولي إلى منطقة لم يستطع إعلاميين غيري من الوصول إليها , حيث شعرت بالمرارة والألم لمشهد الناس هناك يعانون الويلات من التشرد والعذاب اليومي وهم يعيشون في الخيم بسبب القصف الاسرائيلي لمنازلهم , نعم سأكون على خط المواجهة من اجل أي طفل فلسطيني تؤرق نومة رصاصة اسرائيلية حاقدة , نعم سأكون هناك من اجل اي ام فلسطينية تذرف دموع الألم لفقدان فلذة كبدها , نعم سأكون هناك من اجل أي شهيد فلسطيني يزف على نعش الشرف والعزة.وأؤكد لك أننا كإعلاميين فلسطينيين نجحنا في التغلب على الإعلام الاسرائيلي خلال الانتفاضة لذا بداوا باستهدافنا للتخلص من تواجدنا خلفهم وللتغطية على ما يقومون بة من انتهاكات سافرة .واقول لك معلومة لاول مرة أصرح بها إن احد المسؤولين في قناة ابو ظبي اكد لي خلال احد الاجتماعات إن دولا عظمى تحدثت مع القناة بشأني وحول كيفية تغطيتي للأحداث في فلسطين .وهذا فسر لك كثيرا من المضايقات التي كنت أتعرض لها خلال عملي.

عامر حريري (رئيس تحرير مجلة منبر الفكر الحر الألكترونية):

أرحب بك سيدتي الكريمة

يا من أثبتي لنا أن الصحافة تضحية وفداء

يا شجاعة في زمان قل فيه الشجعان

تحية لك من أرض الشام وسلام لك سيعم إن شاء الله على الشعب الذي آن له أن يرتاح من كتابة يوميات الشهادة والموت

مع تحياتي


ليلى عودة:

شكرا , وأنا من أكثر المحبين للشام وأرضها وهذا انعكس على صداقاتي أيام الدراسة حيث كانت اعز ثلاث صديقات لي سوريتان ويمنية .فعلا الصحافة تضحية وفداء والشجاعة الدينامو المحرك لها , وهي أيضا عطاء ومصداقية وهنا استذكر مشادة كلامية وقعت بيني وبين صحفية اسرائيلية اتهمت حينها الإعلاميين العرب بأنهم مجرد مجموعة من الجهلة ممن لا يفهمون شيئا بالإعلام , وحينها كنت في بدايات عملي الصحفي فقلت لها ستثبت لك الأيام من الجاهل نحن أم انتم وكانت الغلبة لنا في الانتفاضة حيث تفوقنا على خطابهم الإعلامي المزيف. الشعب الفلسطيني من الصعب أن يحصل على الراحة على الأقل في المرحلة الحالية الحرجة , ولكنة كلة امل ....

سامح عودة (نائب المشرف العام):

الأخت ليلى عوده

ماذا تعني لك هذه المدينه ....

(صورة لمدينة بيت لحم)


ليلى عودة:

شكرا

هذة مدينتي الجميلة بيت لحم التي احتضنتني بعد لجوء أهلي إليها منذ عام 48 , هي مدينة الطفولة التي علمتني شوارعها المؤدية إلى كنيسة المهد وجامع عمر بن الخطاب ان لا حواجز بين من يضعون الصليب أو الهلال , هي مدينتي التي أتذكر عند السير بأزقتها القديمة عراقة عربية أصيلة , هي التي تشتم من نسمات هوائها العليل رائحة خشب الزيتون وهو يسخر لتجسيد تاريخ مدينة المسيح علية السلام , هي التي تأسرك وأنت تتابع التعرف على كل زواياها , اتمنى ان تستضيف بيت لحم يوما ما وفودا عربية شعبية من شتى الدول العربية لنشعر اننا جزءا من هذا الوطن العربي الكبير .

أماني محمد ناصر:

3. قيل دائما إن النزاعات الأخطر التي عرفها التاريخ هي تلك المتعلقة بالعقيدة والدين ... وقيل أيضا إن الدين ولأي ديانة كانت هو خط احمر يحظر المساس به بأي شكل من الأشكال ولأي سبب كان ... وقيل إن المعتقدات الدينية تندرج تحت بند الحرية في العبادة وليس من حق احد التدخل في تفصيل ايجابيات أو سلبيات الدين الذي لا يتبعة ...

ما هو الخط الأحمر عند ليلى عودة؟

ليلى عودة:

الدين هو الخط الأحمر رقم واحد , لماذا ؟؟ ببساطة لأنه الفكر الأكثر دقة وخطورة للتعاطي معه فهو المعتقد الذي تربى علية الفرد منذ صغره سواء بلغت درجة اقتناعه بدرجة عالية أم لا فهو موجود في وجدانه لأنه تربى علية في البيت وفي المدرسة لذا بدأنا نلاحظ زيادة واضحة في توجه الجيل الحالي نحو المزيد من المعرفة بالدين , وهذا أيضا يفسر الغضب الشعبي عند المساس بالعقيدة الإسلامية والقرآن الكريم الهبة الجماهيرية حينها لم تعرف حدود وتجاوزت الوطن العربي .فمن سلبت منة حريته وحرم من الأمن والأمان لن يقبل أبدا أن يعبث بمعتقدة ولو على سبيل زلة لسان .

سامح عودة (نائب المشرف العام):

الأخت ليلى عوده

نردد دائما ... يا قدس ... يا مدينة الصلاة

و مريت من شوارع القدس العتيقه

ونقول زهرة المدائن

ونقول القدس عروس عروبتنا

سؤالي لك : هل حقا ما زالت القدس عروس عروبتنا ؟

ليلى عودة:

للأسف لا لم تعد كذلك , القدس على وشك الضياع , الأقصى على طريق الانهيار , الأيدي الإسرائيلية تواصل العبث بالقدس وحجارة الهيكل المزعوم جاهزة للاستخدام وحجر الأساس في انتظار وضعة في مكان الحرم القدسي الشريف , العرب نيام نعم وهم سكارى , في حالة ضياع , القدس عروس العرب التي فض غشاء بكارتها على يد اسرائيل الحاقدة فان كان العرب يثارون لشرف بناتهم فالقدس اغلى من بناتهم هي شرفهم وعرضهم المنتهكة حرمته صبحا ومساء , العرب يريدون من الفلسطينيين أن يكونوا الحراس على الأقصى وهم كذلك ولكن اليس الحراس بحاجة إلى الدعم والوقفة الجدية أم أن الدولارات أعمت عيون من بات حتى الشرف آخر همهم . لا تخف للبيت رب يحمية ونحن عيوننا دوما مفتوحة نحو الأقصى , فانا حقا وعندما أمر بجانبه اشعر برعشة غريبة توقظني دائما من حالة الإحباط التي اشعر بها إزاء الساسة العرب .

5. عزيزتي ليلى:

بعيداً عن السياسة وما شابه...

حدثينا عن ليلى الزوجة، ليلى الأم...

ليلى عودة:

أنا أم لطفلين أسيل 10 سنوات وأسامة 8 سنوات , همي الأساسي اليوم هو تربيتهم على أسس عربية أصيلة على أنهم جزء من هذا الوطن العربي وعلى انهم أبناء فلسطين التي يجب أن تعود يوما ما . أنا منفصلة عن زوجي منذ أربع سنوات , والعبء ثقيل ولكن الحياة علمتني أن لا مكان فيها لليأس والتسليم بالأمر الواقع والحمد لله هما من المتفوقين في المدرسة , ارعاهما كأي أم اعد لهما الطعام الذي استمتع بتحضيره واعتقد أن طعامي لذيذ وفقا لشهادات من جربوة , واساعدهما بالدراسة , وأحاول ان ارفه عنهما بعض النزهات القصيرة في القدس أو بيت لحم أو الخليل عند خالاتهم .أسعى دوما لاتباع لغة الحوار معهما فانا لست من مساندي التربية التقليدية الجافة , أسامة يجب أن يستمع لرأي اخته والعكس صحيح . فلسطين دائما تتواجد بيننا في أحاديثنا فهم يعرفون أن أمهم لاجئة من قرية المالحة قضاء القدس ويعرفون معنى لاجئة ويشاهدون جنود الاحتلال عند الحواجز حتى ان أسيل في احدى المرات قالت لي أمي أتمنى أن ازور بيت جدي في بيت لحم دون أن أرى جندي اسرائيلي واحد متى سيتحقق ذلك ؟؟؟

اعتقد أن اكبر إنجاز حققتة معهما عندما جعلتهما يتفهمان طبيعة عملي وأصبحا بدلا من أن يودعاني بالدموع عند باب البيت بالابتسامة.


أماني محمد ناصر:

غاليتنا ليلى...

هل نفهم من ذلك بأنّ رصاصة الاحتلال التي أصابت جسدك، وما تداعى بعدها من نقاشات حول عملك بينك وبين زوجك الكريم كانت السبب في الانفصال أو إحدى عوامله؟؟!!

ليلى عودة:

إطلاقا...

فانا واصلت عملي بعد إصابتي واستمر زواجي أيضا ولكن الخلافات مع والد طفلي كانت حول قضايا أعمق وأوسع وأنا أتجنب الحديث عنها من اجل طفلي لا أريد لهما أن يبقيا أسيرين لوالدين قررا الانفصال أريد لهما أن يحيا حياة مشابهة لأقرانهم , والصعوبة التي واجهتها في مواصلة حياتي الزوجية هي أن تكوني في نظر من أحببت مجرد بنك جاهز للدفع في أية لحظة .


ميسون كحيل (مشرفة موقع دنيا الوطن):

تحية من غزة هاشم إليكم في القدس

وأهلا بكم في المنبر الحر ...

عندما كانت ليلى في فضائية أبو ظبي كان الجميع يتنظر بشغف تقرير ليلى عودة وما تحمله لهم من تحليل دقيق ورسم للسياسة والأحوال في بضع دقائق... ويعتبر الكثير من أبناء الشعب بان غيابها خسارة كبيرة ...

فالقضية تحتاج من هم بمنزلة ليلى وقدرتها ..

ألا تعتبر ليلى غيابها خسارة للعمل الإعلامي الفلسطيني؟


ليلى عودة:

شكرا , كثيرا اسمع هذه العبارة ودائما أقول إن هناك إعلاميين عرب وفلسطينيين قد يكونون أفضل من ليلى عودة , وهم بانتظار الفرصة ليظهروا إبداعاتهم , ولكني حزينة من الطريقة التي تم فيها التعامل معي كإعلامية سخرت جل قدراتها من اجل إظهار قضية المظلوميين , وسعت بالدرجة الاولى إلى تجنب أن تحسب على هذا أو ذاك , وبذلت جهدي من اجل أن أكون ليلى الإعلامية فقط وليس أكثر , ولكني تعرضت لضغوط كبيرة أدت بي إلى الابتعاد قليلا ليس ضعفا ولكن حرصا مني على أشياء كثيرة.وأتمنى الآن حقا أن تسنح لي الفرصة لتدريس الإعلام في أي جامعة لأني اشعر الآن أن لدي امكانات لا أريدها أن تبقى حبيسة ليلى بل أن أفيد منها الأجيال الإعلامية القادمة فهي خبرة عمل قرابة 13 عاما .

ميسون كحيل:

لا شك أن الضغوط التي يتعرض لها الإعلامي النزيه والمحايد كبيرة وقوية ،،

لكن إن تستسلم لها ليلى وتتجه للتدريس هو بمثابة خسارة لا تعوّض بالرغم وجود بعض الإعلاميين المميزين لخدمة قضيتنا العادلة،،

في الوقت الراهن نحن نحتاج للإعلامي الحر والنزيه من أمثال ليلى ...

متى ممكن أن تعود ليلى من وجهة نظرك لتطل علينا مرة أخرى؟

ليلى عودة:

ممكن أن أعود فقط عندما أجد محطة إعلامية تقدر ليلى وتقدر على مواجهة التحديات التي قد تواجهها في حال قررت ضم ليلى إلى مؤسستها الإعلامية.والمناسبة أنا أقدم برنامج حواري مباشر كل خميس على محطة anb اللبنانية الثامنة والنصف توقيت القدس المحتلة .ولا أخفيك أنني اشتقت للعودة إلى التواجد بين هموم أبناء شعبي وان افرح لفرحهم ولكن .... أحيانا تكون الظروف أقوى من الطموح .

ولمتابعة اللقاء كاملاً، يرجى الضغط على هذا الرابط:

http://www.syriamani.com/board/index.php?showtopic=2717&st=0

[email protected]