الفلسطينيون في العراق بين جولات الرجوب وصولات الطالباني بقلم:د.جمال المجايدة
تاريخ النشر : 2007-02-15
الفلسطينيون في العراق بين جولات الرجوب وصولات الطالباني بقلم:د.جمال المجايدة


الفلسطينيون في العراق بين جولات الرجوب وصولات الطالباني



د.جمال المجايدة

يجب ان يعلن جبريل الرجوب مستشار الرئيس محمود عباس انه فشل في مهمته الي العراق , لان العدوان الظالم علي اللاجئين الفلسطينيين في العراق مستمر , وبدلا من ان يغدق المديح علي رئيس العراق الطالباني وعلي اركان الحكومة الضعيفة هناك عليه ان يعترف ان الميلشيات الطائفية المجرمة في العراق فوق الطالباني والمالكي ولا سلطان عليها سوي التقتيل والاجرام بحق الابرياء .

واري ان هذا افضل بكثير من عملية الخداع الاعلامي الناجمة عن تصريحات الرجوب التي اعلن فيها ان حكومة بغداد "اتخذت قرارا بمعاملة الفلسطينيين مثل العراقيين" باستثناء التجنيس .

ماقاله الرجوب للصحافيين بان "الحكومة العراقية اتخذت قرارا بأن الفلسطينيين سيعاملون كما يعامل العراقيون باستثناء مسألة التجنيس وتم الاتفاق مع الرئيس جلال الطالباني على ايجاد آلية بين الجالية وسفارتنا ومكتبه لتنفيذ هذا القرار" ردت عليه المليشيات الحاقدة بخطف وقتل عدد من اللاجئين الفلسطينين في بغداد بعدانتهاء جولة الرجوب مباشرة !.

ما تتعرض له الجالية الفلسطينية في من جرائم و مضايقات واعتداءات بحاجة الي وقفة عربية صادقة تضغط علي ايران واجبارها علي التدخل لدي المليشيات الحاقدة امثال جيش بدر او انصار الصدر للكف عن الظلم والاذي ضد هؤلاء الابرياء لان الجالية الفلسطينية يجب ان تخرج من التجاذبات التي لا علاقة للفلسطنين بها فهم لم يكونوا جزءا من السياسة الخارجية العدوانية سواء أكان في ايران ام الكويت ام مع الاكراد .

خلاصة القول ان ما أكده الرجوب إنه تلقى وعودا من الطالباني بحماية الفلسطينيين المقيمين في العراق , ولقائه مع رئيس الوزراء نوري المالكي والذي بحث خلاله معه سبل تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الفلسطينيين , محاولة لتهدئة المذعورين من هول الكارثة التي لحقت بهم في العراق , ولذر الرماد في العيون لدي كل من يتابع الملف الفلسطيني في العراق .

واراها فرصة لكي ارد ايضا علي ماقاله الطالباني للرجوب / أن من واجب كل عراقي بغض النظر عن خلفيته القومية أو المذهبية أن يحمي الفلسطينيين ويدافع عن قضيتهم / هو كلام منقوص وغير صحيح لان فلسطينيي العراق هم الان وقود الحرب الاهلية الطائفية في العراق ولهذا فاننا نصرخ باعلي الصوت .. انقذوا شعب فلسطين الذي يذبح في العراق ارضاء لاسرائيل !

الانتقام والاجرام

جاءت زيارة الرجوب الى بغداد في محاولة لطمأنة فلسطينيي العراق , بعد ان اتسعت مؤخرا عمليات استهداف الفلسطينيين المقيمين في العراق حيث قتل منهم 151 شخصا واصيب المئات بجروح اضافةالي خطف مئات اخرين , جميعهم ذهبوا ضحية انتقام مسلح لمليشيات تتهمهم بمساندة النظام السابق في حين لجأ ممثلون عن الفلسطينيين الى هيئات دينية شيعية وسنية طلبا للحماية والتدخل لوقف الاعتداءات التي بدأت تتخذ طابعا منهجيا والى الجامعة العربية من اجل التدخل لتسهيل مغادرتهم للعراق.

الفلسطينييون في العراق تعرضوا منذ احتلال العراق في ربيع عام 2003 الى 636 اعتداء اسفرت عن مقتل 151 فلسطينيا اضافة الى فقدان 15 شخصا يعتقد انهم اختطفوا من قبل مليشيات مسلحة فيما يوجد 59 فلسطينيا معتقلا في السجون الاميركية والعراقية . وقد اصبح هؤلاء الفلسطينين مستهدفون لاسباب عدة في مقدمتها اتهامهم بمساندة النظام السابق والتاثير السيء الذي تتركه التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق صدام حسين التي تشهدها مناطق فلسطينية بين الحين والاخر .

ويجري ممثلو الفلسطينيين في العراق منذ عام 1948 اتصالات مع الحكومة العراقية ومع المنظمات والهيئات السياسية والدينية الشيعية والسنية من اجل توفير الحماية للعمارات السكنية التي يقطنها الفلسطينيون في بغداد لكنها لم تجد نفعاً فيما اعربيت الجامعة العربية والأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان وممثله في العراق اشرف قاضي عن القلق من الاغتيالات التي يتعرض لها الفلسطينيون وطالبوا الحكومة العراقية توفير الحماية لهم , الا ان شيئا لم يحدث ولم يتحرك احد من تلك المنظمات المعنية حتي الان .

يجب علي الاطراف المعنية حث الشعب العراقي على ان ألا ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم جزء مما يجري في العراق فهم ضيوف وسيبقون ضيوفا حتى تتحرر ارضهم ضيوفا على كل الشعب العراقي وليس فئة دون أخرى أو طائفة دون أخرى بالإضافة إلى التنويه إلى أنهم يتعرضون إلى مضايقات وإلى اعتقالات وإلى قتل علي الهوية .

ويكفي معاناة التشرد واللجوء التي يعيشها الفلسطيني جيلا وراء جيل , يكفي ظلم اسرائيل والصهيونية , يكفي صمت العالم المتحضر علي هذا الظلم البشري الذي لحق بشعب فلسطين منذ نكبة عام 48 حين شردتهم عصابات الصهيونية من وطنهم بالارهاب والاجرام , واليوم تريد المليشيات الظالمة في العراق ان تكرر الكارثة ذاتها ولكن الي اين تريد ان تلقي باللاجئ الفلسطيني بعد ان ضاقت به الارض العربية ؟



جولة فاشلة مائة بالمائة

فهمت من كلام عاطف عدوان وزير شؤون اللاجئين في الحكومة الفلسطينية ان جولة الرجوب الي العراق فاشلة مائة بالمائة ، لانه قال أن كافة الجهود والاتصالات التي أجرتها الوزارة والحكومة الفلسطينية مع كافة المرجعيات الدينية، والشخصيات السياسية في العراق، لم تثمر في احداث تغيير في الواقع المرير الذي يعاني منة الفلسطينيون في العراق، خاصة بعد حملة الاعتداءات والاستهداف والقتل، حيث لاتزال وزارة اللاجئين في غزة تتلقى عدة اتصالات من عدد كبير من الفلسطينيين الموجودين في العراق الذين طالبوا الحكومة الفلسطينية بالتوسط لدى الدول العربية كي تفتح لهم أبوابها، ليجدوا ملاذاً آمناً فيها هرباً من جحيم المضايقات في العراق.

الوزارة معنية بالطبع بمتابعة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الخارج بشكل عام وبالذات عندما يكون هناك أزمات، لكننا نريد ان يكون لها دورا خاصة بعد فشل جولة الرجوب المكوكية مابين بغداد وكركوك وخاصة في ظل تصاعد الهجمة البربرية والإجرامية ضدأبناء الشعب الفلسطيني في العراق .

يقول عدوان " اتصلت بالمرجع الأعلى للشيعة آية الله علي السيستاني، وقد أخرج مشكوراً فتوى تحرم الاعتداء على الفلسطينيين، وآية الله الحسني أيضاً أصدر فتوى تحرم الاعتداء على الفلسطينيين هو أيضاً مرجع شيعي على مستوى محترم" لكن نحن نحكم علي النوايا بالافعال الطيبة وليس بالفتاوي التي يضرب بها ملوك الارهاب الطائفي في العراق عرض الحائط في احياء فلسطينيي العراق.

لقد اتصل الوزير عدوان بالسيد مقتدى الصدر، وأرسل له عدة رسائل، طالبه فيها أن يحدد موقفه أمام الإعلام، كان اخرها رسالة منذ قريب وتوقع بأن يكون الرد ايجابياً وأن توقف عمليات الاعتداء على الفلسطينيين , الا ان الصدر لم يرد حتي ولم يصدر امرا للمليشيات يدعوها بوقف الاعتداء علي الفلسطينيين .

واضح من صمت السيد مقتدي المطبق انه غير راغب في بقاء الفلسطينيين في العراق ويرفض التعهد بالحفاظ على حياة اللاجئين الفلسطينيين وممتلكاتهم، كما يرفض مع الأسف اى تغير على معاملة الفلسطينيين في العراق حيث لا تزال حملة التطهير مستمرة بحقهم , ونحن هنا نتساءل / اين الاسلام مما يجري بحق هولاء الابرياء اللاجئين في العراق ؟







التضليل الذي قام به الرجوب

تأكيدا علي فشل جولة اللواء جبريل الرجوب في العراق ,أعلن اللاجئون الفلسطينيون في العراق رغبهتم الشديدة بمغادرة بغداد الى اماكن اكثر امنا على حياتهم, داحضين بذلك التصريحات التي ادلى بها الرجوب حول عدم رغبة الجالية مغادرة العراق .

اللاجئون قالوا في بيان لهم أنهم فوجئوا بتصريحات الرجوب على قناة الجزيرة مباشر , وهو ينفي التسريبات الإعلامية حول إمكانية استقبال اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الكردية شمال العراق وقوله للجزيرة أنه التقى وفدا من اللاجئين الفلسطينيين وإنهم لم يطالبوا بالخروج بل على العكس كان مطلبهم هو البقاء في العراق .

بيان الجالية الفلسطينية استنكر ما اسماه " التضليل الذي قام به الرجوب" مذكرين القيادة الفلسطينية ومبعوثها - الرجوب- بان منظمة الأمم المتحدة قد أصدرت بيانا طالبت فيه المجتمع الدولي باستقبال اللاجئين الفلسطينيين في العراق وذكروه ايضاً بتقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الذي اعتبر أن اللاجئين الفلسطينيين يتعرضون إلى القتل والتشريد لا لشيء إلا لأنهم فلسطينيون ومذكرين كذلك بالبرامج التي تبث على الفضائيات الفلسطينية والعربية والتي تلقت عددا غير قليل من المكالمات من داخل العراق والتي تحدثت عن المطالبة بإخراجهم وإنقاذهم وهذا يتنافى مع تصريحات الرجوب عن مطالب اللاجئين والذي لم يكلف نفسه أن يزورهم في تجمعاتهم والتي أصبحت سجونا لهم على حد قول البيان.

تصريحات الرجوب اعتبرت من وجهة نظر ممثلي الجالية الفلسطينية في العراق , استهانة بالجرائم التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق واستهانة بمشاعرهم والتفافا وإلغاء لكل الجهود التي بذلت لإيصال معاناتهم إلى العالم .

ولذلك فانها طالبت الرجوب بتقديم اعتذار لهم عن تقوله عليهم وان يكون مخلصا بالتعاطي مع مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وان يتعاطى معها إنسانيا بعيدا عما وصفوه بـ "تحقيق المكاسب الإعلامية والمكافات السياسية والتي بدت واضحة في خطابه الاعلامي .

افهم من هذا الجدل بان ماقام به الرجوب ينطبق عليه المثل العربي الشائع / جاء يكحلها عماها /

السلطة الفلسطينية و الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مطالبة بحث الدول العربية علي عقد اجتماع وزاري عال المستوي يضمن ضرورة العمل على توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين فى بغداد فى أعقاب مقتل العشرات منهم على أيدى المليشيات المسلحة فى وسط وجنوب العراق فى أعقاب احتلال العراق وسقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين .

بدلا من ان ننخدع بجولات الرجوب وصولات الرئيس العراقي جلال الدين الطالباني الذي يعبر دوما عن تضامنه وتضامن الشعب العراقي مع الشعب الفلسطيني وحرصه ودعمه للجهود التي تبذل لتوفير الإقامة الكريمة للفلسطينيين في العراق , في حين يستمر فيه مسلسل الاجرام الطائفي بحقهم ليل نهار في بغداد الجريحة !

[email protected]