قصيدة صوفية في عشق القدس
..........................................
جلست لأكتب ، معبراً عن الخلجات والشحنات التي تولدها فينا الأحداث ، وخطر على بالي خواطر كثيرة ، منها اتفاق مكة المكرمة ، وتصاعد المقاومة العراقية الباسلة ، وخواطر كثيرة تستحق التسجيل في نهر تاريخنا العربي والإسلامي الجاري بكل ما فيه من مدٍّ وجزر . ولم يطاوعني قلمي في الكتابة عن أي موضوع سوى موضوع القدس الشريف ، وقال لي قلمي: لقد نذرت دمي (مدادي) في هذه الأيام للقدس ولا شيء غير القدس. فأكبرتُ فيه هذه الفدائية ونزلت عند رغبته طائعاً وممتثلاً لإرادته ، فموضوع القدس يعلو على كل المواضيع أهمية ، ولا صوت أعلى من صوت القدس ، فكان قلمي متناغماً مع الدّماء التي سالت يوم الجمعة 9 شباط 2007 في باحات المسجد الأقصى المبارك. فدولة فلسطينية بدون القدس لا معنى لها ، ولا أهمية لها ، فخطر على ذاكرتي الأبيات الشعرية التالية التي كتبتها في رثاء الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات الذي استشهد في سبيل القدس وبسببها:
عرفات غاب فلا تنازل يُرتجى
عرفاتُ فينا قد تغلغل فكرُهُ
ما عاش فينا من يُفرِّطُ بعدهُ
بحقوق شعبٍ قد تعاظم وعْيُهُ
فالقدسُ خطٌّ أحمرٌ بدمائنا
وبدونها فالموت ُ يحلو طعمُهُ
وحقوقُ عودتنا لأرضِ جدودنا
عهْدٌ علينا بالقلوب نصونُهُ
................................................................................................................................................................................................................................................................................................
ناديتُ رُدّي فالهوى غلاّبُ
يا قدسُ إنّي مُدْنفٌ عشّاقُ
بَعُدَ الطوّى وتفرَّقَ الأحبابُُ
ذاك الهوى مُتلهِّبٌ توّاقُ
والشّّوقُ منّي لافحٌ هبّابُ
والقلبُ ردَّ وبحرُهُ خفّاقُ
مِنّي الّدموعُ تقاطرت تنسابُ
فوق الخدودِ ولسْعُها حرّاقُ
والعيْنُ فاضتْ والسّماءُ ضبابُ
أنتِ العيونُ وشرْقكِ الأحْداقُ
أنتِ الملاذُ وحبُّكِ العرّابُ
أنتِ الحنينُ وغَرْبكِ الأشواقُ
فأنا السّقيمُ وعشْقُكِ المِحْرابُ
أنتِ الطّبيبُ وحضْنُكِ التِّرْياقُ
.............................................
يا قدسُ إنّي هائمٌ ظمْآنُ
وَلِلَثمِ ثغرِكِ لاهِثٌٌ سبّاقُ
مِنكِ الرِّضابُ ترقرقتْ تنْسابُ
مِنك ِ النسسيمُ وريحُهُ عبّاقُ
صَعُبَ الوِصالُ وأوصِدَتْ أبوابُ
سُدَّ الطّريقُ وغُمِّقتْ أنْفاقُ
ذاك السِّياجُ وشوكُهُ الأنيابُ
والسّورُ يعزِلُ نهْجُهُ سرّاقُ
ذاكَ العدوُّ ودأبُهُ الإفسادُ
فهو العذولُ وطبعُه ُ أفّاقُ
................................................
لا شوْكَ يُدْمي قصْدُهُ الإبْعادُ
لا سور يُجْدي فالهوى دفّاقُ
فالرّوحُ ترخصُ والفِدا غلاّبُ
والدّمُّ ُ يجري سيلهُ مِهْراقُ
بقلم أحمد ابراهيم الحاج
10 شباط 2007
قصيدة صوفية في عشق القدس بقلم: أحمد ابراهيم الحاج
تاريخ النشر : 2007-02-11