الخليج العربي بين المناورات العسكرية الايرانية والمناورات العسكرية الاميركية بقلم:ا.د.ابراهيم خليل العلاف
تاريخ النشر : 2007-01-28
الخليج العربي بين المناورات العسكرية الايرانية والمناورات العسكرية الاميركية
بقلم:ا.د.ابراهيم خليل العلاف


الخليج العربي بين المناورات العسكرية الايرانية والمناورات العسكرية الاميركية

ا.د.ابراهيم خليل العلاف/مركز الدراسات الاقليمية/جامعة الموصل /العراق



ليست هذه هي أول مرة تشهد فيها مياه الخليج العربي وسمائه مناورات عسكرية اقليمية ودولية؛ فلقد اعتادت قوى المنطقة، والقوى الدولية التي تمتلك مصالح سياسية واقتصادية فيها أن تقوم بين حين وآخر بمناورات عسكرية بحرية أو برية أو جوية، لكن ما يميز المناورات العسكرية الأخيرة التي جرت في الخليج العربي سواء من ايران أو الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها أنها كانت بقصد استعراض القوة.

المناورات العسكرية الأميركية:

ففي يوم الاثنين30 تشرين الأول /اكتوبر 2006، انطلقت مناورات بحرية في الخليج العربي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. وقد أسهمت في هذه المناورات بريطانيا، واستراليا، وايطاليا، وفرنسا والبحرين. فضلاً عن مشاركة (19) دولة أخرى منها العراق وكندا والدانمارك وألمانيا واليونان وهولندا ونيوزلندة والنرويج وباكستان وبولندا والبرتغال وسنغافورة واسبانيا. أمـا قطـر

ـــــــــــــــــــــــــــــ

*أستاذ،مسؤول وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية،مركز الدراسات الاقليمية،جامعة الموصل

والامارات العربية المتحدة والكويت، فقد اشتركت بصـفة (مراقبين) كما ستفعل كوريا الجنوبية واليابان وروسيا الفعل نفسه. وقد أطلق على هذه المناورات رسمياً أسم "الحافة البارزة"، وهي تنضوي تحت خطة أميركية بعنوان "المبادرة الأمنية ضد الانتشار النووي" ومما يلحظ أن السعودية لم تنضم رسمياً الى هذه المبادرة، لذلك لم تشارك قواتها في المناورات.. وتأتي هذه المناورات وسط توتر

سياسي يشهده الخليج العربي بشأن البرنامج النووي الايراني، ومعلومات متسربة عن تهديدات باعتداءات قد تستهدف منشآت نفطية في الخليج ، كما تتزامن مع مناورات عسكرية ايرانية. وقد أعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية أن الولايات المتحدة الاميركية ستقود مناورات بحرية في الخليج العربي قرب المياه الاقليمية الايرانية تشارك فيها (25) دولة بينها ست دول ستقوم بتدريبات أساسية وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا واستراليا وفرنسا والبحرين وتهدف الى مكافحة الانتشار النووي في الخليج العربي.. وأضاف المسؤول الاميركي الى ذلك قوله أن المناورات ستتضمن القيام بعمليات وهمية القصد منها اعتراض سفن تحمل مواداً مرتبطة بأسلحة محظورة. والجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، سبق له أن أعلن منذ مايو/أيار 2003 عن المبادرة الامنية لمنع الانتشار النووي. ومنذ ذلك الوقت جرى (24) تدريباً في اطارها، لكن المناورات الأخيرة، تجري في الخليج العربي للمرة الأولى وبمشاركة دول من الشرق الأوسط. ومع أن المسؤولين السعوديين لم يقرروا بعد موقفهم من المبادرة ، لكن ثمة من يؤكد بأن السعودية تدرس حالياً مسألة الانضمام الى المبادرة.. وأكد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لمراقبة الأسلحة والأمن الدولي روبرت جوزيف "أن المناورات ليست الاً تدريباً لاختبار قدراتنا على اعتراض عمليات تهريب غير قانونية". وتولى مسؤول في الخارجية الأميركية مهمة شرح ذلك قائلاً: أن التدريبات ستشمل " اعتراض سفينة تحمل معدات مفيدة لبرنامج للتسلح النووي" مرسلة الى " بلد يثير القلق من نشرها في المنطقة". وطبيعي فان المقصود هنا هو ايران.. ذلك أن الولايات المتحدة الاميركية، ومنذ فترة طويلة، وتتفق معها دول الاتحاد الأوربي، لاتزال تعتقد ان برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم يهدف الى تأمين مواد لبرنامج التسلح، بينما تؤكد طهران أن برنامجها سلمي ومدني.

لم تقف الولايات المتحدة عند هذا الحد، بل حاولت تبرير خطوتها باجراء المناورات، وذلك عندما أعلن متحدث بأسم (قوات التحالف البحري الغربي في الخليج العربي)، ان هناك مخاوف من هجمات ارهابية محتملة على المنشآت النفطية في هذه المنطقة، ولا بد من اتخاذ الاجراءات المناسبة لمواجهتها. وأوضح اللفتنانت كومندان شارلي براون المتحدث باسم هذه القوات والمقيم في البحرين لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) أن "قوات التحالف تلتزم الحذر، وتتخذ اجراءات الحيطة، وتعمل على تركيز العمليات البحرية الأمنية في الخليج على مواجهة هذه التهديدات المحتملة". وأوضح أن هذه الاجراءات تأتي كرد على "تهديدات حديثة ضد المنشآت النفطية في الخليج من ضمنها بيانات صادرة عن قيادة القاعدة"!!. ورفض المتحدث الخوض في التفاصيل بشأن الأهداف المحتملة لهذه التهديدات رداً على سؤال ما اذا كان التهديد يستهدف أساساً منشآت نفطية في المملكة العربية السعودية. كما رفض مسؤولون أميركيون ذكر أية تفاصيل عن هذه التهديدات لكن مسؤولاً في الخارجية الأميركية في واشنطن قال بالنص "هناك تهديد لكنني لااستطيع توضيح مستواه ولا أي تفاصيل أخرى".

أما اللواء منصور التركي الناطق الرسمي بأسم وزارة الداخلية السعودية فأكد " أن التهديد الارهابي ضد المنشآت السعودية ليس جديداً، بل هو قائم باستمرار، وان السلطات السعودية تتخذ الاجراءلت الأمنية اللازمة لحمايتها من أي هجوم". وأضاف مصرحاً لوكالة الصحافة الفرنسية " ان التهديد الارهابي للمنشآت النفطية قائم و(المنشآت النفطية) هدف معلن للفئة الضالة" وتعني (الفئة الضالة) في الخطاب الرسمي السعودي عناصر تنظيم القاعدة الذين كانوا وراء هجمات دامية في السعودية منذ مايو/أيار 2003 أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وعاد روبرت جوزيف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لمراقبة الاسلحة والأمن الدولي ليوضح بأن الولايات المتحدة تعرف من المقالات الاخبارية الايرانية أن " المناورات لفتت انتباه طهران "، الا أن مسؤولاً أميركياً كبيراً أكد أن هذه المناورات المشتركة كانت مقررة منذ فترة طويلة ولا علاقة لها بالضغوط على ايران بشأن برنامجها النووي!!.

المناورات العسكرية الايرانية:

أما المناورات العسكرية الإيرانية، فقد أعلن عنها قائد حرس الثورة الإيرانية اللواء يحيى رحيم صفوي الأربعاء الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2006 وقال ان "القوات الجوية والبحرية والبرية والتعبئة التابعة لقوات حرس الثورة الإسلامية ستبدأ الخميس الثاني من نوفمبر /تشرين الثاني 2006 مناورات تحت عنوان (الرسول الأعظم) وذلك في مياه الخليج. وأكد صفوي ان الهدف من هذه المناورات هو "استعراض القوة والإرادة، للدفاع الشامل أمام أي تهديد ضد الأراضي الإيرانية". وأضاف أن المناورات ستستمر لمدة عشرة أيام. ولم يضيع الإيرانيون وقتاً، فلقد سارعوا لانتقاد المناورات البحرية الضخمة التي قادتها الولايات المتحدة ووصفوها بـ "المغامرة"، و "الاستفزازية" و "المثيرة للشكوك" و "الخطيرة". وتجيئ المناورات الإيرانية مترافقة مع إطلاق إيران أولى الصواريخ البالستية من نوع شهاب المجهزة بشحنة انشطارية. وقد ذكر تلفزيون العالم (الايراني) "ان صواريخ شهاب مجهزة بشحنات انشطارية، وان مداها يبلغ ألفي كيلو متر، وانها اطلقت من الصحراء الواقعة في ضواحي قم الواقعة على بعد 120 كلم جنوبي طهران".

لقد أوضح صفوي ان المناورات ستجري في (14) محافظة ايرانية لاسيما تلك المطلة على الخليج العربي وبحر عمان، وأكد أنها ستُظهر "عزيمة البلاد في الدفاع عن النفس من المخاطر". وقال ان عدة طائرات، وعشرات الأنواع من الصواريخ لاسيما صواريخ فاتح وذو الفقار التي يبلغ مداها 150 كلم ستستخدم في هذه المناورات. وأضاف ان قوات الحرس الثوري البرية ستقوم بـ "عمليات مجوقلة في محافظة هرمز غان (مضيق هرمز) وبعض جزر الخليج" وستقوم القوات الإيرانية بهذه المناسبة بإطلاق صواريخ بر – بحر في الخليج وبحر عمان".

العراق والمناورات الأميركية:

لعل هذه أول مرة يشارك فيها العراق في مناورات تقودها الولايات المتحدة الأميركية، وقد قال محمد العسكري الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية أن ضباطاً من القوة البحرية العراقية سيشاركون في المناورات. وأضاف في اتصال هاتفي مع وكالة أنباء أصوات العراق المستقلة الأحد 30/تشرين الأول/ أكتوبر 2006 ، ان الضباط العراقيين سيشاركون بالتنسيق مع القوات الأمير كية وضمن الأسطول الاميركي الخامس في الخليج العربي، وأكد ان المشاركة ليست إلا محاولة للتدريب والاستفادة وقال "ان المشاركة تأتي ضمن اتفاق وزارة الدفاع مع الولايات المتحدة لتطوير تدريب الجيش العراقي وأنها بدون شك، ستكون فرصة لاكتساب الخبرات". قال المسؤولان الاميركان ان هدف مناوراتهم هو تحقيق أمن واستقرار منطقة الخليج العربي وذلك من خلال التدريب على مواجهة تهديدات باعتداءات قد تستهدف منشآت نفطية في الخليج العربي. كما تهدف الى حرمان ايران من الحصول على معدات ومواد تساعدها في الاستمرار باستكمال برنامجها النووي.. وحرصت الولايات المتحدة على اشراك أكبر عدد ممكن من بلدان العالم في هذه المناورات ونجحت في اقناع البحرين لاستضافة القوات المشاركة في هذه المناورات كما ادخلت العراق وقطر والكويت والامارات، في هذه المناورات بشكل أو بآخر لكنها فشلت في دفع السعودية للمشاركة. اما المسؤولين الايرانيين فقد انتقدوا المناورات الاميركية ووصفوها بأنها خطيرة ومثيرة للشك، والأهم من ذلك كله أنها كما قال مسؤول في وزارة الخارجية الايرانية، "لا تنسجم مع متطلبات أمن واستقرار المنطقة" . وانها "تستخدم من قبل المحافظين الجدد، وادارة بوش من أجل مساعدتهم في كسب الانتخابات النصفية للكونغرس الاميركي والمزمع اجراؤها في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2006". لذلك دعا الايرانيون دول الخليج العربية والمسلمين كافة للتوحد، وقال مرشد الثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي انه لابد من مواجهة ماأسماه "الأهداف القذرة للولايات المتحدة واسرائيل في الشرق الأوسط".

موقف الدول العربية:

وبشأن موقف الدول العربية عامة ودول الخليج خاصة فاننا لم نقف عند رأي معلن وواضح من المناورات التي جرت قرب أراضيهم وسواحلهم سوى بعض المقالات في بعض الصحف والتي نقلت وجهات نظر الطرفين الاميركي والايراني مع التركيز على ان ايران تهدف من وراء مناوراتها إخافة جيرانها في الخليج والضغط عليهم من أجل ترهيبهم. وقد نقلت وكالة الأخبار العراقية (31 تشرين الأول 2006) رأياً لكاتب لم يذكر اسمه الحقيقي مفاده ان هدف المناورات الايرانية لم يكن الولايات المتحدة أو اسرائيل بل المنطقة العربية، وان طموح ايران في القيام بدور (شرطي الخليج) لم يمت، بل ان ايران لا تزال تسعى بشكل مستميت لتصبح القوة الأولى في الخليج وبالشكل الذي يتيح لها السيطرة على منابع النفط والتحكم في سياسات الدول المحيطة وخاصة دول الخليج، وأن التشبث الايراني بأمن المنطقة وحرصها على الأمن والاستقرار ماهو الا دعاية مكشوفة فاذا كانت ايران تحرص على امن الخليج فلماذا لا تعيد الجزر الثلاث التي احتلتها الى الامارات العربية المتحدة، ولماذا تضخ الأموال للموالين لها في العراق والخليج العربي وتدعمهم لوجستياً ومعنوياً". ويرد الايرانيون على وجهة النظر هذه بالقول ان ايران لاتعتقد بوجود أي تهديد لدول المنطقة، وان ما يردده المسؤولون الاميركيون محض افتراء، والى شئ من هذا القبيل أشار قائد سلاح البحرية الإيرانية سجاد كوتشالي عندما قال ان إيران ليس لها أية نوايا بالسيطرة على المنطقة، ولا ترى أي تهديد لها إلا من الولايات المتحدة الأميركية.. وقد حث محمد علي الحسيني الناطق باسم الخارجية الإيرانية دول الخليج العربية على العمل "من اجل تعزيز التعاون الأمني فيمابينها بدلاً من استدعاء قوى أجنبية لتعزيز وجودها في المنطقة".

خاتمة:

المهم ان هناك تضارب في الرؤى الأميركية والإيرانية، وهذا ليس جديداً، فمنذ أواخر الحرب العالمية الثانية، دخل أمن الخليج العربي، كما يقول الأستاذ الدكتور خليل علي مراد في دراسته الموسومة "الولايات المتحدة، النفط، وامن الخليج العربي" المنشورة في مجلة الخليج العربي المجلد 14 ، العدد 1 ، 1982"، باب التقارير الوثائق والأدبيات السياسية، وازداد الحديث عنه كثيراً بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 وما صاحبها من حظر نفطي عربي وأعقبها من تصحيح في أسعار النفط وتهديدات أمير كية معلنة منذ سنة 1974 بالتدخل العسكري في الخليج العربي .. فللولايات المتحدة الأميركية مصالح سياسية واقتصادية مهمة في المنطقة حتى ان الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر قال في الخامس من نيسان 1979 :"ان قوتنا القومية متوقفة بشكل خطير، على خط دقيق من ناقلات النفط يمتد بين منتصف المسافة حول الأرض مبتدءاً من الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي ، إحدى أكثر المناطق اضطراباً في العالم" .. ويتضح من هذا ان الاهتمام الاميركي بالخليج العربي ليس جديداً، واحتلال العراق في التاسع من نيسان 2003 يقع ضمن هذا الاهتمام ، وتحرص الولايات المتحدة في كل يوم التأكيد على وجود أخطار تهدد أمن الخليج العربي الأمر الذي يدفع بعض دول المنطقة إلى زيادة الاعتماد عليها وابتياع المزيد من الأسلحة والمعدات العسكرية منها وهو أمر له أبعاده السياسية والاقتصادية، ويقتضي هذا من دول المنطقة ان تعمل بشكل موحد لوضع خطط استراتيجية مستقلة تساعدها في الاعتماد على نفسها في حماية المنطقة ولايكون ذلك الا بدفع الولايات المتحدة لإدراك ان التهديد الحقيقي لأمن الخليج العربي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً يأتي من الخارج، ويكمن في سياسات القوى الكبرى وتدخلها المستمر المباشر وغير المباشر في شؤون المنطقة، وإذا ما أرادت هذه القوى، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة، الحفاظ على مصالحها في المنطقة، فلابد من احترام واستقلال وسيادة دول المنطقة، والكف عن استفزازها وإتباع سياسات تحول دون تقدمها وامتلاكها لناصية العلم والتكنولوجيا وإذا ما حسنت النوايا، فإن المصالح الإقليمية والدولية المشروعة لايمكن ان تتقاطع بل تتكامل والهدف أولاً وأخيرا ينبغي ان يكون تقدم المنطقة وإسعاد شعبها. ويبدو أن أوربا بدأت تدرك أنه لا بد من الاعتراف بأهمية ايران الاقليمية اذا ما أريد للسلام والاستقرار أن يتحقق في المنطقة. وقد صرح رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي بذلك يوم 18 تشرين الثاني 2006 أن يعترف لها بدور مسؤول وبالاستعداد للتعاون لحل المشاكل الأكثر أهمية في المنطقة.. وفي السياق نفسه فان احترام سيادة دول الخليج العربية والعراق على وجه الخصوص وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لا بد أن يكون واحداً من الثوابت الاستراتيجية التي تؤكدها القوى الاقليمية في المنطقة وانما القوى الدولية كذلك وبهذا يتحقق الأمن والاستقرار وتتعاظم حالات التعاون وتبادل المصالح المشتركة. وأخيراً لا بد من القول أن لا أحداً سوف يفتقد العراق القوي الموحد أكثر من دول الخليج العربي نفسها، واذا كانت أوربا تدعو اليوم الى الاعتراف بالدور الاقليمي لايران في المنطقة، فان عليها أن تساعد العراق، ضمن توازنات جيوسياسية، لكي يعود لممارسة دوره الفاعل في ضمان استقرار الخليج العربي وتحقيق أمنه الاقليمي.