الشيعة.. كم خسروا بإعدام صدام؟!!بقلم:عصام زيدان
تاريخ النشر : 2007-01-13
عصام زيدان


لا شك أن الحرب اللبنانية الأخيرة واستمرار السجال المسلح بين الجانبين فترة أطول من أية حرب عربية أخرى قد أعطى للحزب الشيعي بعدًا في نفوس بعض الشعوب العربية التي لا تدرك أجندة الحزب وطائفيته, وإنما حرّكتها العاطفة الجياشة.


وتزامنًا مع هذه الحرب كانت الحرب الأخرى الكلامية , ولكن على الصعيد الإعلامي فقط أطلقها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عن ضرورة إزالة "إسرائيل" باعتبارها كيانًا دخيلاً في المنطقة وانتقالها لمكان آخر, وهي الدعوة التي كررها في عدة مناسبات.


الحربان في زمن الانكسار العربي والهزيمة النفسية أمام الولايات المتحدة و"إسرائيل" جعلا من الشيعة أبطالاً في نظر بعض الشعوب العربية, خصوصا مع ذلك الزخم الكبير الذي جعله الإعلام المتشيع لخطابات نصر الله المثيرة للجدل , وكان لهذا الوضع أثر لا يصح إغفاله من تمدد شيعي زاحم الوجود السني المستقر في بعض البلاد العربية, ووجد ترحيبًا من قبل السلطات في بعض الأحيان كما في سوريا التي سمحت ببناء على نطاق واسع للحسينيات, واستخدام المال لصرف السنة عن مذهبهم, ووجد في أخرى جدارًا صلبًا أوقفه في مراحله الأولى بعدما تصادم مع ثوابت السنة واحترامهم وإجلالهم للصحابة كما كان الحال في مصر التي شهدت بعض صحفها غزوًا شيعيًا تعرض لبعض الصحابة الكرام.


المكاسب الشيعية من هذا التصدي الكرتوني لأعداء الأمة سكبه الشيعة عن آخره وفقدوه, بل وانقلب سحرهم عليهم بصعودهم على منصة إعدام الرئيس العراقي صدام حسين وإطلاق العنان لطائفيتهم البغيضة لتظهر وتفتضح أمام المغرورين والمخدوعين والمفتونين بهذه الطائفة التي شبت على كراهية السنة على اختلاف توجهاتهم السياسية وتبايناتهم الثقافية.


بهذه الطائفية الممجوجة شهد العالم العربي موجة من تحول المزاج الشعبي العام الذي رأى حينًا في الشيعة أبطالاً إلى موجة من الكراهية والبغض بعد تشفيهم من الرئيس العراقي السابق وهو على شفا الموت, في مشهد يدل على قلوب فقدت القيم الإنسانية وملأها حقد دفين.


لقد تأكد جليًا من تداعيات المشهد وأحداثه أن الشيعة شديدو العداء للسنة, وأنهم أقرب ما يكونون إلى أعداء الأمة من الأمريكان وغيرهم, وأن أجندتهم لا تتوافق قطعًا مع أجندة الأمة, وإنما تتقاطع مع الأعداء وتلبي رغباتهم وطموحاتهم.


حقيقة ليس هذا البعد وفقط قد خسره الشيعة بموت صدام, لقد فقدوا من قبل بموقفهم مع المحتل وإسهامهم في غزو العراق وإسقاط نظام صدام حاضرهم ومستقبلهم, واكتفوا بأن يكونوا واجهة للمحتل الذي أغراهم بمفتاح بيت لا يملكون فيه قرارًا ولا يستطيعون فيه استقرارًا.