بالامس مر أول الشهداء

تاه فى الضباب

فى جسد الغياب

وعلى التلال مازالت أرواح الجدود

تتقمص لحظات المجد

وتغرق فى دائرة النار

مازالت الارض تنتظر ان ..

ينمو العشب الأخضر

وتكثر الأشجار

ماعاد فارسنا بالأمس

أضاع ملامح الطريق

امتطى سفن المهاجر

لاشئ سوى الفراغ

أخرج الأن بدون غطاء

كل شئ يجرى

يردد صداه

هدرا" نضيع

نسير فى حنايا الدرب عراه

وبين الشوارع والأوقات

العيون تبكى زمن..

الخرافة والادعاء

نطوف المدائن وهذى المرارات فى..

القلوب تعصرنا اعتصار

تحكى الارض أن الشهداء

يكتبون التاريخ على ضوء النهار

على الرابى

فوق الجبال

وعلى ضفاف الانهار

حين سقط أول الشهداء

قال الواهمون..

ماذا بعد

وهذا الخراب

وهذا الدمار

أيها الآتى الينا من..

خلف الأزمان والمسافات البعاد

جدار من الدماء بيننا

وجبال من الاحجار

ترتفع الجدران

وتلك العواصم الكبرى..

عواصم الموتى..

يتهاوى فيها الانسان

غرقا نحن وفى انحاء المدن نهيم

يقتلنا الحرمان

الحظات اخرى والشهداء يمرون

الرايات عارية من الالوان

يمتلئ الوقت القديم

بالحكايات والاساطير

وتحت اقدامنا العارية

تشتعل النيران

اى وطن هذا الذى نحلم به

وماهى الأسماء والعناوين

كيف نكتب حروف الوطن ونحن..

غرباء فيه ومساجين

كثيرة هى تواريخ البكاء فينا

وللأحزان حكايات طويلة

بطول السنين

ومن بقايا الخراب نجتر أحلامنا

نسحبها من بين الدمار

نعلقها فوق الشمس

على حزن ماضينا

نموت واقفين

حقل دمانا يتسع

الخمر يدار

ومن حولنا يدور الصمت ونحن..

نتأرجح فى بقعة الضوء الخافت

بين القيامة والاحتضار

يقولون أن الارض تبقى ..

خضراء على مدار الفصول..

اذا رويت بالدماء

وأن الأحلام تنبعث من بين الرماد..اذا كبر العطاء

وأن النوارس ستعود من منافيها لتكتب..

المجد على وجه السماء

يقول الواهمون بالسلطة والثراء

كل هذا زيف وهراء

ضياع

ضباب

دخان

ومن قلب الأحزان

يأتى صوت الصدى

تحمله الرياح

من عمق الأرض

من المنافى

وعد الوفاء

ترتفع زغاريد الصبايا

آلاف الشهداء

فما زال الوطن

مليئا" بالشرفاء.


ربحى أحمد الطيماوى

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين

ليبيا