أود التحدث هنا عن جدلية قائمة، باتت هي حديث الساعة في المجالس، فاجأتنا بها قناة شهرزاد في النصف الثاني من العام الحالي، ألا وهي أعجوبة العصر العالم الروحاني السيد أبوعلي الشيباني، الذي يتحفنا كل مساء بطلته البهية ولهجته العراقية الجميلة ...
يقال- ان لكل داء دواء- ونقول أين هو الدواء؟، الوحيد الذي استطاع إقناعنا بصحة هذه المقولة هو الشيباني، وبالطرق العلمية المدروسة المستنبطة من أسرار الآيات القرانية. ولمن يبدي اعتراض على استخدام -علم تسخير الأرواح- ألم تسألوا أنفسكم كم بقى الطب الحديث عاجزاً عن علاج تلك الأمراض المستعصية (كالسرطان- الربو - القلب- الضغط - السكري- التوحد) أو حتى إيجاد مسبباتها، بينما ضحاياها يموتون بالألاف سنويا على مستوى العالم؟!! نظراً لكون معظم ما يصيب الانسان من أمراض يكون أساسها من الجن - حسب الشيباني- يصعب على التحاليل السريرية تحديدها بدقة ومن ثم علاجها.
ورداً على تلك المزايدات التي جاوزت الحد في التجني على الشيباني، فقد قرأنا مؤخراً في إحدى الصحف بأن القضاء السعودي أجازعلاج السحر بالسحر، نظراً لوجود أنواع من السحرلا يمكن فكها بالقراءة القرانية، ونهمس هنا في آذان دعاة الفتنة الذين ينتقدون فقط لأجل النقد، وننصحهم بلملمة أوراقهم الخاسرة التي تكشف عن ببغاوات لا تدرك من القرآن إلا غلافه الخارجي.
والجدير بالذكر، أن علم االعرفان الذي طالعنا به الشيباني، لا يصله الا الراسخون في العلم وكبار من علماء الدين ( وسيماهم في وجوههم )، فمثلما انتشر المشعوذون بكثرة فلابد من إيجاد الشخص الثقة لإفساد خزعبلاتهم، بعيداً عن كل الدجل والشعوذة، وعلى مرأى من الجميع لا بطريقة استنزاف جيوب الفقراء في الخفاء وتحت عباءة الدين، فالشيباني يقوم بالجمع بين عدة علوم، هي في حقيقة الأمر تسخير للملائكة الموكلة بتلك الآيات لخدمة الأغراض الإنسانية والشفاء من الأسقام، إلا أنها - العلوم- لا تدرس في جامعاتنا المحلية، إنما علموها أهل البيت عليهم السلام لأتباعهم، وتناقلها العرب بينهم فيما بعد.
ومنها على سبيل المثال، ما جاء عن الامام الصادق، أنه عندما يرف العصب في مؤخرة زاوية العين اليمنى ينبىء بأنك ستسمع خبراً لوفاة أحد أقاربك، وعندما يرف مؤخرة العين اليسرى يشير لرجوع غائب، أما عصب الخد الأيمن فيعني أنك ترى من تحب، ويعني عصب الخصر الأيسر زواجك بمن تريد ..الخ, وقد أثبت العلم الحديث، بأن لجسم الإنسان طاقة قوية تكفي لتبادل شخص آخر الإحساس رغم بعد المسافة بينكما، علماً بأن هذه الطاقة تستخدم في بعض أنواع العلاجات.
ولمن يبقى مشككاً فيما لدى الشيباني من علوم، ففي يوم الزينة يظهر- الإمام الحجة- الإمام المهدي ومعه السيد المسيح، ليملئا الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا، وسيظهر الأسرار الكاملة للعلوم ولباطن أسرار القرآن الكريم، ويعلمها لأتباعه وجنوده، والتي ستخرق قوانين الطبيعة المعروفة، وتعرف العلوم لأقصى مداها، وتكشف كل أسرارها وخباياها، وبه يتم تحرير فلسطين المحتلة, انهم يرونه بعيداً ونراه قريباً ...
مولاي.. أكتب لك هذه الأبيات ومعذرةً لكثرة الأخطاء .. كونها أول محاولة مني لكتابة شعرٍ.
أبو علي الشيباني: هذا ليس قدري!!
ليــلاءُ تنعى، مــا فعل الدهر بـــي؟ ما علمنا هكذا يُكتبُ الغيب من الأزلِ
أشكـــــو إليــك دجالٍ بعقلـــــهِ عفنِ بعمل من الشيطان غير مجرى قدري
دنيــــا قضاها يحارب أربـــعاً عُزّلِ ببلايا داهمتنا، إذ تقاس تهـــــــد الجبل
سميك فــــي القلب بين إيــابٍ وذاهبِ يخالني شيطـــاناً من أبشـــع البشــــــر
هي منيةٌ تقطعت دونـــــها كل السبـل أفــي سهلٍ يكــــون الـــرزقُ أم الجبل
غزاني الشيبُ وأمسى الشباب شيخاً كهلِ كفـــــا هواناً ودنيا السحـــــــر تفتك بي
سألتــك بالله يـا شيباني، ويا نجفـــــي أظننــــي ذقـــتُ الحكـــم الأبـــــــــدي
بـدم علي الأكبر رجائـــي، وحق علي أبـا العلييـن، قليلٌ خمسٌ وعشرون من الزمن؟
بمربـــعٍ من يديك ترفع به قـــــــدري أو المتسع أقــــوى يمحــي الصفر والعدم
دوائي يكون بسدبٍ وحرمل ولبان ذكرِ وميعٍ سائلٍ، أيكفـي سندروس،أجبني يا أبا علي
* * * * * *
شفــاهك باســـمةً تــرد الروح والأمـلِ ويأسر القلب صوتك ويبقى يرن بالأذنِ
سبحانك ربي مــــلاكٌ مــا هذا بشـــراً أكوكبٌ دريٌ، أم القمر أو هو المشتري؟!!
حاشــا لمثلك يعجزُ عن داء الســــكري فبالقــــــرآن أنت، لقــــــــــادرٍ ومقتــــدرِ
بعلمك مـولاي ملكت الشـرق والغـربِ سبـعٌ عجــــائب الدنيــــــا وأنت الثامــــن
لكــــل بهيــــمةٍ حاســــــــدٍ لا يفتـهـــمِ إن تكلـــم الشـــرع، عذراً فليــأكل التبـــنِ
أراك ليوم الزيـنـــة مشتـــــاقٌ ومنتظـرِ لإمـامٍ مبيــــنٍ، غـــداً للـــدين منتصـــــــر
في صلاة ليلك ودعــــــائك في الحجبِ أرجـــــوك، اذكرنــي دومـــاً يا أبـا علـــي
بعلمك وأخلاقك يا شيباني أنت تاج على رؤوسنا نحن العرب والمسلمين، وأنت العملة النادرة لدينا التي لا نريد بيعها، ليشتريها الغرب كما هو حال بقية العقول العربية المهاجرة، ويشرفنا أن نكون طلاب في جامعتك ولو من وراء شاشات التلفاز، فشكراً لهذا الرجل الذي أخجلنا تواضعه، وشكرا لك يا كنز الفقراء فبك تغيرت قناعاتنا بالأشياء، وصرنا نقرأ القرآن بحروفه وأرقامه، فليحفظك الباري ويبارك في عمرك.
[email protected]
أبو علي الشيباني يا كنز الفقراء
بقلم: ليلى
تاريخ النشر : 2006-12-06